نمشي ونسمع صوت الخليقة
شبيبة لبنان تفتتح "موسم الخليقة" 2022 شرقًا مع مجلس كنائس الشرق الأوسط
نشاط بيئيّ في كفرذبيان ودعوة للإستماع إلى صوت خليقة الله
تجدون ألبوم صور في أسفل النصّ
من شمال لبنان إلى جنوبه، استيقظوا باكرًا بكلّ حماسة للانطلاق في نشاطهم، وفي قلبهم يحملون همًّا وحيدًا: الإستماع إلى صوت الخليقة. هم شابّات وشبّان من مختلف العائلات الكنسيّة والحركات الشّبابيّة في لبنان، ترافقوا معًا، صباح السّبت 3 أيلول/ سبتمبر 2022، متوجّهين إلى منطقة كفرذبيان الكسروانيّة اللّبنانيّة. هناك حيث اجتمعت الطبيعة بكلّ عناصرها معهم، شاركوا في نشاط بيئيّ شبابيّ من تنظيم مجلس كنائس الشرق الأوسط، بالشّراكة مع منظّمة "دانمشن". نشاط يفتتح عبره هؤلاء الشّباب، بمرافقة مجموعة من الآباء والقساوسة، سلسة الإحتفالات الّتي ستُقام في مختلف دول الشرق الأوسط لمناسبة انطلاق فعاليّات "موسم الخليقة" العالميّ في المنطقة لهذه السّنة.
"نمشي ونسمع صوت الخليقة!" كان شعار النشاط. أمّا البرنامج فتضمّن فقرات شبابيّة بيئيّة متنوّعة والأهمّ أنّها دفعت المشاركين وحفّزتهم على الغوص في عمق الطبيعة وبكلّ حواسهم لاكتشاف مدى غنى العطايا الّتي منحها لنا الربّ. عطايا الخليقة الّتي شدّدوا على ضرورة الإستماع إلى صرختها وحمايتها من كلّ خطر يتهدّدها، رافعين الصّوت عاليًا بأنّنا نعيش جميعًا في بيت مشترك ومن مسؤوليّتنا الحفاظ عليه.
"موسم الخليقة" في كفرذبيان اللّبنانيّة
استهلّ النشاط بتعريف المشاركين على مجلس كنائس الشرق الأوسط ومهامه لا سيّما البرامج البيئيّة الّتي يقوم بها، إضافةً إلى تفسير عن "موسم الخليقة" ومدى أهميّة الموضوع الّذي يحمله هذه السّنة "إسمع صوت الخليقة"، ومعاني الشّعار الّذي اتّخذه "العلّيقة المشتعلة". هذا الموسم العالميّ الّذي يمتدّ بين 1 أيلول/ سبتمبر و4 تشرين الأوّل/ أكتوبر من كلّ سنة.
من هنا بدأ الشّباب رياضة التسلّق في حضن طبيعة كفرذبيان وهي من أكبر القرى الجبلية اللّبنانيّة الكسروانيّة، بمرافقة مرشد بيئيّ قدّم لهم لمحة عن المنطقة والخصائص الّتي تمتاز بها. استمتع المشاركون بفقرة المشي واكتشفوا وجوهًا مميّزة للطبيعة الّتي تعكس جمال ما قدّمه الله الخالق، وتبادلوا الأحاديث والخبرات راسمين معًا أجمل الذكريات البيئيّة، بعيدًا عن ضغوط المدينة والحياة اليوميّة.
صلاة مسكونيّة من قلب الطبيعة إلى قلب اللّه
المحطّة الأولى كانت مع صلاة مسكونيّة ببركة الآباء والقساوسة المشاركين من مختلف العائلات الكنسيّة. "ساعدنا يا ربّ كي نهتمّ بكلّ ما صنعت، وساعدنا على الإستماع مثلك أنت!" هذا ما رفعه المشاركون إلى الله ممجّدين إله عالمنا النابض بالحياة. اجتمع الجميع في ظلّ الأشجار المتنوّعة للصّلاة معًا وشكر الربّ على كلّ خليقته، "إستمع إلى الخليقة وهي تخبر عن الله، واستمع إلى كلمة الله في الكتاب المقدّس".
قرأت الحركات والمجموعات الشّبابيّة المشاركة، كلّ واحدة بدورها، الصّلوات من كتيّب "موسم الخليقة" العالميّ 2022 الّذي تولّى مجلس كنائس الشرق الأوسط تعريبه للسّنة الثانية على التوالي، منها مزمور الخليقة، وصلاة التوبة والرّثاء الّتي تهدف إلى طلب السّماح من الله لأنّنا لم نكن على قدر المسؤوليّة الّتي أوكلنا بها في رعاية بعضنا والخليقة. إضافةً إلى صلاة التشفّع الّتي نطلب فيها من الله مساعدتنا على الإهتمام بما صنعه كي نكون مسؤولين حقيقيّين ونستجيب لدعوته...
كما قدّم الشّباب مجموعة من الأناشيد والترانيم المتنوّعة الخاصّة بالخليقة، كلّ بحسب طقوسه الكنسيّة، حيث تعرّفوا بشكل أكبر على تقاليد مختلف العائلات الكنسيّة، ليكون وقتًا من الصّلاة والمصالحة مع الذّات والآخر والخليقة، من قلب الطبيعة إلى قلب الله.
هذا وتمّت أيضًا قراءة النصّ الإنجيليّ خروج 3: 1-12، الموجود في كتيّب "موسم الخليقة" 2022، لتقدّم بعدها منسّقة وحدة العدالة البيئيّة في مجلس كنائس الشرق الأوسط القسّيسة د. ريما نصرالله تأمّلًا حول قصّة موسى والعلّيقة المشتعلة. كما أشارت إلى أنّ الأرض مقدّسة مؤكّدة على ضوء رواية موسى على أنّ الله معنا ولا يتركنا، لكن علينا القيام بمبادرات ولو صغيرة من أجل حماية أرضنا وكلّ الخليقة. من هنا دعت القسّيسة ريما الجميع إلى الإستماع إلى صوت الخليقة وصوت الله الّذي يتكلّم من خلال الخليقة.
تذكارات بيئيّة وذكريات شبابيّة
إلى ذلك، كان فريق مجلس كنائس الشرق الأوسط قد حضّر هدية للشّبيبة كذكرى من هذا الإحتفال البيئيّ المسيحيّ، وهي عبارة عن قارورة ماء معدنيّة طُبع عليها شعار "موسم الخليقة" لهذه السّنة. لذا تمّ تبريك المياه في صلاة خاصّة.. أراد فريق المجلس عبر هذا التذكار أيضًا أن يوكّد على ضرورة الحدّ من استعمال الموادّ البلاستيكيّة وتعزيز ثقافة الفرز والتدوير.
من ثمّ، وفي خطوة خلّاقة، كتب كلّ مشارك اسمه على قطعة من الكرتون باللّونين البرتقاليّ والأصفر كرمز لألوان النار المشتعلة، ليتمّ لصقها بطريقة تجسّد العلّيقة المشتعلة على قطعة قماش كبيرة كان مجلس كنائس الشرق الأوسط قد خصّصها كذكرى من هذا النشاط البيئيّ الشّبابيّ.
فقرات بيئيّة متنوّعة
بعدها تابع الشّباب قطف التفّاح وتعلّموا كيفيّة القطاف بطريقة سليمة. كما شارك الشّباب في جلسة أخرى اطّلعوا خلالها على سُبل صنع خلّ التفّاح ليختبروا بدورهم هذه العمليّة اليدويّة.
هذا وتضمّن النشاط لعبة بيئيّة انقسم خلالها المشاركون إلى مجموعات سُمّيت بحسب عناصر الطبيعة الأربعة الأرض والماء والهواء والنار. تنافس كلّ فريق على جمع 10 أنواع من النبات ذُكرت في آيات من الكتاب المقدّس كانت قد وُزّعت عليهم. هدفت هذه اللّعبة إلى الإحتكاك بشكل ملموس مع الطبيعة والتعرّف على مختلف العناصر الّتي تضمّها، إضافةً إلى تعزيز روح الفريق وبناء الجسور بين جميع المشاركين.
إنتهى النشاط بغداء قرويّ اجتمع حوله الشّباب حيث تبادلوا الآراء والتجارب والتقاليد الّتي قرّبت المسافات في ما بينهم وكانت فرصة لتكوين صداقات جديدة وبالتّالي تأسيس عائلة شبابيّة مسكونيّة شرقيّة. في الحقيقة كانت الأصداء الصّادرة عن هذا النشاط إيجابيّة جدًّا ومُفعمة بالأمل والفرح خصوصًا وأنّ الشّباب أعربوا عن مدى سعادتهم بالمشاركة وعن رغبتهم في تكرار لقاءات مماثلة، تعرّفوا خلالها على إخوة جدد من مختلف العائلات الكنسيّة وأكّدوا على أهميّة العمل معًا من أجل بيئة نظيفة ومستقبل أفضل.
من مجلس كنائس الشرق الأوسط، تحيّة إلى كلّ الحركات والمجموعات الشّبابيّة المشاركة: شبيبة الكنيسة المارونيّة Bkerke Jeune، حركة الشّبيبة الأرثوذكسيّة، شبيبة كاثوليكوسيّة الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا، ACUSA - Armenian Church University Students' Association، شبيبة الكنيسة الإنجيليّة في بيروت، شبيبة السّينودس الإنجيلي الوطنيّ في سوريا ولبنان، شبيبة الكنيسة الأرمنيّة الإنجيليّة CE Lebanon - ՔՋ Գործադիր Լիբանան، شبيبة الكنيسة السّريانيّة Bet Tarbitho Lebanon، شبيبة من كنيسة الرّوم الكاثوليك في زحلة، كشّافة سيدة العناية في الدورة...