أخبار مجلس كنائس الشرق الأوسط
بيان مجلس كنائس الشرق الأوسط إلى كنائس العالم والشركاء لدعم بيروت المنكوبة وأبنائها
المسيح قام! هي صرخة المسيحيّين في الشرق الأوسط المتواصلة منذ ألفي سنة للتعبير في الوقت عينه عن إيمانهم وعن مواجهتهم للموت، العدوّ الأكبر للإنسانيّة والخليقة. فهذه المنطقة من العالم لم تعرف السلام الحقيقيّ إلاّ لفتراتٍ متقطّعة، وكانت في معظم الأحيان، بسبب حيويّتها الدينيّة والثقافيّة والتجاريّة وبسبب وجودها في قلب العالم القديم، مَعبرًا ومكان لقاء ونقطة انطلاق، وفي الوقت عينه ساحةً للصراعات والمواجهات. وها هي تعاني منذ نصف قرنٍ المعاناة الأعظم بسبب النزاعات والحروب الدائرة فيها، وبسبب استشراء العنف والتطرّف والاستخفاف بالشخص الإنسانيّ الظاهر من خلال قتله واقتلاعه من أرضه وتهجيره والعبث بمصيره.
نداء مجلس كنائس الشرق الأوسط إثر انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس 2020 (المرحلة الأولى)
"يا ربّ، من يدحرج الحجر عن قلب بيروت الجريحة وقلوب المواطنين المتضرّرين؟"
في 4 آب /أغسطس، نحو السادسة مساءً، انفجر أحد العنابر في مرفأ بيروت ويحتوي كميّات كبيرة من نترات الأمونيوم. الانفجار الأولّ أعقبه انفجار ثان تسبّب بدمار شامل وأضرار هائلة وصلت على بعد أكثر من 20 كم من منطقة المرفأ. كما تضرّرت مئات المباني، بما في ذلك إهراءات الحبوب التي تخزّن حوالي 85 في المئة من إمدادات الحبوب في البلاد، وعدد كبير من الأحياء السكنيّة التي تضرّرت أو دمّرت بالكامل. ثلاث مستشفيات تابعة لمؤسسات كنسيّة خسرت عددًا من طاقمها التمريضي الذين سقطوا ضحايا الانفجار الهائل والأضرار الفادحة التي لحقت بها وهي التي تستقبل مرضى مسيحيين ومسلمين ولا تفرّق بين عرق أو دين أو جنسيّة.
مرفأ بيروت المنكوب: شريان حيويّ انقطع
في الرابع من آب/أغسطس 2020، انفجار كيميائي كارثيّ وقع في مرفأ بيروت صدم العالم بأسره وجعله يقف ساكنًا مذهولًا أمام الصّور المروّعة التي غطّت شتّى وسائل الإعلام الدوليّة والمحليّة. أكثر من 177 شخصًا قضوا تحت أكوام الإهراءات والركام وأصيب أكثر من 6000 شخص وتضرّرت آلاف المباني أو دمّرت بالكامل. فبالإضافة إلى الاقتصاد المتدهور والوضع المأساوي الذي سبّبه انتشار فيروس كورونا، ساءت الأمور إلى حدّ كبير حيث فقد حوالي 300 ألف لبناني وأجنبي يقيمون في بيروت منازلهم وسبل عيشهم، وتضرّروا حتى بصحّتهم النفسيّة إثر هذا الحدث المأساوي.
كنائس بيروت جريحة
في زحمة الأزمات السياسيّة والإقتصاديّة والصحيّة ... الّتي يواجهها لبنان، تحوّلت العاصمة بيروت عند السّاعة السّادسة و7 دقائق من مساء الثّلاثاء 4 آب/ أغسطس 2020، وبلحظات، إلى مدينة منكوبة جرّاء الإنفجاء المرّوع الّذي وقع في مرفأ بيروت. كارثة أصابت عددًا كبيرًا من المدنيين الأبرياء وخلّفت مئات الضحايا والجرحى والمفقودين. كما نجم عن الإنفجار دمار هائل وخسائر فادحة في الممتلكات العامّة والخاصّة، من أبنية وسيّارات ومؤسسات ومرافق حيوية. وكان للكنائس والمؤسّسات التّابعة لها حصّة كبيرة، وللأسف، من هذا الدمار.
عقب انفجار بيروت، أصدقاء مجلس كنائس الشرق الأوسط يقدمون التعزية ويؤكدون دعمهم الدّائم، شكرًا
عقب الانفجار الكارثيّ الذي أصاب العاصمة الّلبنانيّة بيروت في 4 آب/أغسطس 2020، مسبّبًا دمارًا شاملًا ومحوّلًا هذه المدينة التي لطالما كانت مفعمةً بالحياة إلى مدينةٍ منكوبةٍ، هذا الانفجار الذي أودى بحياة أكثر من 140 شخصًا حتى الآن وأدّى إلى سقوط أكثر من 5 آلاف جريح بالإضافة الى عشرات الأشخاص الذين ما زالوا في عداد المفقودين، والأسوأ بعد هو أنّ هذه الكارثة حرمت عددًا كبيرًا من سكّان المدينة الذي يبلغ عددهم حوالي 300 ألف نسمةٍ، من منازلهم فباتوا بلا مأوى.
رسائل تضامن وتعزية للبنان إلى الأمانة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط في مقرّها الرّئيس في بيروت
عقب الإنفجار الكارثي الّذي أصاب بيروت وباتت مدينة منكوبة، عبّرت منظّمات دوليّة عدّة عن تعاطفها وتضامنها مع الشّعب اللّبناني من خلال رسائل تعزية توجّهت بها إلى الأمانة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط في مقرّها الرّئيس في بيروت.