الشبيبة تصلّي وتسير معًا نحو قيامة الربّ يسوع المسيح

ما هي استعدادات مركز التربية الدينيّة للسريان الأرثوذكس في القامشلي لعيد الأعياد؟

تجدون في آخر النصّ مجموعة من الصور حول أنشطة مركز التربية الدينيّة للسريان الأرثوذكس في القامشلي.

خاصّ: إعلام مجلس كنائس الشرق الأوسط

"فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ، صَابِرِينَ فِي الضِّيْقِ، مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ" (رو 12: 12). مع كلمات القدّيس بولس الرسول إلى أهل رومية يسير الشباب اليوم في ظلّ عصر تظلّله الأزمات والصراعات. ووسط كلّ التحدّيات الّتي تحيط بهم، اختاروا أن يتمسّكوا بإيمانهم المستقيم مواصلين صلواتهم برجاء كبير ومؤمنين أنّ يسوع المسيح قائد السفينة لن يتخلّى عنهم.

الشباب وجدوا في الكنيسة الملجأ الآمن والحضن الدافئ الّذي يخفّف من ضغوطهم اليوميّة الّتي لا تنتهي. هم نبض الكنيسة وحركتها، وهم حاضرها ومستقبلها، فنشاطهم الدائم فيها يجعلهم جزًا لا يتجزّأ منها.

وها هم اليوم يستعدّون معًا لعيد الأعياد وموسم المواسم في مسيرة صوم وصلاة كلّ بحسب تقاليده الكنسيّة نحو قيامة ربّنا يسوع المسيح. وهذه السنة فرحتهم باتت أكبر خصوصًا وأنّ  الكنائس أجمع تحتفل معًا بالفصح في التاريخ نفسه، فما هي تحضيراتهم وما هي تطلّعاتهم؟

إعلام مجلس كنائس الشرق الأوسط تواصل مع الإخوة في القامشلي، هذه المدينة النابضة بالحياة والجامعة لمختلف العائلات الكنسيّة، وسألهم عن أنشطتهم في هذا الزمن المبارك.

 

في هذا الإطار، تشرح جولي شابو وهي خادمة في مركز التربية الدينيّة للسريان الأرثوذكس أنّ المركز بدأ بالتحضير إلى رحلة الفصح والقيامة والفرح بالمسيح يسوع منذ بداية الصوم الأربعيني.

جولي شابو، خادمة في مركز التربية الدينيّة للسريان الأرثوذكس - القامشلي

وأضافت "خضنا جميعًا هذه الرحلة، في كلّ المراحل التعليميّة بالمركز، الإبتدائيّة والإعداديّة والثانويّة والجامعيّين، كي ننال زوّادة روحيّة حيّة وبركة ونعمة نحيا من خلالها مع الربّ فنشترك بفصحه وآلامه لنقوم معه فرحين ومنتصرين يوم قيامته".

وتابعت "يتمّ التحضير والترتيب من قبل شبيبة المركز للاحتفال بعيد الشعانين والنهيرة وأسبوع الآلام وخميس الأسرار والجمعة العظيمة وسبت النور وعيد القيامة وفق الترتيبات والطقوس المعتمدة في كنيستنا السريانيّة الأرثوذكسية. تضمّ مهام الشبيبة تحضير كروت حاملات الشموع مع الشموع  لصلاة طقس النهيرة وتحضير وتعبئة الماء المرّ في عبوات توزّع في كنائسنا للمؤمنين يوم الجمعة العظيمة كاستذكار لحدث صلب يسوع المسيح مثلما جاء في الكتاب المقدّس: "أَعْطَوْهُ خَّلاً مَمْزُوجًا بِمَرَارَةٍ لِيَشْرَبَ" (متّى 27: 34)".

على صعيد آخر، أشارت جولي إلى أنّ "الشبيبة تعمل في كلّ المراحل على تعزيز الحياة الروحيّة خلال كلّ أيّام السنة، الّا وأنّه في هذه الفترة المباركة نكثّف التأمّلات الروحيّة المتعلّقة بالقيامة والآلام مؤكّدين أنّه علينا الّا ننسى النعمة الّتي منحنا لنا ربّنا ومخلّصنا وفادينا يسوع المسيح لأنّه هو الّذي أعطانا الخلاص بتجسّده وتحمّله الآلام وصلبه وموته وأعطانا فرصة جديدة فكان هو الذبيحة الحمل الّذي تحمّل كلّ العذابات كي نحيا. لذا علينا أن نعيش هذه الفترة بخشوع وصلاة وصوم كعربون محبّة وشكر إلى ربّنا يسوع المسيح".

في ختام حديثها، قالت جولي شابو "منّي ومن أخوتي وأخواتي الخدّام في مركز التربية الدينيّة للسريان الأرثوذكس في القامشلي نتمنّى لكم عيدًا مباركًا هاتفين مثلما قال معلّمنا بولس الرسول: فَإِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ الْمَسِيحِ، نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضًا مَعَهُ".

ولفتت إلى أنّ هذه السنة "الشعور لا يوصف خصوصًا وأنّنا نحتفل معًا بعيد الفصح فنحن جميعًا واحد في المسيح. من هنا، نصلّي كي تكون قيامة لعقولنا وأجسادنا وأروحنا وأفكارنا فنتحرّر من كلّ شيء كي نكون مع المسيح حيث لا قيود بل الحريّة المسيحيّة المطلقة. المسيح قام حقًّا قام".

 

أمام هذا الواقع الشبابي المُفعم بالفرح والأمل، يعيش الشباب اليوم في مجتمع يوجّه لهم الاتّهامات والتعليقات السلبية الّتي قد تدخلهم في دوّامة يأس وقلق، فمنهم من يعتبرهم بعيدين عن الكنيسة والصلاة والرجاء، ومنهم من يجدهم غير جاهزين لبناء مستقبل أفضل...

لكن هل أحد سأل هؤلاء الشباب عن حاجاتهم وهواجسهم أمام مستقبلهم المجهول؟

سؤال يطرح إشكاليّة طارئة!

Previous
Previous

الثلاثاء العظيم المقدّس

Next
Next

يوم الإثنين العظيم