تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا: الأحد الثالث من الزمن العادي، السنة ب، 2024

تجدون في التالي عظة غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، للأحد الثالث من الزمن العادي، السنة ب، 2024، الأحد 21 كانون الثاني/ يناير 2024.

(مر 1، 14 – 20)

ينقلنا إنجيل هذا الأحد (مر 1، 14 – 20) إلى شواطئ بحيرة طبرية، في الجليل، حيث يذهب يسوع بعد المعمودية، على طول نهر الأردن.

بعد أن سمع يسوع أخبار القبض على المعمدان، غادر اليهودية وعاد إلى الأماكن التي نشأ فيها.

هنا تبدأ رسالته العامة، ويقول لنا الإنجيلي مرقس أن هذه البداية تتم بطريقتين: أولاً، أعلن يسوع أن الوقت قد جاء وأن ملكوت الله قد اقترب (مرقس 1، 15)؛ وبعد ذلك، أثناء مروره على ضفاف البحيرة، دعا أربعة رجال كانوا يعملون هناك، ودعاهم ليتبعوه (مرقس 1، 16 – 20).

أود أن أتأمل معكم في الكلمة الأولى التي قالها يسوع: فبعد أن بدء العهد الجديد، يدعو يسوع الجميع إلى التوبة: "توبوا" (مرقس 1، 15).

قد نعتقد أن التغيير يتم بمواقف مختلفة، وبأنه تغيير جذري يمكن تحقيقه بجهد فردي. أو أن التوبة تعتمد على أحداث عظيمة، مثل حادثة القديس بولس على الطريق إلى دمشق.

وبما أننا لسنا قادرين على بذل جهود كبيرة، وهذه الأحداث العظيمة لا تحدث لنا، فمسيرة التغيير ليست من اختياراتنا.

في الواقع، إن الأخبار السارة في إنجيل اليوم مختلفة.

فلا أحد يجب أن يبقى دائمًا على حاله، على نفس النمط، ونفس الأفكار، ونفس المواقف.

فلا بد للجميع من التغيير، والبدء من جديد.

فالتغيير قبل أن يكون جهدًا، هو أمل يبعث على الحياة.

ثم يبدأ يسوع في تحقيق رسالته بإعلان ذلك، أن الحياة الجديدة ممكنة للجميع، وأن هناك مسلكاً نحن مدعوون لاجتيازه؛ وليس من الضروري أن نبذل جهدًا أكبر مما نفعله حتى الآن، بل ببساطة أن نستسلم للقاء الرب يسوع.

التغيير هو نظرة نحو الآخر، من هم بجانبي: فالآخر ليس محكومًا عليه بتكرار نفس نمط الحياة، بل هو أيضاً مدعو إلى عيش الحياة الجديدة، كما هو الحال بالنسبة لي.

يخبرنا المقطع الثاني (مرقس 1، 16 – 20) بوضوح كيف يحدث كل هذا.

بعض الرجال، إخوة، يعملون في البحيرة، لأنهم صيادون.

يمر بهم يسوع، يراهم ويختارهم كأصدقاء له، وتلاميذ.

يتركون حياتهم القديمة، ويتبعون يسوع، ويبدأون حياة جديدة…


هذا التأمّل نُشر على موقع لطريركيّة القدس للّاتين، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

عظة غبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في افتتاح أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين من كنيسة القدّيس جوارجيوس للكنيسة الشرقيّة الأشوريّة الأرثوذكسيّة في لبنان

Next
Next

تسبحة لصلاة الصباح في زمن الدنح، تسبحة عن التوبة بامتياز