"الأخلاقيّات الطبيّة والكرامة الإنسانيّة"

الندوة الشّهريّة الجديدة من تنظيم مجلس كنائس الشرق الأوسط

الأمين العام د. ميشال عبس: المهم ان تتحول المبادئ المدرجة في القوانين والأنظمة الى ثقافة، وان تدخل منظومة قيم الجسم الطبي، كما أي جسم مهني آخر

عقد مجلس كنائس الشرق الأوسط ندوته الشّهريّة الجديدة عن بُعد بعنوان "الأخلاقيّات الطبيّة والكرامة الإنسانيّة"، يوم الخميس 23 شباط/ فبراير 2023، بمشاركة باحثون، متخصّصون، خبراء وطلّاب من مختلف الجامعات. علمًا أنّ هذه الندوة تأتي في إطار سلسلة ندوات شهريّة كان المجلس قد أطلقها ضمن "مشروع الكرامة الإنسانيّة" كجزء من عمل دائرة بصدد الإنشاء في المجلس تحت إسم "الحوار والتماسك الإجتماعيّ - إعادة تأهيل رأس المال الإجتماعيّ".

تضمّنت الندوة الّتي بُثّت مباشرةً على صفحة مجلس كنائس الشرق الأوسط على موقع فيسبوك، ثلاث جلسات حول الموضوع المطروح، بإدارة د. لور أبي خليل الّتي قدّمت في كلمتها تعريفًا عن مفهوم الكرامة الإنسانيّة ومعاني الأخلاقيّات الطبيّة.

استُهلّت الندوة بكلمة الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس الّذي تحدّث فيها عن القوانين الطبيّة والأخلاقيّات المهنيّة الّتي تحفظ كرامة الإنسان، وقال "من اجل منع الشطط والخطل من التمادي في حال وجد، كان لا بد من ضوابط تستند الى عنصرين: العنصر الأول هو العنصر القانوني الذي ينظم المهنة ويضع لها ضوابط. والعنصر الثاني هو العنصر الأخلاقي الضامن لتنفيذ القوانين والأنظمة واحترام الضوابط الناتجة عنها".

وأضاف "المهم في كل ذلك ليس فقط سن القوانين وإرساء الأنظمة ورسم التدابير الإجرائية، ولا أيضا انشاء اللجان... ولكن المهم أيضا ان تتحول كل هذه الأمور الى ثقافة تلهم الناس في تصرفاتهم وترشدهم سواء السبيل... المهم ان تتحول المبادئ المدرجة في القوانين والأنظمة الى ثقافة، وان تدخل منظومة قيم الجسم الطبي، كما أي جسم مهني آخر، لكي تأتي الضوابط من داخل الناس، من عقولهم وضمائرهم وقيمهم". وتابع "لا بد إذا ان تستحيل الاخلاق المهنية، الطبية وغيرها، ثقافة بقدر ما هي قوانين وأدوات ثواب وعقاب... ثقافة تعين حدود الشرف والعار في ممارسة اية مهنة، والطبية اكثرها خطورة... هذه المنحى في التفكير عندنا يصب في منطوق بناء الرأسمال الاجتماعي...".

وختم د. عبس قائلًا "ان من يشرفون مهنة الطب، والذين يمارسون الأخلاقية الطبية في حياتهم اليومية، هم لا يقومون بذلك خشية من عقاب ام خوفا من لائمة لائم، ولا بحثا عن ثناء، بل لان ثقافتهم وقيمهم يجعلونهم يتصرفون بالسليقة بالطريقة المناسبة لان هذه الثقافة وهذه القيم قد أصبحتا جزءا من كيانهم".

من ثمّ بدأت الجلسة الأولى بعنوان "حماية القانون الطبيّ للأخلاقيّات الطبيّة والكرامة الإنسانيّة"، مع البروفسور أشرف رمّال، وهو أستاذ محاضر وباحث في القانون الطبّي في الجامعة اللّبنانيّة، حيث تطرّق إلى حماية القانون الطبّي للأخلاقيّات الطبيّة والكرامة الإنسانيّة. خلال الجلسة، أضاء البروفسور رمّال على حقوق المرضى الأساسيّة الّتي تنصّ عليها مختلف المواثيق الدوليّة والتشريعات المحليّة للدول مثل حقّ المريض في العناية الطبيّة، حقّه في الحصول على المعلومات، ضرورة موافقة المريض على العمل الطبّي، حقّ المريض في إحترام حياته الشخصيّة وسريّة المعلومات المتعلّقة بها، وحقّه في الإطّلاع على ملفّه الطبّي.

أمّا الجلسة الثّانية فتمحورت حول "وقت وإنهاء العلاجات للحفاظ على الحياة في وحدات العناية المركّزة في لبنان"، مع د. ريتا جاويش، وهي متخصّصة في التخدير والعناية المركّزة، حيث عرضت فيها لنتائج دراسة كانت قد قامت بها في إطار معرفة مواقف وممارسات العاملين في لبنان في ما يتعلّق بحجب وسحب العلاجات الّتي تحافظ على الحياة (LSTs). كما أشارت إلى أنّ الدراسة تهدف إلى تقييم وجهات نظر وممارسات المتخصّصين في العناية المركّزة في لبنان إضافةً إلى آراء القادة الطبيّين والقانونيّين والدينيّين بموضوع سحب العلاجات الّتي تحافظ على الحياة في وحدات العناية المركّزة اللّبنانيّة (ICU).

بعدها كانت الجلسة الثّالثة الّتي حملت عنوان "القنب الطبّي في لبنان: التاريخ والتحدّيات العلاجيّة والأخلاقيّة والإجتماعيّة"، مع د. مصطفى عبد الرحيم، وهو باحث في قسم جراحة المخ والأعصاب في جامعة جونز هوبكنز الأميركيّة. خلال الجلسة، قدّم د. عبد الرحيم تعريفًا عن القنب الطبّي واستخداماته، متطرّقًا إلى تاريخه وواقع تشريعه في لبنان. كما سلّط الضوء على الإستعمالات الطبيّة للقنب والتحدّيات العلاجيّة والأخلاقيّة والإجتماعيّة الناجمة عن هذا الإستخدام، إضافةً إلى نظرة الديانتين المسيحيّة والإسلاميّة لهذه المسألة.

إنتهت الندوة بجلسة أسئلة ونقاش بين المشاركين، حيث كان للأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس مداخلة شدّد فيها على أنّ البحث العلمي في المجال الطبّي يضمّ الكثير من المحاذير، مشيرًا من جهّة أخرى إلى أنّ المجلس سيعقد لاحقًا ندوة أخرى في هذا الإطار كمتابعة لما تمّ طرحه في هذه الندوة حول "الأخلاقيّات الطبيّة والكرامة الإنسانيّة".

Previous
Previous

متحدون في الصلاة

Next
Next

مومنتوم أسبوعيّة إلكترونيّة من مجلس كنائس الشرق الأوسط