عظة غبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في افتتاح أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين من كنيسة القدّيس جوارجيوس للكنيسة الشرقيّة الأشوريّة الأرثوذكسيّة في لبنان

تجدون مجموعة صور في آخر النصّ.

تجدون في التالي عظة غبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، في افتتاح أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين من كنيسة القدّيس جوارجيوس للكنيسة الشرقيّة الأشوريّة الأرثوذكسيّة في لبنان، يوم الأحد 21 كانون الثاني/ يناير 2024.

"إذهب أنت وأعمل مثله" ( لو 10: 37)

1. كلمة اللّه لا تبلغ مبتغاها، ولا تؤتي ثمرها، إلّا عندما "تتجسّد" بالأفعال، على مثال "الكلمة الذي صار جسدًا وحلّ فينا" (يو 1: 14)، يسوع المسيح، وعلى المستوى البشريّ كما عاش ذاك السامريّ الكلمة-الوصيّة: "أحب الربّ إلهك، وأحبَّ قريبك كنفسك" (لو 10: 28)، من خلال إعتنائه بكثير من الرحمة بذاك المسكين الّذي اعتُدي عليه وتُرك بين حيّ وميت على قارعة الطريق (راجع لو 10: 30-35). بفعل الرحمة تحوّلت العداوة التاريخيّة بين السامريّين واليهود إلى قرابة روحيّة وإنسانيّة هي أكبر وأسمى من قرابة الدم والنسب. ولـمّا سأل يسوع ذاك اليهوديّ العالم بالشريعة: "من مِن الثلاثة: اليهوديّ الكاهن أو اليهوديّ اللاويّ أو السامريّ العدوّ صار قريبًا لذاك المسكين؟" كان الجواب الصواب القاطع: "ذاك الذي عامله بالرحمة"، أي السامريّ -العدوّ. فقال له يسوع: "إذهب أنت واعمل مثله" (لو 10: 36-37).

أمثولة رائعة لأسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين التي نفتتحها اليوم معًا هنا في كنيسة مار جوارجيوس للكنيسة الشرقيّة الأشوريّة الأرثوذكسيّة الشقيقة، شاكرين على الدعوة والإستضافة.

2. إنّي أحييكم جميعًا باسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان. وأحيّي اللجنة الأسقفيّة للعلاقات المسكونيّة بشخص رئيسها سيادة أخينا المطران يوسف سويف المنبثقة من هذا المجلس. كما أحيّي مجلس كنائس الشرق الأوسط بشخص أمينه العام الدكتور ميشال عبس. تقبّل الله صلاتنا اليوم وطيلة الأسبوع من أجل وحدة جسد المسيح السرّي الذي هو الكنيسة، وقد تمزّق بالخلافات والإنقسامات، وما زال الجرح في حالة نزيف دائم مع ما يثير من شكوك في النفوس. فالحاجة ماسّة إلى محبّة ورحمة في القلوب من أجل شفائه.

3. إنّ موضوع أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين هو المحبّة: "أحب الربّ إلهك ... وأحبّ قريبك كنفسك". هذه وصيّة قديمة نصّت عليها كتب شريعة موسى (تثنية 6: 5؛ أحبار 19: 18)، وجديدة أكّد عليها الربّ يسوع وسمّاها أعظم الوصايا (متى 22: 36-39)، وأُولاها (مرقس 12: 28-31). هذه الكلمة الوصيّة، إذا قبلناها في قلوبنا أثمرت أعمال رحمة، كما جرى لذاك السامريّ. إنّ كلمة الله تحمل حياة، مثل حبّة الحنطة، المحتاجة إلى أرض جيّدة تُزرع فيها فتعطي ثمارًا خمسين وستين ومئة (راجع متى 13: 8 ). هكذا كلمة الله تجتاح إلى قلوب صافية منفتحة على الحبّ، وإلى عقول منفتحة على الحقيقة، وإلى إرادات منفتحة على الخير، لتعطي الثمار الوفيرة في الكنيسة والمجتمع. كلمة الله تُقبل وتُترجم في أعمال رحمة…

هذه العظة نُشرت على صفحة بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للموارنة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

قداسة البابا تواضروس الثاني يصلّي لقان وقدّاس عيد الغطاس في الكاتدرائيّة المرقسيّة بالإسكندريّة، مصر

Next
Next

تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا: الأحد الثالث من الزمن العادي، السنة ب، 2024