بين الجوع ونقص اللّقاح ضدّ فيروس كورونا الشرق الأوسط يعاني
تقرير: من 1 إلى 15 آذار/ مارس 2021
لا تزال دول الشرق الأوسط تعاني للحصول على جرعات من اللّقاح في وقت تتحمّل فيه أعباء اقتصاديّة قد تراكمت على مرّ السنين. لا تزال الطبقات السياسيّة المحليّة تنعَمُ بمكاتبها ومنازلها الفخمة وقصورها الدافئة بينما تملأ الشارع صرخات الجوع.
هذا مجرّد يوم آخر في شرق أوسط غير عادل!
الوضع الاقتصادي والاجتماعي
مصر
تتوزّع الإصابات، أعداد الوفيات وحالات الشفاء على الشكل التالي:
-190,924 إصابة مؤكّدة
-147,234 حالة شفاء
-11,300 وفاة
بدأت مصر تطبيق السياسات التي وضعتها لتطوير اقتصادها فجذبت عددًا من الاستثمارات في بداية الشهر الجاري. وخصصت الحكومة اليابانية 240 مليون دولار لمصر من خلال وكالة التعاون الدولي اليابانيّة JICA لدعم الإقتصاد الأخضر وتطوير الطاقات الدولية المتجدّدة. نرى هنا استعداد مصر لمناشدة رغبة دول العالم الأول في تحويل اقتصاداتها المحليّة إلى نماذج أكثر استدامة وصديقة للبيئة. وكونها على علاقة جيدة مع الدول العربيّة، رحّبت دول شرق أوسطيّة بخطة رعاية الاقتصاد المصري. ويجدر ذكر البيان الصادر عن بنك الكويت الوطني الذي توقّع أن يشهد الإقتصاد المصري مزيدًا من التحسّن في الأشهر الثلاثة القادمة، على أمل تحقيق تقدم مستدام في حملة التلقيح وتعافي الإقتصاد العالمي بشكل أسرع.
الأردن
تتوزّع الإصابات، أعداد الوفيات وحالات الشفاء على الشكل التالي:
-477,053 إصابة مؤكّدة
-396,195 حالة شفاء
-5,346 وفاة
في خطوة تهدف إلى تسريع الإصلاحات التي يوجهّها صندوق النقد الدولي والتي يحتاجها الإقتصاد الأردني بعد جائحة كورونا، قام رئيس الوزراء بشر الخصاونة بتعديل حكومته. غير أنّ استقالة وزير الصحّة نذير عبيدات بسبب وفاة 7 أشخاص جرّاء نقص الأوكسجين قاطعت خطوته. وما زاد الطين بلّة، علّقت المملكة الخدمات الدينيّة ومدّدت ساعات حظر التجوّل لمواجهة الخسائر المتزايدة جراء الوباء. فمع أصداء الغضب في الأردن، وانتشار كورونا، والإقتصاد الغارق، لن تتعافى المملكة بسهولة.
أمّا في ما يتعلق بعملية التلقيح، فقد أصبح الأردنيون ينتقدون ما وصفوه بتباطؤ حكومي في إعطاء اللقاح، وقد بدأت عمليّة التلقيح في كانون الثاني/يناير. وفقًا لمركز موارد وباء كورونا في جامعة جونز هوبكنز، تمّ إعطاء 150.000 جرعة فقط حتى الآن وتمّ تلقيح 30.000 أردني. وبحلول أوائل شهر آذار/مارس، لم يسجل سوى 450.000 أردني ومقيم لتلقّي اللقاح.
العراق
تتوزّع الإصابات، أعداد الوفيات وحالات الشفاء على الشكل التالي:
-758,184 إصابة مؤكّدة
-685,770 حالة شفاء
-13,751 وفاة
لا شك في أنّ زيارة البابا كانت العنوان الرئيس في العراق وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط. جاءت زيارته خلال مرحلة حسّاسة تتصاعد فيها المعاناة في البلاد. جاءت رحلته بين 5 و 8 آذار/مارس لرفع المعنويات وتوجيه الإهتمام الدوليّ إلى دولة شهدت حربًا مدمّرة وحدها وتمّ تجاهلها. كانت هذه الزيارة بمثابة هبة من السماء، حيث تستمر عائدات النفط التي تبلغ حاليًا 82 مليون دولار شهريًا في الإنخفاض، وتفشّي فيروس كورونا، ويتداخل الوضع السياسي/ الأمني غير المستقّر مع البلاد. ومع ذلك، فإن زيارة البابا فرنسيس جلبت الأمل لآلاف المسيحيّين، الذين يعتبر وجودهم مهمًّا لإستقرار البلاد والمنطقة.
لبنان
تتوزّع الإصابات، أعداد الوفيّات وحالات الشفاء على الشكل التالي:
-418,448 إصابة مؤكّدة
-328,706 حالة شفاء
-5,380 وفاة
خلال هذا الشهر، اتّجهت البلاد نحو الإنهيار التام حيث ارتفع الدولار بسرعة مقابل الليرة اللبنانيّة، وضرب التضخّم البلاد عندما قفزت أسعار النفط والمواد الغذائيّة. نتيجة ذلك، اندلعت المظاهرات في الشوارع مرة أخرى، وأغلقت الطرقات الرئيسة. وسقط خلال هذه الانتفاضة عدة جرحى كما سقط ضحيتان بسبب قطع الطرقات. وحذّر مسؤولون أمنيّون من زيادة النشاطات الجرميّة مثل السرقة بسبب تدهوّر الوضع الإقتصادي وأصدروا تحذيرًا من أنّ حال القوات العسكريّة وأجهزتها الأمنيّة منهكة ومثقلة بالأعباء وهي تعمل بأجور قليلة. وخوفًا من تزايد زعزعة الإستقرار وفقدان السيطرة على الشوارع، تمّ اقتراح مشروع قانون لتزويد المواطنين العاملين في أجهزة القوى الأمنيّة بمبلغ مليون ليرة لبنانيّة شهريًا. ومع ذلك، يبدو أن هذه القرارات تتجاهل عاملين رئيسين: أولاً، خزينة الدولة شبه فارغة، وثانيًا، انخفاض قيمة الليرة اللبنانيّة باستمرار. فبالسرعة التي تفقد فيها الليرة اللبنانيّة قيمتها، من الواضح أنّ هذا الحل فاشل من الأساس. فمع تدهوّر الظروف الاجتماعيّة والاقتصاديّة، سينهار الوضع الأمني في البلاد عاجلًا أم آجلًا.
فلسطين
تتوزّع الإصابات، أعداد الوفيات وحالات الشفاء على الشكل التالي:
-211,602 إصابة مؤكّدة
-187,634 حالة شفاء
-2,293 وفاة
في ظلّ ركود الإقتصاد الفلسطيني، تعهّدت الولايات المتحدة تجديد المساعدة الماليّة للفلسطينيّين في اجتماع المانحين الدولييّن. وهذه أخبار سارّة لبلد لا يزال تحت الحصار الإقتصادي.
خلال إدارة ترامب، قطع الرئيس الأميركي الدعم الماليّ عن فلسطين، ممّا وجّه ضربة قاضيّة لخطط الدولة التنمويّة. أمّا بعد وصول بايدن إلى السلطة، فيأمل الفلسطينيّون أن يفي هذا الأخير بوعوده ويصحّح ما قد مضى. ونرى انعكاسًا إيجابيًّا آخر نتج عن الإجتماع، وهو اتفاق دول الإتحاد الأوروبي على التبرّع بحوالي 20 مليون يورو للمساعدة في عمليّة التلقيح.
كما وافق البنك الدوليّ على منحة بقيمة 11 مليون دولار لخلق فرص عمل في فلسطين، إستجابة للتأثير الاقتصاديّ لـكورونا على الدولة. ومن المقرّر أن يستهدف الإستثمار القطاع الخاص ويقدّم الدعم للعمال الضعفاء، مع السعي لخلق المزيد من فرص العمل للنساء.
سوريا
تتوزّع الإصابات، أعداد الوفيّات وحالات الشفاء على الشكل التالي:
-14,863 إصابة مؤكّدة
-978 حالة شفاء
-8,679 وفاة
يخيّم اليأس داخل الحدود السوريّة حيث يصعب على الناس من مختلف الطبقات الاجتماعيّة تغطية نفقاتهم. لا تبدو الحكومة مكترثة لحلّ هذه المشكلة في وقتٍ تستنفد الحرب موارد البلاد. تركيا لا حسيب ولا رقيب لها في الشمال، تحتلّ الأراضي السوريّة وتضمّها لأراضيها. وللولايات المتحدة وجود عسكري صغير في شمال شرق البلاد، تدعم القوات الكرديّة في المنطقة حيث حقول نفط رئيسة ومزارع قمح مهمّة في البلاد. إضافة الى كلّ ذلك، فإن البلاد منهكة بسبب الوضع الإقتصاديّ الذي يغرق فيه السكّان. ويعدّ إصدار العملة الجديدة من فئة 5000 ليرة سوريّة تذكير مرعب للتضخّم المفرط الذي تشهده سوريا. ففي دمشق، يقول بعض السكان إن علامات التدهوّر الإقتصادي واضحة في كل مكان، فحتى المناطق التي تعتبر غنيّة شهدت زيادة في أعداد المتسوّلين والمشرّدين.
قبرص
تتوزّع الإصابات، أعداد الوفيات وحالات الشفاء على الشكل التالي:
-39,869 إصابة مؤكّدة
-2,057 حالة شفاء
-240 وفاة
أعلنت الخدمة الإحصائيّة (سيستات) اخيرًا أنّ الإقتصاد قد انكمش بنسبة 5.1٪ تقريبًا وأنّ قبرص شهدت 1.1 مليار يورو من الخسائر نتيجة لتداعيات فيروس كورونا. كما ذكر سيستات أنّ البطالة في قبرص لعام 2020 ارتفعت إلى 7.6%. تريد الحكومة تجنّب هذه الأرقام سنة 2021، خصوصًا وأنّها تحاول تحسين إقتصادها قبل حلول الصيف. لذلك، تعهّد وزير الماليّة كونستانتينوس بيتريدس بأنّ الحكومة ستواصل دعم النشاط الاقتصاديّ المتضرّر من فيروس كورونا للحدّ من نسبة البطالة المرتفعة وإصلاح الوضع الماليّ العام. وقال الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس: "اليوم يمكننا التحدّث بمزيد من التفاؤل والثقة حول إعادة التنشيط الديناميكي للإقتصاد وعن أملنا باستقرار محتمل والتعافي السريع."
يبدو وضع قبرص جيدًا، حيث تتبّع عملية التلقيح كما خطّط لها. حتى أنّه يقال أنّ الحكومة القبرصيّة قد تبدأ في أيار /مايو بتلقيح السيّاح البريطانييّن.
دائرة التواصل والعلاقات العامة