عظة غبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في تكريس مذبحي كنيسة أمّ المراحم وكابيلا القدّيس شربل - القعقور
تجدون في التالي عظة غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، في تكريس مذبحي كنيسة أمّ المراحم وكابيلا القدّيس شربل، يوم الاحد 13 آب/ أغسطس 2023، في القعقور. كما تجدون مجموعة صور في أسفل النصّ.
"القدير صنع لي العظائم" (لو 1: 49)
1. عظّمت مريم العذراء الله القدير، لأنّه "صنع لها العظائم"، ولهذا السبب قالت: "تعظّم نفسي الربّ، وتطوّبني جميع الأجيال" (لو 1: 46-47). فيسعدنا اليوم، في بلدة القعقور العزيزة ومع أهاليها، أن نعظّم الله معها، وأن نعطيها الطوبى، لما صنع الله لها من عظائم.
إنّ المناسبة السعيدة مزدوجة: الأولى، تكريس مذبحي كنيسة أمّ المراحم الرعائيّة الجديدة هذه، وكابيلا القدّيس شربل؛ والثانية الإحتفال بعيد إنتقال أمّنا مريم العذراء بنفسها وجسدها إلى السماء.
2. فيطيب لي مع سيادة أخينا المطران أنطوان بو نجم، راعي الأبرشيّة الغيور، ومع سيادة المطران سمير مظلوم إبن البلدة المحبّ، ومع سيادة السفير البابوي والسادة المطارنة، أن نحتفل مع كاهن الرعيّة ومعكم بهذا التكريس، وأن نقدّم هذه الذبيحة الإلهيّة على نيّتكم جميعًا، ولا سيما الذين لهم تضحيات من أي نوع في إنجاز هذا المجمّع الراعويّ الكبير والجميل. عنيت بهم عزيزنا المهندس رمزي سليم مظلوم صاحب شركة RAMACO وشقيقيه وشقيقته شركاءه، مع الشكر والتقدير على هبة العقار وجميع أعمال البناء. وأوجّه تحيّة شكر إلى لجنة بناء الكنيسة ومجمّعها، برئاسة سيادة أخينا المطران سمير مظلوم، وعضويّة أربعة من خيرة أبناء البلدة. كافأ الله الجميع بفيض من نعمه وبركاته.
3. يليق من هذه الكنيسة الجميلة وهي قيد الانجازأن نعظّم الله مع مريم على ما صنع لها من عظائم. لم تكن مريم تعني فقط ما بشّرها به الملاك جبرائيل "بأنّها تحبل وهي عذراء بيسوع إبن العليّ، بقوّة الروح القدس" (راجع 1: 31، 32، 35)، بل كان نشيدها نبويًّا. فالعظائم ظهرت تباعًا في حياتها وموتها، وأعلنتها الكنيسة حقائق إيمانيّة على التوالي.
4. فمنذ اللحظة الأولى من تكوين مريم في حشى أمّها القدّيسة حنّة زوجة القدّيس يواكيم، عصمها الله من دنس الخطيئة الأصليّة الموروثة من أبوينا الأوّلين، والتي يولد فيها كل انسان ؟ آدم وحوّاء، والتي يولد فيها كلّ إنسان، وشاء المسيح الربّ أن يزيلها بماء المعموديّة والميرون، ويعيد للإنسان بهاء صورة الله فيه. وشاء الله أن لا تخضع مريم، ولو للحظة، لدنس الخطيئة. ذلك أنّ الله، في سرّ تدبيره الإلهيّ، هيّأ أقدس أمّ لتكون أمّ القدّوس بالجسد البشريّ. إنّ عقيدة الحبل بلا دنس الإيمانيّة أعلنها الطوباويّ البابا بيوس التاسع في 8 كانون الأوّل 1854. وعلّمت الكنيسة أنّ مريم العذراء مكثت بتولًا قبل الميلاد وفيه وبعده؛ وأنّها لم تعرف أيّ خطيئة شخصيّة.
5. وتعلّم الكنيسة على لسان آباء المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثاني أنّ مريم شاركت في آلام ابنها يسوع لفداء العالم. فبإيمانها الصامد وصلت مع إبنها الفادي الإلهيّ حتى الصليب، متألّمة معه بصبر وصمت لكي يتحقّق كلّ تدبير الله الخلاصيّ. فكانت أمة الربّ في بشارة الملاك وفي موت إبنها على الصليب. في البشارة أصبحت أمّ يسوع التاريخيّ، وفي وقوفها عند أقدام الصليب أصبحت أمّ المسيح السرّي أي الكنيسة، وأضحت أمّنا بالتعمة (راجع الدستور العقائدي في الكنيسة، 61).
6. وكلّل الله هذه العظائم بانتقالها بالنفس والجسد إلى مجد السماء، وتكليلها ملكة السماوات والأرض. وهي عقيدة أعلنها المكرّم البابا بيوس الثاني عشر في أوّل تشرين الثاني 1950. لقد حفظها الله من فساد القبر، على مثال ابنها المنتصر على الموت. وأشركها بسرّ قيامته. إنّها من سمائها بمحبّة الأمّ تعنى بنا نحن إخوة وأخوات ابنها المسافرين في هذا العالم حتى نبلغ الوطن السماويّ السعيد. (المرجع نفسه 62)…
هذا العظة نُشرت على صفحة البطريركيّة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.