عظة غبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في تبريك المجمّع الرعويّا - العيرون
تجدون في التالي عظة غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، في في تبريك المجمّع الرعويّ، يوم الاحد 13 آب/ أغسطس 2023، في العيرون. كما تجدون مجموعة صور في أسفل النصّ.
"فها منذ الآن يطوّبني جميع الأجيال" (لو 1: 48)
1. يسعدنا في هذا المساء، ونحن نحتفل بتدشين مجمّع سيّدة الإنتقال الرعويّ، في بلدة العيرون المتنيّة العزيزة، أن ننضمّ إلى "الأجيال التي تطوّب العذراء مريم، لأنّ القدير صنع لها العظائم" (لو 1: 48-49). وأنتم يا أبناء العيرون الأحبّاء تطوّبونها بإيمانكم وأعمالكم والصالحة وبهذا المجمّع الرعويّ الجميل.
وإنّا في المناسبة نستحضر كلّ أبناء العيرون وبناتها الذّين ظلّوا أوفياء، على مدى السنين، لشفيعتهم سيّدة الإنتقال. وقد اختبروا شفاعتها وعنايتها بهم وحراستها لهم في الأزمات الصعبة.
فيطيب لي مع سيادة أخواتي السادة المطارنة أنطوان بو نجم راعي الأبرشيّة وسمير مظلوم وانطوان صيّاح، وكاهن الرعيّة الغيور الخوري إيلي مظلوم أن نقيم هذا الإحتفال، وأن نعرب لكم عن تهانينا القلبيّة مع أخلص التمنيات، سائلين الله بشفاعة أمّنا مريم العذراء، سيّدة الإنتقال، أن يفيض عليكم نعمه وبركاته. وإنّا نصلّي من أجل شفاء المرضى، ومساعدة المسنّين، وراحة نفوس موتاكم.
2. لا أستطيع، على الرغم من فرحة العيد والتدشين، إخفاء جرح القلب للحزن الكبير الذي أصاب أهالي عين إبل الأعزّاء بخطف وتعذيب وقتل مناضل كبير في أيّام الحرب اللبنانيّة هو المرحوم الياس الحصرونيّ الذي تمّ إستشهاده في 2 آب الجاري. نأمل أن تتمكّن الأجهزة الأمنيّة من معرفة القتلة المجرمين وإنزال العقوبة اللازمة بهم.
كما لا يمكنني إلّا أن أعرب عن مشاعر الأسى القلبيّة لعائلة المرحوم، المناضل الآخر المعروف، فادي بجّاني الذّي وقع ضحيّة شاحنة الأسلحة الخاصّة بحزب الله لدى انقلابها على كوع الكحالة الشهير، الأربعاء الماضي. إنّ يد الله القديرة نجّت البلدة ولبنان من شرّ افتعال حرب جديدة. فإنّا ندعو أحبّاءنا في عين إبل والكحالة للإبتعاد عن أي تحريض للفتنة والثأر، وترك الأمر في عهدة الجيش والأجهزة الأمنيّة والقضاء. وإنّا نعرب عن تعازينا الحارّة لأهالي الضحيّتين، راجين من الله أن يرتضيهما فداءً عن الوطن واستحقاقًا لأمنه واستقراره.
3. بالعودة إلى بهجة الإحتفال بتدشين المجمّع الرعويّ وبعيد شفيعة العيرون العزيز مريم سيّدة الإنتقال، فإنّا نعطي الطوبى أمنّا مريم العذراء لما صنع الله لها من عظائم.
إنّ عقيدة إنتقالها بالنفس والجسد إلى السماء أعلنها المكرّم البابا بيوس الثاني عشر في أوّل تشرين الثاني 1950، بالصيغة التالية: "إنّ مريم البريئة من دنس الخطيئة، وأمّ الإله الدائمة البتوليّة، وشريكة ابنها في الفداء، بعد نهاية حياتها على الأرض، نُقلت بنفسها وجسدها إلى المجد السماويّ"…
هذا العظة نُشرت على صفحة البطريركيّة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.