مداخلة غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو في مؤتمر الحريّة الدينيّة والتحدّيات السياسيّة المعاصرة في براتيسلافا، سلوفاكيا
إفتتح رئيس وزراء جمهوريّة سلوفاكيا المؤتمر الدولي حول الحريّة الدينيّة وتحدّيات السياسات المعاصرة صباح يوم الخميس 13 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2022 وحضره عدد من ممثّلي الدولة والنوّاب ورجال الدين وأعضاء السلك الدبلوماسي وجمعيّات حقوق الإنسان والجمعيّات الخيريّة.
في كلمته شكر غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، منظّمي هذا المؤتمر وحثّهم على متابعة مخرجاته. وذكر أنّ هذا اللّقاء هو بمثابة السينوداليّة الّتي طرحها قداسة البابا فرنسيس على صعيد الكنيسة، لكن الآن ينبغي أن نفعل ذلك على الصعيد المدني والسياسي. وتمنّى أن يفعل المجتمعون شيئًا من أجل خلق مبادرة تفاوض بين روسيا وأوكرانيا تجنّبًا لكارثة عالمية محتملة.
ثمّ قال: "الحريّة الدينيّة مرتبطة بحقوق الإنسان الأساسيّة وبالمواطنة الكاملة والعيش المشترك المتناغم وأيضًا ببرامج التربية الّتي تعزّز هذه المحاور.
في العراق الحريّة الدينيّة موجودة، أي حريّة الديانات في ممارسة شعائرها داخل المعابد. في هذا المجال لربّما العراق يأتي في الطليعة فيما يخصّ بناء الكنائس والأديرة وفتح مدارس ومستشفيات ونشر الكتب الدينيّة والمجلّات. لكن المشكلة هي في حريّة الضمير، أعني حريّة اختيار الدين أو تغيير الدين.. المسلم يستطيع أن يكون ملحدًا، لكنّه لا يقدر أن يعتنق المسيحيّة بسبب قانون الردّة التقليدي، بينما يرحّب بأفراد من الديانات الأخرى لاعتناق الإسلام.. هنا لا توجد عدالة ولا احترام الحريّة الشخصيّة الّتي هي حقّ مقدّس…
كذلك المواطنة، بعد سقوط النظام حصلت عقليّة جديدة هي الطائفيّة والمحاصصة وأقيمت جدارات بين المكونات وانتشر الفساد، وكأنّ المواطنون موزعون حسب انتماءاتهم الدينيّة والمذهبيّة والإثنيّة إلى مواطنين درجة أولى وثانية وثالثة… هذا خلل كبير لأنّ النظام هو رسميًّا ديمقراطي..
في اعتقادي ينبغي فصل الدين عن الدولة.. الدين علاقة شخصيّة بين الإنسان المؤمن وربّه.. أمّا الدولة فهي للجميع على مسافة واحدة والدولة كيان معنوي لا دين لها. ينبغي النظر الى العراقيّين كمواطنين وليس إلى انتمائتهم الدينيّة…
هذه الكلمة نُشرت على موقع البطريركيّة الكلدانيّة في بغداد، لقراءة المزيد إضغط هنا.