بعد هزائم كارثة انفجار 4 آب

الإحباط العام

كلام اللّافتة: أكثر الأشخاص سعادةً وكآبةً يمكن أن تلتقي بهم على الإطلاق

كلام اللّافتة: أكثر الأشخاص سعادةً وكآبةً يمكن أن تلتقي بهم على الإطلاق

بعد أشهر من إنفجار مرفأ بيروت الكارثي، يبدو أن كل أشكال التحقيق في أسبابه والمسؤولين عنه قد عادت الى المربّع الأول على أقل تقدير. فاللبنانيين المحاصرين من جهة بجائحة لا يمكن وقفها، اقتصاد منهار ونظام سياسي فاسد من جهة أخرى، لم يسبق لهم أن أصيبوا بهذا الإحباط في التاريخ.

كما يبدو الآن أن الناس، باستثناء أقارب الضحايا والمتضرّرين مباشرة من الإنفجار، لم يعودوا مهتمين بشكل عام بالبحث عن الحقيقة. كل ما يهتم له اللبناني العادي هذه الأيام هو ارتفاع قيمة الدولار بالنسبة للعملة المحلية، ووضع الطعام لأولاده على المائدة، بالإضافة الى إبعاد فيروس كورونا عنه وعن محيطه على السواء. على هذا النحو، يتمّ تجريد الإنسان في لبنان من كل رغباته وتطلّعاته وإدخاله في دوامة البطالة والعجز وإلهائه بهمّ تأمين حاجاته الأساسيّة. هكذا يغرق برغبته البدائية الوحيدة ألا وهي البقاء على قيد الحياة.

إن طبيعة اللبنانيّين الفرِحة والنابضة بالحياة تسحقها أثقال الأزمات المتتالية الواحدة تلو الأخرى. لذا ربما نرى اليوم أكثر الناس صلابة يستسلمون في النهاية للضغوط المتزايدة. ونتيجة ذلك فقد تلاشت أعداد المتظاهرين الذين ملؤوا الشوارع قبل أشهر بصيحاتهم واحتجاجاتهم أمّا اليوم فقد سكتوا أو أُسكتوا لشدّة الألم والخوف.

باختصار تام الكلّ في لبنان مشلول، مكتئب ومهزوم.

دائرة التواصل والعلاقات العامة

Previous
Previous

بين الجوع ونقص اللّقاح ضدّ فيروس كورونا الشرق الأوسط يعاني

Next
Next

رسائل من البابا فرنسيس إلى المشرقييّن