غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرَّاعي يحضر احتفال مكتب راعوية الزواج والعائلة في الدائرة البطريركية المارونيّة بالتعاون مع معهد العائلة في جامعة الحكمة، لبنان
تجدون ألبوم صور في أسفل النصّ.
برعاية وحضور غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرَّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، لاحتفال مكتب راعويّة الزواج والعائلة في الدائرة البطريركيّة المارونيّة بالتعاون مع معهد العائلة في جامعة الحكمة، لبنان، في المُجمع البطريركي الماروني – زوق مصبح.
ألقى غبطة البطريرك محاضرة لمناسبة اطلاق اتفاقية التعاون مع مركز أرزة لبنان للإعتناء بالخصوبة CEDAR OF LEBANON FERTILITYCARE CENTER وتقنيّة NAPRO TECHNOLOGY الّتي تُعنى باحترام كرامة الشخص البشري والحفاظ على تعاليم الكنيسة وتأمين العناية الضروريّة لتسهيل موضوع الإنجاب والخصوبة للأزواج اللّذين يعانون من المشاكل الشائعة.
عنوان محاضرة غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرَّاعي "سرّ الزواج والزواج المدني في المنظار الكنسي".
أهم ما جاء فيها تعريف غبطته لماهيّة سرّ الزواج المقدّس: "نختصر سرّ الزواج في ثلاث كلمات، إنّه تأسيس إلهيّ مبني على عهد وعقد وسرّ. إنّه وسيلة تحمل السعادة في شراكة الحب بين رجل وإمراة يتعهدان على إسعاد بعضهما البعض بقبول ورضا في مسار حياة مترابطة فيها الثبات في الأفراح والأتراح، في الصحة والمرض كما في اليسر والعسر.
أهداف هذا العهد، إنجاب الأولاد وتربيتهم على المحبة التي جمعت الوالدين بحريّة وإيمان، ويرمز للعهد بالمحبس أي خاتم الزواج.
وأضاف غبطته: "ما يحمي هذا العهد هو العقد الذي يُثبت شركة الحياة والحب والتزام الواحد بالآخر وحماية الأولاد بالطريقة القانونية المشروعة. فإذا لم يتواجد العقد لا ضمانة للعهد.
لأننا نعرف أنّ اليوم الأول في الزواج هو مثال يجب أنّ يُحتذى به واتبّاع سياسة عيشه طيلة أيام حياة الزواج كي يصبح القاعدة الأساسية للحماس الدائم واندفاع الحب. هذا العقد مبنيّ على الأهلية والرضا دون جبرية لأن حريّة الإنسان مقدسة تستوجب أنّ تكون واعية للرضا المتكامل وخالية من العيوب المبطلة للزواج كعيوب الجهل والإكراه وغيرها الكثير.
بهذا نستخلص أن العهد الصادق والعقد السليم، صنوان ثابتان لحماية الزواج بالصيغة الإيمانية والقانونية والأخلاقية ومع اتمام كل هذا يغدو الزواج "سرّ".
لذلك نقول أنّ في الكنيسة الكاثوليكية رفض قاطع لكلمة طلاق لأنها تختلف عن البطلان في الجوهر بحيث أنّ لا سلطة بشرية تقدر على تفكيك السرّ. لذلك تُبنى دعاوى الإختلاف في المحكمة الروحية على الشوائب التي تجعل الزواج باطلاً من أساسه لأن فيه شرطاً أو خللاً أو عيب. فالسرّ الإلهي الذّي يُقدس الحب يُعطي النعمة الإلهيّة لطالبي الزواج وبدون هذه النعمة لا مجال للإلتزام، لا بالزواج ولا بأيّ سرٍ من أسرار الكنيسة.
ويُشدِّد غبطته على أنّ السرّ هو أعظم هديّة من المسيح لكنيسته، وهو الضمانة الوحيدة للأمانة والديمومة والثبات في سرّ الزواج وكلّ الأسرار.
أمّا عن الزواج المدني فيقول صاحب الغبطة: "إنّه عقدٌ لا سر فيه يلتقي مع الكنيسة بكثير من الأشياء ويختلف معها بأشياء بسيطة. يمكنه أن يكون عهداً وعقداً بطريقة قانونيّة لأن السلطة عليه بشريّة، أمّا سلطة السرّ فهي إلهيّة، والكنيسة لا تعتبر في الزواج المدني حالةً من الزنى والمساكنة ولكنّها ترى فيه رفضاً قاطعاً للنعمة الإلهيّة تجعل الإنسان في حالةٍ من الخطيئة ممكن أنّ تؤدي إلى عداوة مع الله مما يحتّم منع المناولة لسر القربان الأقدس.
يجب أن نفهم أنّ الكنيسة الكاثوليكيّة في لبنان تحديداً قد رفضت منذ زمن، الزواج المدني الإختياري وطالبت بالزواج المدني الإلزامي إعترافاً منها بقانونيته بعد أن أتى الرفض الكامل للزواج المدني من الإخوة المسلمين فلا يمكن للكنيسة أن تسمح بالشرخ بين مؤمنيها كما المواطنين والأهم طلب الكنيسة الساهرة على دستور البلاد لتعديل المادة التاسعة منه والتي بدون تعديلها لا مجال لطرح قانون الزواج المدني الإلزامي للجميع.
واختتم صاحب الغبطة بقوله : تُقدس الكنيسة حريّة الأإنسان شرط أن تكون واعيّة وساعيّة لقداسة عيشه.
سبقت محاضرة غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرَّاعي كلمات عدّة، حسبما جاء في برنامج الإحتفال الّذي قدَّمه الإعلامي ماجد بو هدير، وقد جاء البرنامج على الشكل التالي:
كلمة الأباتي سمعان أبو عبدو منسق مكتب راعوية الزواج والعائلة وأهم ما جاء فيها : " مكتب راعويّة الزواج والعائلة يحلّق بجناحين:
1 - إتفاقية تعاون مع معهد العائلة في جامعة الحكمة العريقة – بيروت، ويحمل كل متخرج شهادة DU في الإصغاء والمرافقة العائليّة،
2 - اتفاقيّة تعاون مع جامعة القديس يوسف المميّزة – بيروت، ويحمل كل متخرج شهادة في الوساطة المهنيّة. ومنهم من يحمل الإثنين معًا.
هي الدورة الرابعة، للسنة الثامنة على التوالي لدروس الدبلوم في الإصغاء والمرافقة العائليّة. المتخرجون حتى الآن 85 طالباً وطالبة. حالياً، يُتابع معنا 65 طالباً من لبنان وبلاد الإنتشار، والحاضرون للتخرج 35 طالباً وطالبة. أمّا عدد الوسطاء الذين تخرّجوا 75 طالباً وطالبة. يتألفون من أزواج وأفراد، ورجال ونساء، علمانيين وكهنة ورهبان وراهبات.
• كلمة الأب يوسف أبو زيد مدير معهد العائلة في جامعة الحكمة والذّي أشاد بتقنية ال NAPRO TECHNOLOGY على أنها ثمرة إضغاء الطب الى كلمة الرب، بحيث تُمكن الإستجابة لرغبة الزوجين السامية محافظةً في الوقت عينه على الكرامة الزوجية والأبويّة والنبويّة والطبيّة، كما تصون كرامة المرأة باعتبارها خيار آخر جيّد مفتوح أمام حُريتها، ولا بد من كلّ تقنية تنطلق من جهوزية روحية وايمانية أن تصل الى ثمارها المرجوة.
• كلمة السيدة ريتا يمين الخوري منسقة مكتب راعوية الزواج والعائلة والتي اعتبرت في كلمتها أنّ:
إن الحبر الأعظم البابا فرنسيس في رسالته إلى المشاركين في المؤتمر الدولي في روما نيسان 2023 بعد 70 سنة من ثورة بيلنغر يقول: "إنَّ الفصل الأيديولوجي والعملي للعلاقة الجنسية عن إمكاناتها التوليدية اليوم قد أدى إلى البحث عن طرق بديلة للإنجاب، لم تعد تمرُّ عبر العلاقات الزوجية، بل تستخدم عمليات اصطناعية. لكن، إذا كان من الجيد مساعدة ودعم الرغبة المشروعة في التوليد من خلال المعارف العلمية الأكثر تقدمًا والتقنيات التي تعالج الخصوبة وتعززها، فليس من الجيد خلق أجنَّة أنابيب الاختبار ثم قتلها، والاتجار بالأمشاج Gamètes واللجوء إلى ممارسة الرحم البديل."
من هنا جاءت الحاجة إلى تقنيّة مكمّلة لبيلنغر وهي Napro Technology والتي تتناغم مع ما قاله البابا فرنسيس في المؤتمر:" بعد الثورة الجنسية المزعومة التي كسرت المحرمات، هناك حاجة لثورة جديدة في الذهنيّة: اكتشاف جمال النشاط الجنسي البشري من خلال تصفح كتاب الطبيعة العظيم؛ تعلُّم احترام قيمة الجسد وتوليد الحياة في ضوء خبرات الحب العائلي الحقيقي."
كلمة السيدة ماريز فرنجية مؤسسة جمعية أرزة لبنان للإعتناء بالخصوبة والتي شرحت بالتفصيل عن التقنيّة الأفضل بقولها:
منذ 55 سنة، اثار الارشاد الرسولي Humanae vitae جدلًا كبيرًا حول العالم حيث أعاد البابا بولس السادس التأكيد على تعاليم الكنيسة الكاثوليكية الأخلاقي حول قدسية الحياة، والحب الزوجي، والطبيعة الإنجابية والوحدة للعلاقات الزوجية، والأبوة المسؤولة ورفضها وسائل منع الحمل الاصطناعية…
هذا الخبر نُشر على صفحة البطريركيّة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.