نداء مجلس كنائس الشرق الأوسط إثر انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس 2020 (المرحلة الأولى)

"يا ربّ، من يدحرج الحجر عن قلب بيروت الجريحة وقلوب المواطنين المتضرّرين؟"

الصور: جوانا خليل

الصور: جوانا خليل

في 4 آب /أغسطس، نحو السادسة مساءً، انفجر أحد العنابر في مرفأ بيروت ويحتوي كميّات كبيرة من نترات الأمونيوم. الانفجار الأولّ أعقبه انفجار ثان تسبّب بدمار شامل وأضرار هائلة وصلت على بعد أكثر من 20 كم من منطقة المرفأ. كما تضرّرت مئات المباني، بما في ذلك إهراءات الحبوب التي تخزّن حوالي 85 في المئة من إمدادات الحبوب في البلاد، وعدد كبير من الأحياء السكنيّة التي تضرّرت أو دمّرت بالكامل. ثلاث مستشفيات تابعة لمؤسسات كنسيّة خسرت عددًا من طاقمها التمريضي الذين سقطوا ضحايا الانفجار الهائل والأضرار الفادحة التي لحقت بها وهي التي تستقبل مرضى مسيحيين ومسلمين ولا تفرّق بين عرق أو دين أو جنسيّة.

أيضًا تضرّرت مدارس تاريخيّة عدّة تابعة للكنيسة في الجميزة ومار مخايل والأشرفية جرّاء الانفجار وذلك قبل بداية السنة الدراسية المقبلة في أيلول/سبتمبر. كما تعرّض الحيّ المسيحيّ في بيروت للدّمار الشامل ودمّرت عشر كنائس على الأقلّ. علاوة على ذلك وبحسب التقارير الحكوميّة الرسميّة، تسبّبت هذه الكارثة بمقتل أكثر من 177 شخصًا وأكثر من 6 آلاف جريح وما زال نحو 30 شخصًا في عداد المفقودين، كما وفقد أكثر من 300,000 شخص بيوتهم في منطقة بيروت الكبرى.

يعاني لبنان أصلًا من الأزمة الماليّة وارتفاع معدّل البطالة والتضخّم المفرط وانخفاض قيمة الليرة اللبنانيّة، بينما يستضيف أيضًا عددًا كبيرًا من اللاجئين، فقد فاقم هذا الانفجار الأزمة وفرض ضغطًا إضافيًا على اللّبنانيين والحكومة اللبنانية ومجتمعات اللاجئين. إضافة إلى ذلك انتشار وباء كورونا الذي يشكّل عبئًا كبيرًا على النظام الصحيّ في البلاد.

لبنان عانى الكثير فقد شهد حروبًا وأزمات وكوارث. لكن ما حدث في 4 آب/أغسطس في مرفأ بيروت تجاوز كل ما يمكن أن يتخيّله اللبنانيون. فحوّل الانفجار أجزاء كبيرة من العاصمة إلى ركام وفقد اللبنانيون أملهم بحياةٍ أفضل. وحتى الآن، لا يزال لبنان تحت تأثير الصدمة.

خلال الأزمات التي واجهها لبنان في الماضي، تحمّلت الكنائس مسؤوليًة كبيرة لتخفيف العبء عن الناس فوقفت جنبًا إلى جنب مع الفئات الأكثر ضعفًا من خلال تقديم خدماتها الإنسانيّة المتنوّعة. لكنها اليوم غير قادرة على تقديم هذه الخدمات بسبب الدّمار الذي أصاب مرافقها التعليميّة والصحيّة. تحتاج الكنائس إلى مئات ملايين الدولارات لإعادة تأهيل مؤسساتها التي كانت تخدم جميع طبقات المجتمع اللبناني على حدٍ سواء. ويجب الإشارة إلى أن مستوى الأضرار في بيروت يتجاوز قدرة الحكومة اللبنانيّة والمنظّمات غير الحكوميّة الدوليّة والمنظمات غير الحكومية اللّبنانيّة فحتى الآن، تقدّر الأضرار بنحو 5 مليارات دولار أميركي.

راهنًا، تدخّل متطوعون من الكنائس ومن جميع الطوائف ومجموعات المجتمع المدني لردم الفجوة التي خلّفتها الحكومة وبدأوا بإزالة الأنقاض والحطام من الشوارع والكنائس والمستشفيات للتأكيد أنّ الحياة تستمرّ في خّضم المآسي، مسلّحين بإيمانهم بالمسيح يسوع القائم من بين الأموات. إضافةً إلى ذلك، تمّ فتح الأديرة والمدارس لاستضافة الذين تُركوا بدون مأوى كما يتمّ تقديم الطعام يوميًا للمحتاجين.

منذ تأسسيه، لطالما اعتبر مجلس كنائس الشرق الأوسط أن الوقوف مع الضعفاء ليس مجرد واجب اجتماعيّ فحسب بل هو مسؤوليّة مسيحيّة منبثقة من وصايا الربّ. وفي الواقع، أنّ أحد أهدافه الاستراتيجيّة الرئيسة هو صون كرامة الإنسان في أوقات النزاعات وخلال شتّى أنواع الكوارث.

 لذلك، ولتوفير استجابة سريعة للأزمة، سوف يدعم مجلس كنائس الشرق الِأوسط العائلات الضعيفة من خلال توزيع مجموعات لوازم النظافة الصحيّة، واللّوازم الصحيّة النسائيّة، وأدوات المطبخ، وأطقم أغطية الأسرّة، ومستلزمات الطعام، والأدوية، وأدوات السلامة الشخصيّة للوقاية من فيروس كورونا (لا سيّما أقنعة الوجه، والقفّازات، ودروع الوجه، ومواد التعقيم) والأدوات (لا سيّما المعاول والمكانس والأكياس وعربات نقل الأنقاض) على المتّطوعين الذّين يساهمون في تنظيف الكنائس والمستشفيات والشوارع. بالإضافة إلى ذلك، سوف يشمل دعم مجلس كنائس الشرق الأوسط توفير الأدوية لعددٍ كبيرٍ من المصابين بأمراض مزمنة والأمراضى السرطانيّة الذين يعيشون في الملاجئ أو مع أقاربهم بعد أن فقدوا منازلهم. سوف يعتمد مجلس كنائس الشرق الأوسط الآلية المعتمدة في الكنائس والمنظّمات غير الحكوميّة المحليّة الفاعلة. وستتمّ عمليّة التوزيع إمّا من خلال فريق المجلس أو من خلال المنظّمات الكنسيّة والمنظّمات اللبنانيّة غير الحكوميّة لإتمام المهمّة بأسرع وقت ممكن. في مرحلة لاحقة، وبعد الانتهاء من التقييم المشترك للأضرار مع الجهات الفاعلة الأخرى على الأرض، سوف يشارك مجلس كنائس الشرق الأوسط في إعادة تأهيل المنازل والمدارس والمستوصفات المتضرّرة.

يتوقّع لبنان من المجتمع الدولي والمنظّمات الدولية أن تتخّذ موقفًا صارمًا وتمدّ يد المساعدة في مثل هذه الأوقات الصّعبة. حان الوقت للتضامن والمحبّة بغض النظر عن أيّ خلافات قد تعرقل اغاثة بيروت سريعًا. بالتّالي، فإنّنا ندعو جميع شركائنا وأصدقائنا للاستجابة لندائنا هذا ومساعدتنا في تخفيف العبء الثقيل الذي تتحمّله الكنائس وفي دحرجة حجر المعاناة والرعب واليأس عن قلوب البيروتيين والأسر الضعيفة المتضرّرة من هذه الكارثة الهائلة.

للمزيد من التّفاصيل، يمكنكم أن تتواصلوا معنا عبر بريدنا الإلكتروني الرسميّ: info@mecc.org.

لمتابعة آخر المستجدّات، يمكنكم أن تزوروا موقعنا الرسميّ: www.mecc.org.

للمزيد من التفاصيل والمعلومات، أو لقراءة نصّ النداء كاملًا، اضغطوا على الرابط التاليّ: MECC Beirut Explosion Appeal

Previous
Previous

بيان مجلس كنائس الشرق الأوسط إلى كنائس العالم والشركاء لدعم بيروت المنكوبة وأبنائها

Next
Next

مرفأ بيروت المنكوب: شريان حيويّ انقطع