إنطلاق أعمال السينودس الكلداني 2024 في بغداد برئاسة غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو
السينودس، مجمعيّة مسؤولة، والتزام بالعمل معاً
غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط
معنى السينودس وهدفُه
السينودس synodos كلمة يونانية تعني “السير معًا والعمل معا”، وفي السريانية- الكلدانية يُستخدم مصطلح “ܟܢܘܫܝܐ” ويعني المجمع/ الاجتماع، وهو نهج أساسي لإدارة الكنيسة، خصوصاً بالنسبة للكنائس الشرقية، ويعود الى القرون المسيحية الأولى.
السينودس من أهم أحداث الكنيسة. الهدف منه هو التشجيع على “المجمعيَّة”، في دراسة سبل سير الكنيسة – الجماعة، مع المسيح، وحمل رسالته تحت أنوار الروح القدس، في ظروف كلِّ زمان ومكان.
السينودس يدعم وحدة الكنيسة، ويحافظ على خصوصيّتها كذاتِ حقٍّ خاصSui juris، لكنها في شركة تامة مع الكنيسة الكاثوليكية ومرتبطة بسلطة الحبر الأعظم، بصفته خليفة بطرس” مع بطرس وتحت سلطته” cum Petro et sub Petro، وضمن سلطة البطريرك بصفته رئيس وأب كنيسته caput et pater .
السينوس زمن خاص، يجتمع فيه أساقفة الكنيسة (الكلدانية بالنسبة لنا)، للتفكير حول مسائل متعلقة بكنيستهم وحاجاتها، وسط التحوّلات الكبيرة الطارئة على المجتمع الحالي، والتي غيّرت عقلية الناس وثقافتهم. كذلك لمناقشة التحدّيات التي يعيشها المجتمع الذي نحن جزء أصيل من نسيجه، مثل موضوع السلام والاستقرار، وحقوق الانسان والهجرة، لتسليط نور الله عليها، وترسيخ الرجاء عند الناس. للكنيسة كلمة في السياسة.
أجواء المناقشة
الجو الانسيابي المريح في السينودس يَخلقُه كلُّ أسقفٍ بوعيه لمسؤوليته، ورحابة صدره، ولياقته، وأسلوب مشاركته لخير الكنيسة، بعيداَ عن غايات شخصيّة خاصة. هذا ما يُضفي على السينودس فعاليّة ورقيًّا، إذ لا توجد طاعة عمياء، ولا دكتاتورية، أو كسر ارادات، كما يروج البعض، بينما أحدهم يستعمل مع كهنته عبارة: ” أكسر رأسك”! في نظرة عامة إلى المصاف الأسقفي، فالأساقفة متنوعون، والغالبية العظمى متفاهمون، ومتعاونون، ويحبّون كنيستهم.
لقد ادرت في 11 أكتوبر 2018 الجمعية العامة الحادية عشرة لسينودس الأساقفة بروما، حول موضوع “الشباب وتمييز الدعوات” وخلال ثلاثة اسابيع. كان حاضراً فضلا عن البابا فرنسيس 267 بطريركا وكردينالا وأسقفا ورئيسا عاما. مرّت الجلسات بانسيابية، وفي جوّ ودّي لم يخلُ من بعض نكات! ولقد شكرني البابا في الختام.
تَقدم السينودس يتم بفضل الدور الذي يقوم به كلُّ أسقف. السينوس ليس “مقهى”، لذا يتحتم احترام الية النقاش، والتقيّد بالنظام. وكمثل أي اجتماعي حضاري، فإن البطريرك بصفته رئيس السينودس، يضطلع بدور المحافظة على النظام، واحترام الثوابت. يُعطي الكلام لمن يَطلبه شرط ان يكون في إطار الموضوع، ومن دون الاسترسال…
هذا المقال نُشر على موقع البطريركيّة الكلدانيّة في بغداد، لقراءة المزيد إضغط هنا.