غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يترأّس عيد القدّيسين قسطنطين وهيلانه في بطريركيّة الرّوم الأرثوذكس الأورشليميّة
إحتفلت أخويّة القبر المقدّس وبطريركيّة الرّوم الأرثوذكس الأورشليميّة يوم الجمعة الموافق 2 حزيران/ يونيو 2023 بعيد القدّيسين المَلكين المتوّجين من اللّه والمعادِلَي الرسل وشفيعي الأخويّة قسطنطين وهيلانة في الكنيسة المسمّاة على إسميهما في البطريركيّة.
أخويّة القبر المقدّس تُكرّم القدّيسين قسطنطين وهيلانة على أنّهما شفيعي ومؤسّسي الأخويّة لأنّ الأمبراطور قسطنطين إستجاب لطلب رئيس أساقفة أورشليم آنذاك مكاريوس خلال إنعقاد المجمع المسكوني الأوّل في نيقيه وبعث أمّه الملكة هيلانة للأراضي المقدّسة وقامت بالبحث عن كلّ موضع في الأراضي المقدّسة يحكي حياة السيّد المسيح على الأرض من عجائب وآلام وقيامة، وقامت بهدم المعابد الوثنيّة الّتي بنيت في موضع الجلجلة والقبر المقدّس وباشرت في بناء كنيسة القيامة الّتي منها بدأت حريّة عبادة الإله الحقيقي وتأسّست فيها "طغمة المجتهدين" الّتي أصبحت فيما بعد أخويّة القبر المقدّس، وعلى مدى قرون تستمرّ هذه الأخويّة في رسالة الكنيسة وتشهد للأرثوذكسيّة وتحفاظ على المقدّسات. كما وبنت الملكة هيلانه كنيسة المهد وكنائس وأديرة في كلّ موضع وطئت عليه قدم ربّ المجد يسوع المسيح. أمّا الإمبراطور قسطنطين الكبير كان أوّل من أعلن الديانة المسيحيّة ديانة الإمبراطوريّة البيزنطيّة عام 312 بعدما حرّرها من الإضّطهادات الّتي عانتها الكنيسة على مرّ العصور، لذلك الكنيسة الموجودة في الدير المركزي للبطريركيّة مُكرّس على إسم هذين القدّيسين معادلي الرسل.
عشيّة يوم العيد تقدّم غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدّسة للرّوم الأرثوذكس، خدمة صلاة الغروب في كنيسة القدّيسين قسطنطين وهيلانة داخل البطريركيّة يشاركة آباء أخويّة القبر المقدّس من أساقفة، أرشمندريتيّين ورهبان، وبعد الخدمة كما هي العادة تمّ تقديم القمح المسلوق (الكوليفا) في ساحة الكنيسة.
صباح يوم العيد ترأّس خدمة القدّاس الإلهي غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمشاركة آباء أخويّة القبر المقدّس وآباء من بطريركيّة موسكو وبطريركيّة رومانيا، وحضر القدّاس الإلهي المطرانة يوحنا وذمسكينوس من بطريركيّة صربيا، القنصل العام لليونان في القدس السيّد إيفانجيلوس فليوراس مع طاقم العاملين في القنصليّة، والسيّدة زوزوناكي من الإتّحاد الأوروبي وعدد كبير من المصلّين المحليّين وحجّاج من خارج البلاد. بعد الخدمة قامت المتقدّمة في الراهبات الراهبة سيرافيما بتوزيع الخبز المُبارك على بوّابة الدير المركزي، وتوجّه غبطة البطريرك مع الآباء إلى دار البطريركيّة للمعايدة.
كلمة غبطة بطريرك المدينة المقدّسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث لمناسبة عيد القدّيسَيْنِ العظيمَيْنِ قسطنطينَ وهيلانةَ المُعادِليِ الرُّسُل 2/6/2023
كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي
لقد رفعت حواسك نحو السماء تتعرف جمال النجوم يا قسطنطين الكلي الوقار فتلقّنت منه معرفة رب الكل فإن سلاح الصليب أشرق يسطع نوراً في وسطها وقد كُتب عليه: بهذا تغلب وتعتز، ففتحت باصرة نفسك وقرأت الكتابة وتعلمت الطريقة فتشفع الآن إلى المسيح الإله أن يمنح غفران الزلات للمعيدين عن رغبة لتذكارك المقدس.
سعادة القنصل العام لدولة اليونان السيد إيفانجلوس فاليوراس المحترم،
أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحترمون،
أيها المسيحيون الزوار الأتقياء،
اليوم كنيسة المسيح الشرقية ولا سيما كنيسة أوروشليم تُكرم بإجلال ووقار التذكار المقدس المجيد للملكين العظيمين المُتَوّجَين من الله والمعادلي الرسل قسطنطين وهيلانة.
لقد ساهمت بلا أدنى شك الشخصية القيادية لقسطنطين العظيم بشكل فعّال في إعادة صياغة وتشكيل تاريخ البشرية وذلك من خلال الاعتراف بالإيمان المسيحي وبرسالة الكنيسة ومهمتها في العالم أجمع.إذ أن إنعقاد المجمع المسكوني الأول تحت قيادته في نيقية عام 325 ميلادي للآباء 318 المتوشحين بالله يشكلُ علامةً فارقةً في التنظيم المؤسسي للكنيسة المجاهدة التي على الأرض.
ويسلّط القدّيس غريغوريوس الضوء على الأهمية السياسية والدينية لعمل قسطنطين العظيم من أجل إعادة توحيد وتجميع الدولة في امبراطورية واحدة في الشرق والغرب وذلك بفضل توفير الحرية للمسيحيين وللكنيسة إذ يقول:”لقد ساهمت أعمال المسيحيين في تقدم الإمبراطورية الرومية من خلال دخول قوة المسيح إلى الدولة.
وأما كاتب تسابيح الكنيسة فإنه ينشدُ مرنّمًا عن الارتباط الوثيق والذي يتميز بحسن العبادة والتقوى بين القديسين قسطنطين وهيلانة والأرض المقدسة إذ يقول: لنكرمن يا مؤمنون قسطنطين وأمه هيلانة فإنهما عند سماعهما كلام النبي أدركا أن الصليب الذي به تم الموت الخلاصي هو مرَكًّبٌ من ثلاثة أنواع، هي الشربين والسنديان والسرو، وبعد أن وجداه أوضحا للجميع أنهما به أصبحا مُظفرين لا يُغلبان، فلقد ابتنيتِ قلبكِ بالأعمال الإلهية يا هيلانة هيكلاً لله ثم بنيتِ له هياكل شريفة في المكان الذي كابد المسيح فيه لأجلنا الآلام الطاهرة متجسّدًا…
هذا الخبر نُشر على موقع بطريركيّة الرّوم الأرثوذكس الأورشليميّة، لقراءة المزيد إضغط هنا.