عظة غبطة رئيس الأساقفة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا في أحد العنصرة

تجدون في التالي عظة غبطة رئيس الأساقفة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، في أحد العنصرة، يوم الأحد ٢٨ أيّار/ مايو ٢٠٢٣.

يوحنّا ٢٠: ١٩- ٢٣

نستمع في عيد العنصرة إلى مقطع من إنجيل يوحنا يُعيدنا إلى مساء الفصح (يوحنّا ٢٠: ١٩- ٢٣). في الواقع، يزور يسوع القائم تلاميذه المُنغلقين على أنفسهم في العليّة، ويمنحهم روحه والحياة الجديدة الّتي تلقاها من الآب، ويشاركهم إياها في الحال. وهذا بالتحديد هو السبب الّذي جاء لأجله إلى العالم واختبر الموت، محقّقًا بذلك عمل الآب.

ليس ذلك فحسب، بل حينما يمنح الربّ القائم من بين الأموات روحه للتلاميذ، يرسلهم فورًا في مهمّة ويمنحهم القدرة لأن يكونوا شهودًا له. تقودنا هذه الآيات من إنجيل يوحنا إلى جوهر الحياة الجديدة وحياة المرسلين والشهود.

نجد في جوهر هذه الآيات هبة الروح الّتي تعطي القدرة لكلّ ما يسبقها وما يتبعها.

ما يسبقها هو هذا الإرسال بالتحديد.

لقد خَصّصت الأناجيل الإزائية حيزًا كبيرًا لإرسال التلاميذ والطريقة التي يجب القيام به (لا تحملوا للطريق شيئا، لا عصا ولا مزودا ولا خبزا ولا مالا…) بالمقابل يتم في هذا المقطع من يوحنا تلخيص الإرسال في جملة واحدة، وبالتحديد في كلمة "كما": "كَما أَرْسَلَني الآب أُرسِلَكُم أنا أيضًا" (يوحنا ٢٠: ٢١). لا يشعر يوحنا بالحاجة إلى كتابة أي شيء عن متطلبات هذه المهمة، فكلمة "كما" كافية.

إن رسالة التلاميذ عليها أن تكون مماثلة لرسالة الابن. كما ويترتب عليهم تبنّي مواقفه ومشاعره ونواياه وأفكاره ذاتها. وبالنسبة ليوحنا، يمكن تلخيص كلمة "كما" بعمل واحد قام به يسوع ليلة العشاء الأخير، أي غسل الأرجل.

ما يأتي بعد هبة الروح هو دعوة الرب القائم من الأموات لمغفرة الخطايا (يوحنا ٢٠: ٢٣). هذا هو المحتوى الوحيد للرسالة والذي يحرص يوحنا على تدوينه.

نستطيع القول إن نَفَس يسوع الذي نفخه في تلاميذه ونقل من خلاله الروح لهم هو بمثابة حركة خلق جديد مماثل لما قام به الله، في بداية الزمن، حينما نفخ في الإنسان نسمة حياة (راجع تكوين ٢: ٧).

إلا أن الحياة التي يتلقاها الإنسان هنا هي حياة اللّه ذاتها، حياة القائم من بين الأموات والقادر على الانتصار على الموت والخطيئة. إنها حياة جديدة تصالحت مع الله من خلال موت يسوع، وهي حياة نالت المغفرة، وعليه فهي قادرة على المغفرة.

لا يمكن لمحتوى هذه المهمة أن يكون سوى تلك الرحمة غير المحدودة، التي كشف عنها الله للجميع على الصليب، ذلك لأن المغفرة هي الطريق الوحيد للانتصار على الشر…

هذه العظة نُشرت على موقع البطريركيّة اللّاتينيّة في القدس، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يصل إلى مطار باريس الدولي - فرنسا

Next
Next

غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرَّاعي يحضر احتفال مكتب راعوية الزواج والعائلة في الدائرة البطريركية المارونيّة بالتعاون مع معهد العائلة في جامعة الحكمة، لبنان