الكرامة الإنسانيّة لحديثي الولادة المجهولي الوالدين

الندوة الشّهريّة الجديدة عن بُعد من تنظيم مجلس كنائس الشرق الأوسط

الأمين العام د. ميشال عبس: ان الطفولة هي الخط الأحمر الأساس في أي مجتمع يريد ان ينتج راشدين سويين، ويريد ان يؤمن مستقبلا أفضل لأجياله التي ولدت والتي لم تولد بعد

تجدون مجموعة صور في أسفل النصّ.

يتابع مجلس كنائس الشرق الأوسط سلسلة ندواته الشهريّة حيث عقد ندوة جديدة عن بُعد بعنوان "الكرامة الإنسانيّة لحديثي الولادة المجهولي الوالدين"، يوم الخميس 31 آب/ أغسطس 2023، بمشاركة مجموعة من المتخصّصين والأكاديميّين وطلّاب الجامعات والمهتمّين بالموضوع المطروح. علمًا أنّ هذه الندوة تأتي ضمن "مشروع الكرامة الإنسانيّة" - "الحوار والتماسك الإجتماعيّ - إعادة تأهيل رأس المال الإجتماعيّ"، الّذي يعمل مجلس كنائس الشرق الأوسط على تنفيذه تباعًا.

تخلّلت الندوة الّتي بُثّت مباشرةً على صفحة مجلس كنائس الشرق الأوسط على موقع فيسبوك ثلاث مداخلات، بإدارة د. شوقي عطيه الّذي عرض في كلمته الإفتتاحيّة لمحة عن ظاهرة ترك الأطفال من دون حضانة إضافةً إلى أسبابها وواقع هذه القضيّة اليوم.

استُهلّت الندوة بكلمة الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس الّذي تحدّث فيها عن الأطفال مجهولي الوالدين وقال " لا يهمنا من اين اتى هذا الطفل ذو البضعة ساعات او أيام من العمر، ولا كيف وصل الى حيث وجدناه. بل ما يهمنا انه، بمجرد خروجه الى العالم، أصبح كائنا اجتماعيا ذو حقوق اساسية اولها الهوية، تليها الحقوق الأخرى، المرتبطة جميعها بالرعاية العائلية والصحية والتربوية. لذلك يحق له – لا بل من واجب المجتمع - ان تُحفظ كرامته وحقوقه وان لا يدفع ثمن أخطاء من جلبوه الى العالم. لا يمكنني ان احمله وزر أخطاء ارتكبت عندما كان لا يزال في العدم".

وتابع "ولدٌ مرمي في الشارع هو المؤشر ان المنظومة الاجتماعية برمتها لا تعمل. لا حماية ولا توعية الناس مؤَمنتين، ولا رعاية الفتيات الضحايا مؤَمنة، ولا التشريع اللازم مؤَمن، ولا حتى التوعية الاجتماعية مؤَمنة، تفادياً لان تُكال للفتاة الضحية كل اشكال التهم والاحكام".

أضاف " تحتل الطفولة مكانة مميزة في العقيدة المسيحية، تتجسد في اقوال وتصرفات السيد المتجسد بما يتعلق بالصغار، اذ ورد على لسانه ان "من أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي، فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحى، ويغرق في لجة البحر"، كما قال "إنه ليست مشيئة أبيكم الذي في السماوات ان يهلك أحد هؤلاء الصغار...".

وأردف " لقد برت الكنيسة بوصايا السيد حول الطفولة وقد الهمت بذلك الكثير من الدول في تشريعاتها وسياساتها الاجتماعية، كما الهمت قيادات روحيين كثر في تأسيس الجمعيات التي تعنى بالطفولة، خصوصا المعذبة منها، رغم الكثير من الهفوات التي تصل الى حد الجريمة والناتجة عن ضعف بشري لا يمس الأساس فيما قد انجزه ولا نبل عمل من أحسنوا الفعل".

وختم د. ميشال عبس "ان الطفولة هي الخط الأحمر الأساس في أي مجتمع يريد ان ينتج راشدين سويين، ويريد ان يؤمن مستقبلا أفضل لأجياله التي ولدت والتي لم تولد بعد. اما الطفولة الضحية فهي تستحق اهتماما أكثر نظرا لوضعها المعرض والضعيف.

هذا تحد آخر نطرحه امام الباحثين المعنيين، وهم العارفون بخفايا الأمور، وعبرهم الى المجتمع والدولة، أن احموا ضعفائكم وأن لا تحملوهم ما ليس من مسؤوليتهم وتذكّروا القول الكريم ان "لا تزر وازرة وزر أخرى".

بعدها بدأت المداخلة الأولى بعنوان "مستقبل منصف وعادل: إحترام حقوق الطفل المُتخلّى عنه"، مع الأخت ندى فاضل، رئيسة ملجأ مار منصور لراهبات المحبّة، حيث أضاءت على تأسيس هذا الملجأ متحدّثةً عن رسالته ومبادئه والمهام الّتي يقوم بها في خدمة ورعاية الأطفال المتروكين من دون حضانة. كما تطرّقت الأخت ندى إلى التحدّيات الّتي يواجهونها في الملجأ مشيرةً إلى الإجراءات الرسميّة لتبنّي أي طفل في مؤسّستهم.

من ثمّ كانت المداخلة الثانية تحت عنوان "الأطفال المتروكون مجهولي الوالدين والحماية القضائيّة"، مع السيّدة نادية ريشا، مديرة "إدارة حالات الحماية القضائيّة" جمعيّة حماية - قصر عدل طرابلس، حيث قدّمت تعريفًا عن عبارة "مولود حديث الولادة"، مسلطةً الضوء على الإجراءات القانونيّة والقضائيّة الأساسيّة الّتي يجب اعتمادها مع كلّ طفل حديث الولادة. هذا وتحدّثت السيّدة نادية عن الرعاية الأسريّة في حالات "الأطفال حديثي الولادة"، إضافةً إلى سُبل التبليغ عنها.

أمّا المداخلة الثالثة فكانت بعنوان "حديثي الولادة المجهولي الوالدين بين الهويّة الضائعة وأحكام الرعاية البديلة"، مع المحامية غزل مرعب، محامية في الإستئناف، حيث تكلّمت عن الواقع اللّبنانيّ أمام هذه القضيّة والصّعوبات الّتي تحيط بها. كما أضاءت المحامية غزل على الإجراءات القانونيّة الّتي تحمي هؤلاء الأطفال متحدّثةً عن كيفيّة تسجيلهم رسميًّا في لبنان والإجراءات الضروريّة كي يحصلوا على وثيقة ولادة وبطاقة هويّة.

اختُتمت الندوة بجولة أسئلة ونقاش بين المشاركين حيث تبادلوا الآراء والخبرات كلّ بحسب اختصاصه ومجال عمله. كما كانت كلمة أخيرة للأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس حيث تحدّث فيها عن قضيّة "الأطفال حديثي الولادة" من نظرته السوسيولوجيّة مشيرًا إلى دور مجلس كنائس الشرق الأوسط في هذا الإطار لا سيّما في العمل على صون الكرامة الإنسانيّة.

Previous
Previous

فريق عمل مجلس كنائس الشرق الأوسط يحتفل بموسم الخليقة 2023

Next
Next

دعم نفسيّ وسط الظّروف الصّعبة في لبنان