عظة غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا: الأحد الأول من زمن المجيء ب
تجدون في التالي عظة غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، للأحد الأوّل من زمن المجيء ب، يوم الأحد 3 كانون الأوّل/ ديسمبر 2023.
مرقس 13، 33 – 3
إنّ رمز البيت هو مفتاح تأمّلنا في بداية زمن المجيء من خلال النصّ الإنجيلي (مرقس 13، 33 – 37).
للحديث عن اليقظة، يروي يسوع مثلًا قصيرًا عن رجل يرحل من بلده تاركًا بيته بين يدي عبيده، ويكلّف كلّ واحد منهم بمهمّة مختلفة.
يعهد بحراسة المنزل إلى الحارس، مؤكّدًا بأنّ السيّد سيعود عاجلًا أم آجلًا ويريد أن يرحّب به خدمه.
إنّ ما يخبرنا به نصّ الإنجيل هو بالتحديد: أنّ الربّ يسوع ترك بيته ويريد العودة، وهو في رحلة للعودة. ولكن ما هو هذا المنزل وأين يقع؟
من المفيد أن نبدأ رحلة المجيء متذكّرين بأنّ نحن بيت اللّه: البشرية جمعاء، الكنيسة، كلّ واحد منّا.
هذا هو بيته، لذلك سكن يسوع بيننا، وعلينا أن نعتبر هذا النهج طريقًا لاتّباعه، لنصبح بيتًا للربّ، المكان الّذي يعود إليه ويعيش فيه.
لذلك يعهد يسوع للجميع ببيتهم، أي الإنسانيّة، ويطلب منهم أن يعتنوا به: هذه هي مهمّتنا في انتظار عودته.
لذلك، فإن السهر لا يعني الانتظار بطريقة سلبية وخاملة: لقد رأينا ذلك مراراً في الأمثال التي سمعناها في أيام الآحاد الماضية.
الانتظار يعني الاهتمام بالحياة بحيوية وحب، كما تعتني بمنزلك.
لذا فإن زمن المجيء يبدأ بالدعوة إلى اليقظة. دعوة تتكرر أربع مرات في الآيات الخمس من إنجيل اليوم، ويتم التعبير عنها باللغة الأصلية بفعلين مختلفين.
الفعل الأول للدلالة على المراقبة، وتؤكد على ضرورة البقاء يقظاً، دون نوم، أي ألا نعيش ونحن نائمون.
والفعل الثاني للدلالة على البقاء يقظًا وساهراً وقائماً، ولها نفس جذر الفعل الذي يتكرر في رواية عيد الفصح للإشارة على وجه التحديد إلى القيامة من بين الأموات (مرقس 14.28؛ 16.6.14).
عندها يمكننا أن نقول هذا: إن الرب يدعونا لعيش الحياة كأشخاص يقظين ومتنبهين، وحتى قائمين. إن الذي يصبو إلى حياة كاملة وحرة، عليه أن يصبح أكثر فأكثر حجرًا حيًا في بيت اللّه، أن يعيش السهر والإنتظار…
هذه العظة نُشرت على موقع البطريركيّة اللّاتينيّة في القدس، لقراءة المزيد إضغط هنا.