الزهرة البنفسجيّة: إرادة الحياة هي الأقوى
في ذكرى الإبادة الأرمنيّة العاشرة بعد المئة: إلامَ ترمز هذه الزهرة؟
إعلام مجلس كنائس الشرق الأوسط
زهرة بنفسجيّة... زهرة تحمل الكثير من المعاني والرموز... تربط الماضي بالحاضر وتدعو إلى الأمل بالمستقبل. زهرة تروي حكايات شعب عانى المآسي والحروب وما زال جرحه ينزف حتّى اليوم. إنّها الزهرة الّتي ترمز إلى القضيّة الأرمنيّة وتؤكّد على ثبات الشعب الأرمني. هذا الشعب الّذي تمسّك بتاريخه وإرثه وتشبّث بهويّته، وقرّر الصمود والبقاء وعُرف بصلابته في مواجهة التحدّيات والصعاب.
في الذكرى السنويّة العاشرة بعد المئة للإبادة الأرمنيّة في 24 نيسان/ أبريل، لا بدّ من استذكار تاريخيّة هذه الزهرة البنفسجيّة الّتي أُطلقت في العام 2015 حيث كانت شعار الذكرى المئويّة الأولى (1915-2015) للإبادة الأرمنيّة كرمز للتأكيد على أنّ الأرمن أحياء في قضيّتهم الّتي لا تُنتسى وترسيخًا لإيمانهم بأنّ الحقّ لا يضيع، وكُتب معها في معظم الأحيان عبارة "أنا أتذكّر… وأطالب" المترجمة إلى لغّات عديدة، فإلامَ ترمز أجزائها وإلامَ تدلّ ألوانها؟
في الواقع، تضمّ الزهرة 5 أوراق تدلّ على قارات العالم الّتي لجأ إليها الأرمن وانتشروا فيها بعد هروبهم إثر المجازر. أمّا اللّون الرئيس للشعار وهو البنفسجي الغامق فيرمز للخلود وكذلك للروح والذات الأرمنيّة أي المستقبل. كما أنّ تمّ اختيار هذا اللّون نظرًا لاستخدامه في غالبيّة أثواب الكهنة في الكنيسة الأرمنيّة.
اللّون البنفسجي الفاتح يرمز إلى الحاضر والوحدة والتوافق على ضرورة إحقاق الحقّ والعدالة. هذا ويدلّ أيضًا إلى المشاركة في نشر هذه الفكرة التوحيديّة، أي الحاضر.
من جهّة أخرى، يحوي الجزء الأصفر على 12 مضلعة مصفوفة بشكل دائري تدلّ إلى المناطق الأرمنيّة المحتلّة الّتي وقعت فيها المجازر. واللّون الأصفر يمثّل الخلود وضوء الشمس كعلامة للأمل وإرادة الحياة. أمّا الدائرة السوداء فترمز إلى الماضي والمآسي الأليمة الّتي تعرّض لها الشعب الأرمني.
وعلى الرغم من الذكريات المريرة الّتي تبقى محفورة في ذاكرتهم، ما زال الأرمن يسعون إلى البحث عن العدالة، فإيمانهم الراسخ بيسوع المسيح يشكّل مصدر قوّة وعزيمة للمضي قدمًا برجاء عميق لأنّه إن غابت عدالة الأرض فعدالة السماء تبقى الأقوى!