ضمن فعاليّات الجمعيّة العامة لـ"آكت الليانس" في إندونيسيا
فيديو - الأمين العام السيّد رودلمار بوينو جي فاريا في حديث خاصّ لموقع مجلس كنائس الشرق الأوسط:
"الشرق الأوسط منطقة مقلقة للغاية لأنّ النظام الإنساني فيه وقع رهينة لغياب احترام القوانين الإنسانيّة... وهذا غير مقبول
الجيل المقبل بحاجة إلى أن يكون فاعلًا بشكل كبير، وإلّا سيكون مستقبل الإنسانية معقّدًا للغاية"
مجلس كنائس الشرق الأوسط - إندونيسيا
الصورة: ألبين هيلرت/آكت
في ظلّ عالم تسوده الحروب والصراعات والأزمات الّتي دمّرت الحجر والبشر، يبقى الرجاء مصدر قوّة وعزيمة للعمل معًا من أجل قضيّة الإنسان، كلّ إنسان معذّب ومهمّش جرّاء الظلم واللّاعدالة. هذا الإنسان الّذي يحتاج إلى من يبلسم جراحه ويخفّف من أحزانه ويزرع الفرح في أيّامه. من هنا يأتي دور هيئة "آكت الليانس" العالميّة الّتي تسعى إلى أن تكون سامريًّا شفوقًا يجسّد بخدمته محبّته للغريب والقريب.
رغم كلّ التحدّيات حول العالم، عزمت "آكت الليانس" إلى عقد جمعيّتها العامة الرابعة تحت شعار "الرجاء في العمل، معًا من أجل العدالة"، تأكيدًا على أنّ إرادة الحياة هي الأقوى. حدث مسكوني عالمي مُفعم بالأخوّة والمحبّة، استضافه مركز "ياكوم" الإندونيسي لذوي الإحتياجات الخاصّة، في منطقة يوغيّاكارتا في إندونيسيا، وذلك بين 28 تشرين الأوّل/ أكتوبر و1 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، بمشاركة عائلة "آكت الليانس"، العاملين فيها وممثّلين عن أعضائها من منظّمات وهيئات إقليميّة وعالميّة، من بينها مجلس كنائس الشرق الأوسط.
وضمن فعاليّات الجمعيّة العامة، كان لقاء لمجلس كنائس الشرق الأوسط مع الأمين العام لهيئة "آكت الليانس" السيّد رودلمار بوينو دي فاريا الّذي تحدّث في مقابلة خاصّة لموقع المجلس عن أبرز القضايا الّتي تمّ التطرّق إليها مشدّدًا على أهميّة الخدمة والتضامن والمناصرة.
الخدمة بمحبّة نحو عدالة مرجوّة
بدايةً شرح دي فاريا إلى أنّ الجمعيّة العامة تناولت ضمن استراتيجيّة "آكت" العالميّة للمرحلة المقبلة، قضايا اجتماعيّة وإنسانيّة آنيّة تتعلّق بشمول الجميع في المجتمعات، الإستقطاب، التمييز وعدم المساواة. ولفت إلى أنّ "آكت الليانس تسعى في مهامها إلى التأكيد على أهميّة العدالة المناخيّة، العدالة الحنسيّة، والترابط بين العمل الإنساني والتنمية والمناصرة. كما تحاول الاستراتيجيّة التركيز على تحسين نظامنا الإنساني الّذي يتغيّر بسرعة، مع الأخذ بعين الإعتبار الأوضاع الّتي يمرّ بها العالم بشكل عام، إضافةً إلى تعزيز دورنا عالميًّا من ناحية المناصرة".
ووسط كلّ هذه الصعوبات والأزمات الطارئة، يواجه العاملون في المجال الإنساني تحدّيات جمّة خصوصًا في الشرق الأوسط الّذي يعاني جرّاء شدّة الحروب والصراعات. في هذا الإطار، أشار السيّد رودلمار إلى أنّ "الشرق الأوسط منطقة مقلقة للغاية لأنّ النظام الإنساني فيه وقع رهينة لغياب احترام القوانين الإنسانيّة، حيث بات صعبًا الوصول إلى المساعدات الإنسانيّة جرّاء التدخلّات السياسيّة.
لذا علينا أن نتناول بشكل أساسي القضايا المتعلّقة بالوصول إلى المساعدات الإنسانيّة ضمن المجتمع الدولي، وإلّا ستتعرّض الإنسانيّة لخطر كبير، وكذلك إلى إبادة جماعيّة وأنواع أخرى من العنف. وهذا غير مقبول لا سيّما في ضوء المبادئ الإنسانيّة والاتّفاقيّات الدوليّة الّتي تمّ إعدادها من قبل النظام المتعدّد الأطراف، بما في ذلك الأمم المتّحدة".
معًا من أجل مستقبل أكثر إشراقًا
من هنا لا بدّ من التكاتف والتضامن وبذل الجهود في سبيل مستقبل أفضل، فكيف يمكننا إذًا العمل معًا من أجل إيجاد حلول لكلّ التحدّيات العالميّة؟
أوضح السيّد رودلمار بوينو دي فاريا أنّ "تحالف آكت الليانس مجهّز للعمل معًا. ونحن متّصلون بالكنائس ونتعاون أيضًا مع ديانات أخرى لتقديم المساعدات الإنسانيّة، والسعي إلى تعزيز التنمية المستدامة، والعمل في سبيل الحفاظ على سلامة المجتمعات وكذلك الدعوة لصون حقوق الإنسان. لذلك نحن في وضع جيّد كمنظّمات دينيّة، لكن علينا العمل بشكل أكبر على المناصرة لتحفيز الجهات الأخرى، خصوصًا الحكومات والنظام المتعدّد الأطراف، على المشاركة في القيم نفسها المتعلّقة بالإندماج، والتضامن، والإحترام، والعدالة".
الشباب، قادة الغد
من هنا، شدّد دي فاريا على أهميّة دور الشباب، وقال: "يجب على الإنسانيّة أن تضمن مشاركة قويّة للشبان والشابات في كلّ مجالات حياتنا، في الحياة السياسيّة، والتنمية، والمجال الإنساني. لقد فشل الجيل الّذي أنتمي إليه في تعزيز الشمول، والسلام والمصالحة. نحن نسير في مسار مقلق للغاية. إن لم يتولّى الشباب هذه المهام، لا أدري من سيفعل ذلك. إنّ الجيل المقبل هو الّذي يحتاج إلى أن يكون فاعلًا بشكل كبير، وإلّا سيكون مستقبل الإنسانية معقّدًا للغاية".
الإعلام وقضيّة الإنسان
في هذا السياق، يقوم الإعلام لا سيّما المؤسّسات الإعلاميّة المسيحيّة بدور كبير في تعزيز التوعية حول مختلف المسائل والقضايا الراهنة في محاولة لمعالجتها وبثّ القيم الإنسانيّة الّتي يحتاج إليها العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى. لذا دعا السيّد رودلمار بوينو دي فاريا إلى ضرورة دمج الإنتاج الإعلامي، من فيديوهات ورسائل، في قيمنا المتعلّقة بالشمول والاحترام والتضامن والرحمة. وأضاف أنّه "في ظلّ مواجهة تحدّيات التقنيّات الحديثة وانتشار الأخبار الكاذبة وتفسير القيم بشكل جديد عبر وسائل الإعلام، علينا أن نمتلك معلومات وبيانات موثّقة حيث يمكن أن تكون متاحة للجماعات والأشخاص الّذين يحتاجون إليها".
ولمناسبة إطلاق مركز الإنتاج الإعلامي الجديد "منبر الكلمة" في مجلس كنائس الشرق الأوسط، قال دي فاريا "رسالتي هي أن نبذل كلّ الجهود للحصول على الموارد اللّازمة لكي يعمل هذا المشروع بشكل صحيح، وكذلك تعزيز التفاعل مع مختلف الشبكات الّتي يمكن أن توفّر المواد والبيانات اللّازمة لتنفيذ هذه المهام. أتمنى لكم كلّ التوفيق!".
آكت الليانس ومجلس كنائس الشرق الأوسط
في الختام، تطرّق الأمين العام لهيئة "آكت الليانس" السيّد رودلمار بوينو دي فاريا إلى العلاقة الّتي تجمع الهيئة بمجلس كنائس الشرق الأوسط مشيرًا إلى أنّ المجلس "هو عضو في آكت الليانس، ونحن فخورون بذلك، حيث نقدّم معًا المساعدة الإنسانيّة، ونقوم بالعمل التنموي، وأيضًا نسعى إلى الدعوة للتمسّك بالقيم والأنشطة الّتي تشمل جميع الناس".
وتابع "مجلس كنائس الشرق الأوسط هو أيضًا منظّمة مسكونيّة إقليمية، ونحن لدينا علاقة مختلفة معه. علاقة أولى تكمن من ناحية العضويّة. وعلاقة ثانية تتعلّق بالإنتماء إلى الحركة المسكونيّة الّتي تمثّلها هاتان المنظّمتان. لذا، نحن مسرورون أن نكون بهكذا علاقة مع مجلس كنائس الشرق الأوسط حيث يمكنه الانخراط كعضو في "آكت الليانس"، وأيضًا كمنظّمة مسكونيّة إقليميّة محترمة جدًّا".