هناك حاجة إلى رؤية متكاملة للسلام: حوار مع غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا في بيرغامو

شخصان مختلفان وخبرتان مختلفتان، غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، الّذي سينصبه قداسة البابا فرنسيس كاردينالًا للكنيسة الرّومانية المقدّسة يوم السبت 30 أيلول/ سبتمبر 2023، والسيّد ستافان دي ميستورا، سفير ومبعوث الأمم المّتحدة إلى المناطق الّتي تعاني من صراعات ونزاعات مختلفة، يجمع كلاهما التزام واحد وهو: السعي لتحقيق السلام لأولئك الّذين يعيشون في حالات صراع مستمرّ. إنّ الرؤية المتكاملة للسلام والحوار بين الأديان ومستقبل الأمم المتّحدة هي الموضوعات المحوريّة للإجتماع الّذي عقد يوم السبت 23 أيلول/ سبتمبر 2023 في بيرغامو بعنوان "السلام: بين النبوءة والدبلوماسيّة"، أدارها السيّد ألبيرتو كيرسولي، مدير الصحيفة المحليّة 'L' Eco di Bergamo'، نظّمتها كلّ من مؤسّسة البابا يوحنا الثالث والعشرون في بيرغامو ومعهد بولس السادس في بريشا، المسؤولة عن حراسة الوثائق الّتي تركها البابوان ودراسة وتعزيز تعليمهما في إيطاليا.

"كان البابا يوحنا الثالث والعشرون إنسانًا حرًّا وصادقًا، عزّز الرسالة البابويّة "Pacem in Terris" لخلق رؤية متكاملة للسلام، وهو ليس فقط اتّفاق بين الحكام – كما قال غبطة البطريرك – "لا يمكننا التحدّث عن السلام دون التحدّث عن العدالة والحقوق والحقيقة والتسامح". ثمّ نتطلّع إلى الشرق الأوسط: "يوجد في الأراضي المقدّسة شعبان يعيشان أحدهما بجانب الآخر، لكن لا يمكنهما التعايش بسلام. القاسم المشترك هو الرغبة القويّة في إنهاء هذا الوضع، ولكن يختلفان حول كيفيّة تطبيقها. ولذلك، فإنّ السلام جهد مستمر، فهو يعني العمل على الإعتراف بوجود الآخر. نحاول العمل على مستوى الميدان لخلق فرص للقاء، حيثما أمكن ذلك. في مدارسنا، من خلال التعاون المشترك والسعي لخلق فرص لتطوير الحياة وتنميتها: نتحدّث عن السلام ولكن من المهمّ أيضًا أن تعيش الأسر بكرامة، لذا يجب أن نتأكّد من أنّ هذه الكرامة حقيقيّة وملموسة". ثمّ تحدّث غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا عن الحوار بين الأديان، مشدّدًا على أنّ "الحوار ذات الفاعليّة القصوى هو الحوار الّذي يشمل بشكل مباشر الناس والسلطات الدينيّة المحليّة، الّذين لديهم علاقات مباشرة مع المجتمع: يجب أن يكون الحوار مكانًا للقاء".

وأضاف سفير الأمم المتّحدة، السيّد ستافان دي ميستورا أنّه "لا يمكننا الإنتظار حتّى نهاية الحرب للحديث عن السلام". أعرب عن أهميّة عدم فقدان الأمل على الرغم من خبرته الطويلة الّتي تشكّلت في إرساله من قبل الأمم المتّحدة إلى مناطق الصراع حول العالم منذ السبعينيّات: "تنتهي جميع الحروب عاجلًا أم آجلًا. ولكن المشكلة الحقيقيّة تكمن في المعاناة الّتي يعاني منها المدنيّون من كلا الجانبين. يجب أن نستخدم كلمة "سلام" حتّى في خضمّ الحرب. يجب ألا نتخلّى عن العمل من أجل السلام. إن الشعوب المتناحرة تطلب منّا ألّا ننساها، وألّا نفقد الأمل". أخيرًا، وبالحديث عن هيكليّة وأهميّة منظّمة الأمم المتّحدة قال: "ما زلت أؤمن بالدورالذي تلعبه الأمم المتّحدة في تحقيق السلام، إنّها ليست مثاليّة ولكن إذا توقّف عملها سنكون في ضياع. يجب إعادة تشكيل الأمم المتّحدة وليس إلغاؤها، يجب إعادة تنشيطها وليس إعاقتها"…

تمّ نشر الخبر، الفيديو والصور على موقع البطريركيّة اللّاتينيّة في القدس، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

إختتام نشاطات منتدى الشباب المسيحي في دير القدّيس جاورجيوس الحميراء البطريركي في سورية

Next
Next

السينوداليّة: المسؤوليّة الأولى