موسم الخليقة 2024: الرجاء والعمل مع الخليقة 

ما هي المعاني الّتي يحملها موضوع الموسم لهذه السنة؟ 

مجلس كنائس الشرق الأوسط 

 

استعدادًا للإحتفال بـ"موسم الخليقة" حول العالم بين 1 أيلول/ سبتمبر و4 تشرين الأوّل/ أكتوبر من كلّ سنة، تقترح اللّجنة التوجيهيّة المسكونيّة الخاصّة بالموسم موضوعًا لهذه المحطّة المسكونيّة والبيئيّة بشكل سنويّ. أمّا هذه السنة، فقد اختارت اللّجنة موضوع  "الرجاء والعمل مع الخليقة" وشعار "بواكير الرجاء" المستوحى من الرسالة إلى أهل روما 8: 15-29، فما هي إذًا معاني هذا الموضوع؟ 

يشرح دليل "موسم الخليقة" 2024 أنّ الصورة الكتابيّة "الخليقة تئنُّ من آلام المخاض" (روما 8: 22) تشبّه الأرض بأمّ تئنّ من آلام المخاض، خصوصًا وأّنه يتبيّن في هذه الأيّام أنّنا لا نتعامل مع الأرض كعطيّة من خالقنا، بل كمورد للإستخدام. لقد فهم القدّيس فرنسيس الأسّيزي هذا عندما أشار إلى الأرض في نشيد المخلوقات على أنّها أختنا وأمّنا. كيف يمكن لأمّنا الأرض أن تعتني بنا إذا لم نعتني بها؟ إنّ الخليقة تئنّ بسبب أنانيّتنا ونمط الأفعال غير المستدامة الّتي تؤذيها. 

ويضيف الدليل أنّه "جنبًا إلى جنب مع أختنا وأمّنا الأرض، تصرخ المخلوقات من جميع الأنواع، بما في ذلك البشر، بسبب عواقب أفعالنا المدمّرة الّتي تسبّب أزمة المناخ، وفقدان التنوّع البيولوجي، والمعاناة البشريّة، وكذلك معاناة الخليقة". 

الّا أنّ الرجاء بات أساسيًّا مع الترقّب لمستقبل أفضل، فالرجاء في السياق الكتابي "لا يعني الركود والسكون، بل يعني التأوّه والبكاء والسعي بنشاط من أجل حياة جديدة وسط الصراعات، فكما هو الحال عند ولادة طفل، هناك فترة من الألم الشديد، لكن الحياة الجديدة آتية لا محالة". 

من جهّة أخرى، يشدّد دليل "موسم الخليقة" على الآية الكتابيّة "الخليقةُ تنتظر بفارغ الصّبر ظهورَ أبناء الله" (روما 8: 19)، ليؤكّد على أنّنا نحن والخليقة مدعوّون لعبادة الخالق، والعمل معًا من أجل مستقبل مُفعم بالرجاء الفعلي والعمل الناشط. فقط عندما نعمل مع الخليقة يمكن أن تولد بواكيرُ الرجاء. يذكّرنا اللّاهوت البولسي بأنّ الخليقة والبشريّة كلتاهما كُوّنا منذ البدء في المسيح، وبالتّالي هما مؤتمنتان على بعضهما البعض. 

من هنا، يشير الدليل إلى أنّ "الخليقة تنتَظرُ بفارغ الصّبر ظهورَ أبناء الله! أبناء الله هم أولئك الّذين يمدّون أيديهم نحو الخالق، معترفين بأنفسهم كمخلوقات متواضعة، لتمجيد الله واحترامه، وفي الوقت نفسه يحبّون، ويحترمون عطيّة الله في الخليقة، ويهتمّون بها، ويتعلّمون منها. إنّ الخليقة لم تُعطى للبشريّة للإستخدام والإستغلال، إنّما البشريّة خُلقت لتكون جزءًا من الخليقة. إنّ الخليقة هي أكثر من مجرّد بيت مشترك، فهي عائلة كونيّة تدعونا إلى التصرّف بمسؤوليّة. على هذا الأساس نفهم دعوة أبناء الله الجوهريّة ودورَهم الكبير في تجلّي ملكوت العدل (راجع روما 8: 19)". 

إذًا، لنمسّك بالرجاء ونترافق معًا في الصلاة والعمل على حماية بيتنا المشترك. نحن، كأتباع المسيح من كلّ أنحاء العالم، نتشارك دعوة مشتركة للاهتمام بالخليقة، فنحن معاونون لله في الخلق، وفي الوقت عينه جزء ممّا خَلقَه. وعافيتُنا مرتبطة ارتباطا وثيقًا بعافية الأرض. 

 

دليل "موسم الخليقة" 2024 باللّغة العربيّة

دليل "موسم الخليقة" 2024 باللّغة الإنغليزيّة

 

يمكنكم مشاركة أفكاركم وإقتراحاتكم وتجاربكم عبر روابط الهاشتاغ التالية: 

SeasonOfCreationME #SeasonOfCreation2024 #MECC# 

#موسم_الخليقة #مجلس_كنائس_الشرق_الأوسط 

Previous
Previous

دليل "موسم الخليقة" يُبصر النور بعد جهود مسكونيّة عالميّة 

Next
Next

موسم الخليقة: تاريخ من الإلتزام المسكوني والبيئي