منبر الكلمة
كلمة الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور د. ميشال عبس لمناسبة إطلاق مركز الإنتاج الإعلامي "منبر الكلمة" في مجلس كنائس الشرق الأوسط بالتعاون مع محطّة تيلي لوميار ونورسات.
البروفسور د. ميشال عبس
الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط
هو الذي في البدء كان،
واستحال جسداً،
وحل بيننا،
وكتب لنا سفر المحبةِ،
هو الذي أحب اعداءه وبارك لاعنيه،
وبالصمت المَدوِيِّ دافع عن نفسه،
وشكر جلاديه، وغفر لهم،
هو الذي دمه سال وروى ثَرى الجبل المقدس،
وبه بدأ العهد الجديد،
فرسم للإنسانية طريق الخلاص من اثمها وريائها،
هو الكلمة!
على اسمه القدوسِ نعمل،
وبقدوته ننهج،
مخبرين الإنسانية قصة الانعتاق،
تيمناً به أطلقنا اسماً على هذا المكان،
وعبره ننشرُ كلمة المحبةِ، كلمة الخلاص، كلمة التضامن،
"منبرُ الكلمة" اسمينا هذا المقام،
منبرٌ يصدحُ بأنشودةِ تجسدٍ وقيامةٍ غيّرت مسارَ بني البشر،
منبرٌ نبشر عبره العالم بكلمةِ الكلمة،
فنجعلها تعم المعمورة،
حاملةً رسالة خلاصٍ للإنسان،
حاملةً فرح التحرر من العبودية،
من عبودية الانا، والكراهية، والتمييز، والاستغلال،
قائلة للإنسان ان لا سلطة لك على اخيك الا بالحق،
ولا تعامل بينك وبينه الا بالمحبة،
وكلُ ما عدا ذلك هو من الجحيم،
بالمحبةِ تَكَوّن منبرُ الكلمة،
وبالإيمانِ تعمّد،
بسعيٍ حثيثٍ من مؤمنينَ، ومحبينَ، ورؤيويينَ، تحقق،
أناسٌ متسلحينَ بعزيمةٍ ايمانيةٍ ماضية،
وإرادةٍ صلبةٍ لا تلين،
ولا تنكفئُ امام الصعاب،
شبكوا أيديهم ومضَوا في رحلةٍ تاريخيةٍ،
مجددينَ عهد البيعةِ،
أهدافُهم واضحةٌ نِصبَ اعينهم،
هم يعرفونَ ماذا يريدون،
فقد رسم لهم الكلمة الطريقَ بتجسده وصلبه،
واضاءها لهم بقيامته،
هم أكثر من اثنين مجتمعينَ باسمه،
هم كثرٌ، كثر،
وهو بينهم،
يُلهمهم سَواء السبيل،
ضنا بالبشرية المضللة الضائعة،
التوقيتُ حيويٌ في عمرِ الانسانيةِ،
والزمن الأني لا يرحم،
فالصراع بين الخير والشر محتدمٌ،
ولا يحسمه الا الكلمة،
كلمةٌ صوتها اعلى من دوي الحروب،
ووقعها اقوى من ضجيج الحياة اليومية الذي يصمُ الأذان،
كلمةٌ تحسم النفاق، تُخجِل الاطماع،
كلمةٌ تحمل رسالةَ السيد المتجسد، تعاليمهُ وقيمهُ،
كلمة ترسم معالم الزمن الأتي،
لذلك هو منبر للكلمة!