غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يحتفل بعيد النبي ايليا في بلدة معلول
ترأّس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدّسة أورشليم للرّوم الأرثوذكس، يوم السبت الموافق 5 آب/ أغسطس 2023 (22 تمّوز/ يوليو شرقي) خدمة القدّاس الإلهي إحتفالًا بعيد النبي ايليا (مار الياس) في كنيسة مار الياس في بلدة معلول الواقعه قرب مدينة الناصرة. هذه الكنيسة كانت تخدم في الماضي الرعيّة الأرثوذكسيّة التابعة للبطريركيّة الأورشليميّة في هذه البلدة قبل أن يُهجر أهلها عام 1948، وفي عام 2014 وبمبادرة وبركة غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث تمّ ترميم الكنيسة المهجّرة على نفقة رئيس دير جبل طابور قدس الأرشمندريت أيلاريون وتحت إشراف سيادة متروبوليت الناصرة كيرياكوس، لتعود لفتح أبوابها لخدمة الرعيّة الأرثوذكسيّة، وتقام خدمة القدّاس الإلهي إحتفالًا بعيد النبي ايليا شفيع الكنيسة والبلدة في كلّ عام.
شارك غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في القدّاس الإلهي سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس، سيادة متروبوليت كابيتولياذا كيريوس إيسيخيوس، سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس، قدس الأرشمندريت ايلاريون الرئيس الروحي لدير جبل طابور، آباء من أخويّة القبر المقدّس، وكهنة مطرانيّة الناصرة والقضاء.
بعد خدمة القدّاس الإلهي قام قدس الأرشمندريت إيلاريون بتقديم ضيافة في ساحة الكنيسة، وظهرًا أعدّ سيادة المطران كيرياكوس مأدبة غذاء على شرف غبطة البطريرك والآباء والحضور الكريم في دار مطرانيّة الناصرة.
كلمة غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدّسة أورشليم للرّوم الأرثوذكس، في عيد القدّيس النبي إيليا التسبيّ
تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي
لمّا كنتَ قدْ امتزجتَ بالله بواسطة الفضيلة والسيرة المُثلى يا إيليا النبي العجيب نلتَ من لدنهِ سلطاناً فأعدتَ نظام الخليقة على مُقتضى رأيكَ وأغلقتَ أبواب المطرِ بإرادتكَ واستنزلتَ ناراً من العلاء فأهلكتَ بها المُلحدين فتضّرع طالباً خلاص نفوسنا. هذا ما يتفوه به مرنم الكنيسة.
أيها الإخوة المحبوبون في المسيح
أيها المسيحيون الأتقياء
إن الملاكَ بالجسدِ قاعدةُ الأنبياءِ وركنهم، إيليا الشريف الموقر قد جمعنا كلّنا في هذا المكان والموضع المقدس لكي بشكرٍ نُعيّد لتذكار صعودهِ إلى السماواتِ بالمركبة النارية.
ويتحدثُ سيراخ عن شخصية إيليا التسبيّ قائلاً: وَقَامَ إِيلِيَّا النَّبِيُّ كَالنَّارِ، وَتَوَقَّدَ كَلاَمُهُ كَالْمِشْعَلِ. بَعَثَ عَلَيْهِمِ الْجُوعَ، وَبِغَيْرَتِهِ رَدَّهُمْ نَفَرًا قَلِيلًا. أَغْلَقَ السَّمَاءَ بِكَلاَمِ الرَّبِّ، وَأَنْزَلَ مِنْهَا نَارًا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. مَا أَعْظَمَ مَجْدَكَ، يَا إِيلِيَّا، بِعَجَائِبِكَ، وَمَنْ لَهُ فَخْرٌ كَفَخْرِكَ(حكمة سيراخ 48 :1-4 )
ويورِدُ لنا القدّيس يعقوب أخو الرب في رسالتهِ الجامعة عن قوة صلاة الإنسان البار، إذ يقول: “طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَاكَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. ثُمَّ صَلَّى أَيْضًا، فَأَعْطَتِ السَّمَاءُ مَطَرًا، وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا.“(يع 5: 16-18).
ويذكر الإنجيليين مرقس ولوقا عن حضور النبي إيلي، عند تجلي مخلصنا يسوع المسيح على جبل ثابور قائلاً: وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا، وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ وَحْدَهُمْ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ،.وَظَهَرَ لَهُمْ إِيلِيَّا مَعَ مُوسَى، وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ مَعَ يَسُوعَ(مرقس 9: 2-4 )
إن التحدث أي تكلّم إيليا وموسى مع المسيح يؤكدُ ويشهدُ أن المسيحَ هو ربُّ الناموس والأنبياء، فأمّا موسى فإنه يظهرُ كممثلٍ عن الناموس، وأمّا إيليا كممثلٍ عن الأنبياء و وفقاً لتفسير أوريجانوس والقديس كيرلس الإسكندري “إن في شخص موسى يستبان الناموس، وفي إيليا الأنبياء، لأن المسيحَ هو ربُّ الناموس والأنبياء”.
يتميزُ النبي إيليا أنّه وحدهُ بين الأنبياء قد استحق مع موسى التكلم مع المسيح المُتجلي، اللذان كليهما عرفا المسيح على جبل سيناء قديماً. فأما موسى ففي دخان النار والضباب وأما إيليا ففي النسيم اللطيف. هؤلاء قد عرفوا الإله بأبصارهم في شخص يسوع المسيح المتجلي على جبل ثابور، صانعين بهذا اسثناءً لقول الرب لتلاميذه:” فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَارًا كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا.(متى 13: 17).
حقاً أيها الإخوة الأحبة، لقد نالَ إيليا التسبيّ نعمةً خاصةً من الله وذلك لأنّهُ امتزج أي اتحدَ بالله بواسطةِ الفضيلة والسيرة المُثلى كما يقول ناظم التسابيح: يا إيليا النبي العجيب نلتَ من لدنه سلطاناً فأعدتَ نظام الخليقة على مُقتضى رأيكَ وأغلقتَ أبواب المطر بإرادتكَ واستنزلتَ ناراً من العلاء فأهلكتَ بها المُلحدين.
لقد نالَ تلاميذُ المسيح وقديسوهُ هذا السلطان ، كما يشهدُ بذلك الإنجيليّ لوقا قائلاً:” هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَانًا لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُوِّ، وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ.(لوقا 10 : 19 ).
ويفسرُ القديس باسيليوس العظيم أقوال الرب هذة قائلاً” إنّه من غير المعقول ، أي أنه من المستحيل أن يمارسَ الإنسانُ هذا السلطان ما لم يكن قد طهّرَ نفسهُ من قَبلُ وتشدّدَ من قِبَل الرب.إذ يقول””من المستحيل على الإنسان أن يسلك في حرب ضد الترس والتنين والأسد إذا لم يُطهر نفسه أولاً ويتشدد من قبل الرب القائل للرسل وها أنا أعطيكم سلطاناً لتدوسوا على الحيات والعقارب “”.
وبكلام آخر أيها الإخوة الأحبة إن الذي يسمعُ ويحفظُ وصايا الله فإنّهُ يستطيعُ من خلالِ فعلِ النعمة الإلهية أن يكونَ مُساهماً ومُشاركاً في قوةِ النبي إيليا كما حصل تماماً مع النبي أليشع الذي كان يتبعهُ، لهذا فإن الرسول بولس يوصي قائلاً: فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ. (فيلبي 1: 27)…
هذا الخبر نُشر على موقع بطريركيّة الرّوم الأرثوذكس المقدسيّة، لقراءة المزيد إضغط هنا.