السينوداليّة: المسؤوليّة الأولى
بقلم غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو
غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم
يعيش المسيحيون في الغرب تكيُّفاً مع مجتمعهم الذي يضمن لهم الحرية، بالرغم من توجهه الى الليبرالية العلمانية الكاملة بعيداً عن القيم الروحية!
بينما في الشرق يعيش المسيحيون حالة من الإقصاء والاضطهاد بسبب التيارات العقائدية المتطرفة.
في كلتا الحالتين على الكنيسة "الأم والمعلم" والتي تمثل يسوع وسلطانه، أن تدركَ ما يحدث اليوم في العالم، لكي تعرف كيف تبشر بيسوع المسيح وترسّخ الإيمان في قلب المؤمنين وروحهم بحيث يرتوون منه، ويضعوا العالم تحت أنظار محبة الله الأبوية للحفاظ على كرامتهم وهويتهم، وان يعيشوا حياتهم على غرار معاصريهم، وألا يشعروا انهم غرباء عنه. الكنيسة هي مؤمنوها.
على الكنيسة أن تكون منتبهة ومنفتحة على روح الإنجيل، وحاجة العالم الى الإيمان والمحبة والطيبة والسلام والفرح والرجاء.
من اجل هذا على الكنيسة أن تعود باستمرار الى ذاكرتها الحية لتوضيح الرؤية وتشخيص الأخطاء وتصحيحها، اذكر على سبيل المثال الانشقاقات السابقة والحالية.
الذاكرة تساعدنا لنكون مع هذا التاريخ المقدس لتعزيز الشركة. هذه الذاكرة موجهة نحو المستقبل بالرجاء.
لذا يتعين على هذه الجمعية المهمة للكنيسة الكاثوليكية، أن تركز على موضوعين حيويين:
1. إعادة صياغة التعليم المسيحي (التعبير عن الإيمان)، بكلام بسيط مفهوم، ومفردات مختارة بدقة كبيرة، على غرار ما فعله الرسل والآباء الأوائل مع تعليم المسيح في كرازتهم. على الكنيسة أن تتكلم عن الله بجرأة، وخاصة للأجيال الجديدة بحيث لا يتزعزع إيمانهم مهما كانت الصعاب والتحديات.
2. الليتورجيا والقوانين القديمة تحمل نواة لليتورجيا جديدة، وقوانين جديدة، وهيكليات جديدة تحافظ بأمانة على وديعة الايمان، ومتطلبات الحاضر، فالتاريخ يشكّل سلسلة متواصلة ووحدة متجانسة. خبرة الأجداد عِبَرٌ(دروس) وليست قيوداً.
هذا المقال نُشر على موقع البطريركيّة الكلدانيّة في بغداد.