الشرق الأوسط تحت الأضواء

تقرير: حزيران/ يونيو 2022

يحاول العالم الحدّ من إمدادات الطاقة الروسيّة من خلال التركيز على أنشطة الشرق الأوسط. مصدر الصورة: Daily News Egypt

ما زال العمل على مواجهة التحدّيات الناجمة عن الحرب الدائرة في أوروبّا الشرقيّة مستمرًّا حيث تكافح دول المنطقة لإيجاد حلول عمليّة تخفّف من وطأة الأضرار الّتي فُرضت عليها. علمًا أنّ بعض الدول نجحت في إقرار سياسات تعالج وبشكل مناسب التحدّيات الرّاهنة كنقص الحبوب والوقود. الّا أنّ دول أخرى ما زالت تتكبّد خسائر كبيرة حيال الأزمات الّتي تعاني منها في الأصل وبالتّالي باتت عاجزة عن تجاوز الظّروف الصّعبة الآنية لا سيّما وأنّها غارقة في الفساد. مع كلّ ذلك، تتّجه أنظار العالم نحو الشرق الأوسط لحلّ أزمة الطاقة المستجدّة، ما يوفّر زخمًا إضافيًّا لبدايات جديدة.

 

1- الوضع الإقتصاديّ والإجتماعيّ

مصر

ستعزّز المفاوضات مع الإتّحاد الأوراسي واتّفاقية الغاز مع الإتّحاد الأوروبّي دور مصر في العالم كقوّة اقتصاديّة وشريك موثوق. 19 حزيران/ يونيو 2022. https://www.egyptindependent.com/

تمّ الإبلاغ عن حالات الإصابة بكورونا والمتعافين والوفيات كالتّالي:

- تسجّل مصر نحو 11 إصابة جديدة يوميًّا، 1٪ من الذروة – تمّ الإبلاغ عن أعلى متوسّط يوميّ للإصابات في 7 شباط/ فبراير. أمّا المتعافين فبلغ عددهم 442.182.

- تمّ تسجيل 514088 إصابة بكورونا و24723 حالة وفاة في البلاد منذ بدء تفشّي الجائحة.

خلال شهر حزيران/ يونيو 2022، خفضت وكالة التصنيف الإئتماني "فيتش" أداء الإقتصاد المصريّ بنسبة 5.5 % حيث كانت تتوقّع في البداية انخفاض بنسبة 4.9% أو حتّى تراجع في السنة الماليّة 2022/2023 المقبلة. وذكرت الوكالة أنّ الحرب الأوكرانيّة تشكّل سببًا رئيسًا لاتّخاذ قرارها هذا خصوصًا وأنّ سلسلة الأحداث المستجدّة في أوروبا الشرقيّة ستؤدّي إلى ارتفاع في أسعار السّلع الأساسيّة، نقص في إمدادات القمح، انخفاض في عدد السّياح، وارتفاع الخطر الّذي يتهدّد الأسواق الناشئة. لذا سيعاني القطاع الخاصّ بشكل أساس من التضخّم المتزايد والتشديد النقديّ حيث سينخفض ​​الإستهلاك الخاصّ. أما البورصة المصريّة، فخسرت 870 مليون دولار في أسبوع واحد وسط مخاوف من تباطؤ وتيرة النموّ الإقتصاديّ العالميّ. كلّ هذه العوامل قد تؤدّي إلى تحدّيات جديدة خطرة في نهاية السّنة الجارية.

على الرّغم من ذلك، تكثّف جمهوريّة مصر العربيّة جهودها للإستفادة من النجاحات الّتي حقّقتها سابقًا، حيث تعمل مثلًا على تعزيز تعاونها الإقتصاديّ مع الإتّحاد الأوراسي من خلال التفاوض على اتّفاقيّة في مجال التجارة الحرّة. بالتّالي قد تتمكّن مصر من الحدّ من تداعيات الحرب الأوكرانيّة عبر توقيع اتّفاقيّات تعاون مشتركة مع روسيا وأرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان. ما يوفّر للبلاد ضمانات أفضل للتبادل التجاريّ وتعزيز التعاون الصّناعيّ والإستثماريّ إضافة إلى التعاون الإقتصاديّ على مختلف الصّعد.

أوروبّيًّا، وقّعت مصر مذّكرة تفاهم في قطاع الغاز مع الإتّحاد الأوروبّي بهدف خفض الإعتماد على الوقود الرّوسيّ. أمّا بعد تعاون مصر مع الإتّحاد الأوروبّي في شأن أمن الطاقة، فتعهّدت رئيسة المفوضيّة الأوروبيّة أورسولا فون دير لاين بتقديم دعم إغاثيّ بقيمة 104 مليون دولار للأمن الغذائيّ في مصر. علمًا أنّ البلاد كانت تعاني من نقص في مخزون الحبوب جرّاء الحرب الأوكرانيّة. ما يعني ذلك أنّ مصر لن تستفيد ماليًّا فقط من ارتفاع نسبة صادرات الغاز إلى أوروبّا وإنّما أيضًا ستتمكّن من أن تكون شريكًا موثوقًا مستعدًّا للتعاون مع أوروبّا عند الضرورة. لذا حرصت رئيسة المفوضيّة الأوروبيّة على تعزيز الأمن الغذائيّ المصريّ وسط الظّروف الصّعبة السّائدة.

 

الأردن

العاهل الأردنيّ الملك عبد الله الثاني وولي العهد الأمير الحسين يحضران حفل إطلاق "رؤية التحديث الإقتصاديّ"، في البحر الميّت، 6 حزيران/ يونيو 2022 (رويترز)

تمّ الإبلاغ عن حالات الإصابة بكورونا والوفيات كالتّالي:

- يشهد الأردن ارتفاعًا في عدد الإصابات بكورونا، حيث يتمّ تسجيل نحو 125 إصابة جديدة يوميًّا، 1٪ من الذروة. 

- تمّ تسجيل 1.699.197 إصابة بكورونا و14068 حالة وفاة في البلاد منذ بدء تفشّي الجائحة.

في بداية شهر حزيران/ يونيو الفائت، كشف الأردن عن إعداده لاستراتيجيّة تنمويّة جديدة لمدّة 10 سنوات، في حدث أُطلق عليه إسم "رؤية التحديث الإقتصاديّ"، وذلك ليس فقط بهدف إنعاش الإقتصاد ولكن أيضًا لتعزيز النموّ الإقتصاديّ. تضمّ هذه الإستراتيجيّة مجموعة من الإصلاحات الّتي كان الملك عبد الله قد أقرّها العام الفائت لمساعدة البلاد في تحريك عجلتها الإقتصاديّة بشكل أكبر. وفي حفل حضره جلالة الملك، تمّ توزيع الخطّة على المشاركين، بهدف استقطاب 41 مليار دولار كتمويل لتوسيع الناتج المحليّ الإجماليّ الّذي يبلغ حاليًّا 30.2 مليار دينار، إلى 58.1 مليار دينار (82 مليار دولار). وذلك عبر العمل على تحرير الإقتصاد من خلال تمكين القطاع الخاصّ وإزالة العقبات الّتي يواجهها المستثمرون.

خلال الحدث هذا، أفاد رئيس الوزراء الأردنيّ بشر الخصاونة أنّ الحكومة ستكشف أيضًا في المستقبل عن خطّة لإصلاح القطاع العام المتضخّم. ما يعني أنّه سيتمّ وضع خطّة لمعالجة معضلة الوظائف العامة الفائضة الّتي كانت قد أنشأتها الإدارات السّابقة لإرضاء المواطنين والحفاظ على الإستقرار. في المقابل يشهد الأردن تضخّمًا في الدين العام يصل إلى 40 مليار دولار أميركيّ ما يقارب 90٪ من الناتج المحليّ الإجماليّ. مع ذلك، سيستمرّ العمل على خلق فرص عمل جديدة وسط هذه المحنة كلّها. لذا يكمن هدف الحكومة الأردنيّة في إيجاد فرص عمل إضافيّة للتخفيف من نسبة البطالة في البلاد حيث يُخطّط خلق مليون فرصة عمل في الأردن في غضون 10 سنوات.

وفي ظلّ المساعي الإصلاحيّة الّتي يقوم بها الأردن، ما زالت نسبة الإستثمارات ترتفع في البلاد. على سبيل المثال، وقّعت ADQ وهي شركة استثماريّة قابضة مقرّها في أبوظبي، إتّفاقيّة بقيمة 100 مليون دولار مع وزارة الإقتصاد الرقميّ والريادة في الأردن، بغية دعم شركات التكنولوجيا الكبرى والنموّ المستمرّ للإقتصاد الرقميّ المزدهر في المملكة الأردنيّة الهاشميّة.

 

العراق

يعود العراق تدريجًا إلى سكّة التعافي عقب الركود الحادّ الّذي شهده نتيجة تفشّي جائحة كورونا وانخفاض أسعار النفط عام 2020 (رويترز/ File Photo)

تمّ الإبلاغ عن حالات الإصابة والوفيات بكورونا كالتّالي:

- يشهد العراق ارتفاعًا في عدد الإصابات بكورونا حيث يتمّ تسجيل نحو 1194 إصابة جديدة يوميًّا، 10% من الذروة.

- تمّ تسجيل 2.341.053 إصابة بكورونا و25.233 حالة وفاة في البلاد منذ بدء تفشّي الجائحة.

بعد انكماش اقتصاديّ بنسبة 11% عام 2020، يسجّل العراق اليوم نموًّا إقتصاديًّا إضافيًّا. كما نجح في تحقيق فائض في إجماليّ الميزانيات الماليّة والخارجيّة، وذلك نتيجة ارتفاع العائدات الخاصّة بالنفط. توازيًا، يسعى العراق إلى زيادة إنتاج النفط الخام إلى 8 ملايين برميل يوميًّا مع نهاية سنة 2027. ما يمنح البلاد فرصة ماليّة أكبر لبدء التغييرات الضروريّة الرامية إلى تعزيز قطاعها الإقتصاديّ. 

مع ذلك، لم يبدأ العمل على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة حيث ما زالت البلاد تكافح من أجل تشكيل حكومة فعّالة. من هنا تعجز الدولة عن إعادة توجيه اقتصادها نحو قطاعات قد تسهم في تحسين نموّها وخلق فرص عمل جديدة وزيادة التنويع الإقتصاديّ. وهذا ما حال دون معالجة المشاكل المتعلّقة بأمنها الغذائيّ في وقت بلغ التضخّم العالميّ مستويات عالية جديدة.

أمّا حاليًّا فيعاني العراق من انخفاض في إنتاجه الغذائيّ المحليّ مقابل الإرتفاع السّريع للنموّ السكّانيّ، ما يسجّل مشكلة جديدة قد يواجهها العراق في المستقبل. إلّا أنّ البلاد تسعى إلى الإعتماد على الدعم والتحويلات الماليّة الّتي حصدتها من إنتاج النفط. مع ذلك، ما زال الخطر يتهدّد العراق حيث أصبحت مشكلة نقص الغذاء العالميّ سيّدة الموقف. لذا تحتاج البلاد إلى تنفيذ إصلاحات هيكليّة وماليّة تسهم في تعزيز نموّ القطاع الخاصّ وزيادة الإستثمارات في مجالات المياه وأنظمة الأغذية الزراعيّة، والتحوّل إلى مصادر طاقة أكثر استدامة.

 

لبنان

طوابير من المواطنين ينتظرون دورهم للحصول على الخبز أمام أحد الأفران في جنوب لبنان. وكالة فرانس برس

تمّ الإبلاغ عن حالات الإصابة والوفيات بكورونا كالتّالي:

- يشهد لبنان ارتفاعًا في عدد الإصابات بكورونا حيث يتمّ تسجيل نحو 948 إصابة جديدة يوميًّا، 11% من الذروة.

- تمّ تسجيل 1.108.213 إصابة بكورونا و10461 حالة وفاة في البلاد منذ بدء تفشّي الجائحة.

في ظلّ كلّ التطوّرات العالميّة والداخليّة الّتي يشهدها لبنان، ما زالت البلاد تعاني من مستقبل مجهول. وعلى الرّغم من التداول في السّوق السّوداء الموازية بتسعيرة تتراوح بين 28500 ليرة لبنانيّة و29300 ليرة لبنانيّة مقابل الدولار الواحد، إلّا أنّ الأسعار ما زالت مستمرّة في الإرتفاع. خلال شهر حزيران/ يونيو الفائت، إرتفع  مثلًا سعر الوقود ليصبح أعلى بكثير من الحدّ الأدنى للأجور في لبنان. وهذا ما أثّر سلبًا على أسعار القمح الّتي ارتفعت بشكل كبير منذ بداية الحرب الدائرة في أوكرانيا. مع العلم أنّ بعض الأفران والمتاجر سجّلت نقصًا في كميّات الخبز. من هنا، أوضح رئيس اتّحاد ​نقابات المخابز والأفران​ في لبنان ​علي ابراهيم أنّ المشكلة تكمن في عدم وجود كمّيات من القمح المدعوم قد تكفي لبنان خلال أسابيع عدّة.  

على مقلب آخر، تعاني المستشفيات في لبنان من نقص في الأدوية والمستلزمات الضروريّة إضافةً إلى هجرة الطواقم الطبيّة. هذا عدا عن استيراد الأدوية المزيّفة وبيعها في البلاد، لا سيّما وأنّ القوّة الشّرائيّة لدى اللّبنانيّين قد انخفضت وباتوا عاجزين عن تسديد تكاليف الأدوية العادية. أما بالنسبة لقطاع التعليم في لبنان فهو ليس أحسن حالًا خصوصًا وأنّ المدارس الخاصّة تشهد ظروفًا صعبة توازيًا مع انهيار المدارس الحكوميّة، بالتّالي خسرت البلاد عددًا كبيرًا من الكوادر التعليميّة التي غادرت لبنان بحثًا عن فرص عمل أفضل. من دون أن ننسى أنّ كُثر من الطلّاب أُرغموا على ترك المدارس الخاصّة ليلتحقوا بالمدارس العامة الأكثر إكتظاظًا.

على الصّعيد الجيوسياسيّ، ينشغل لبنان في ملفّ ترسيم الحدود البحريّة مع إسرائيل بغية حفظ سيادته ومنع كلّ تعدّ على ثرواته البحريّة. إلّا أنّ تحدّ جديد يواجهه لبنان إثر بدء إسرائيل التحضير للتنقيب عن النفط والغاز في حقل كاريش الواقع في المنطقة المتنازع عليها. ومع تصاعد الخلاف البحريّ بين الطرفين بدأت التهديدات المسلّحة تلوح في الأفق. لكن يبدو أنّ أحدًا من هذين الطرفين لا يريد الدخول في حرب جديدة وسط التوتّر الّذي يشهده الإقتصاد إقليميًّا. أمّا في حال اندلاع أيّ معركة لن يكون لبنان قادرًا على تحمّل تداعيات النزوح الجماعيّ الّذي سيشهده من جنوب البلاد.

 

فلسطين

شاب فلسطينيّ يرفع علامة النصر بالقرب من علم فلسطينيّ مرفرفًا في بلدة بيتا. وكالة فرانس برس/ File.

تمّ الإبلاغ عن حالات الإصابة والوفيات بكورونا كالتّالي:

- تشهد الأراضي الفلسطينيّة ارتفاعًا في عدد الإصابات بكورونا حيث يتمّ تسجيل نحو 192 إصابة جديدة يوميًّا، 2% من الذروة.

-  تمّ تسجيل 659853 إصابة بكورونا و5660 حالة وفاة في البلاد منذ بدء تفشّي الجائحة.

على مدى العامين الفائتين، مُنحت الأراضي الفلسطينيّة قروضًا عدّة بغية إنعاش قطاعها الإقتصاديّ. الّا أنّ الفلسطينيّين فقدوا الأمل من أي تغيير جديد إيجابيّ خصوصًا في ظلّ الهجمات الصّاروخيّة الّتي تشنّها إسرائيل في أراضيها والفساد المستشري في المؤسّسات العامة الفلسطينيّة. حتّى اليوم، لم تتمكّن فلسطين من إستعادة سيادتها الكاملة والحفاظ على حدودها ومواردها الطبيعيّة. كما أنّ القطاع الخاصّ بات مكبّلًا بسبب عوائق هيكليّة تتراوح بين القيود على الحركة وسيطرة إسرائيل على التجارة الخارجيّة الفلسطينيّة. وهذا ما أدّى إلى ارتفاع في نسبة القروض المتعثّرة بين الشّركات الفلسطينيّة الصّغيرة والمتوسّطة الحجم (SMEs) من جهّة، وازدياد نسبة الديون الّتي تتكبّدها العائلات، من جهّة أخرى.

في الآونة الأخيرة، أطلق البنك الدوليّ مساعدة نقديّة بقيمة 37 مليون دولار للأراضي الفلسطينيّة بهدف دعم الإصلاحات والخدمات الإجتماعيّة. علمًا أنّ 30 مليون دولار من هذه المساعدة ستُخّصص للإصلاحات في مجالات الشّفافيّة والإدماج والإقتصاد الأخضر، بينما 7 ملايين دولار ستموّل خدمات إجتماعيّة مختلفة، كتقديم مساعدات ماليّة مقابل الخدمات، ودعم فرص العمل عبر شبكات الإنترنت للفئات الأكثر ضعفًا في غزّة. لكن ما زالت المساعي الّتي تقوم بها الأراضي المحتلّة للحدّ من سيطرة السّلطات الإسرائيليّة مستمرّة، مع ضرورة التركيز على الحوار الّذي يُعتبر عنصرًا أساس لضمان استدامة فلسطين. الّا أنّه مع تفاقم العلاقات الفلسطينيّة الإسرائيليّة، لا بدّ للشّركاء الدوليّين من تطوير نموذج مساعدة جديد يراعي الواقع الميدانيّ بشكل أفضل.

سوريا

مزارع يحصد القمح عبر آلة زراعيّة في ريف مدينة عفرين الشماليّة الغربيّة، في الجزء الّذي يسيطر عليه الثّوار من محافظة حلب، سوريا، 8 حزيران/ يونيو 2022 - رامي السيّد / أ ف ب via  Getty Images

تمّ الإبلاغ عن حالات الإصابة والوفيات بكورونا كالتّالي:

- سجّلت سوريا 55923 إصابة بكورونا و3151 حالة وفاة في البلاد منذ بدء تفشّي الجاحة.

مع تفاقم الأزمة الإقتصاديّة العالميّة الّتي تفرض تداعيات كبيرة في دول العالم، ستشهد سوريا انكماشًا في ناتجها المحلّي الإجماليّ بنسبة 2.6% سنة 2022 وذلك بعد انخفاض بنسبة 2.1% عام 2021. من هنا، ومع ازدياد الإقتصاد السّوريّ سوءًا يعجز كُثر من المواطنين عن تأمين وجبة واحدة يوميًّا، حتّى أنّ البعض منهم اعتبروا أنّ سوريا كانت أحسن حالًا في فترة الحرب حيث كان الطعام متوفّرًا. إلى ذلك تأتي أزمة القمح لتزيد الطين بلّة حيث تسعى مناطق عدّة تتّبع الحكم الذّاتيّ أو الّتي يحكمها النظام السّوريّ إلى تصدير محاصيل القمح إلى الخارج وعبر أنشطة غير شرعيّة. في شمال سوريا، تعمل حكومة المعارضة على خطّة تهدف إلى شراء كميّات كبيرة من الحبوب لا سيّما القمح من المزارعين المحليّين بهدف تأمين مخزون كاف لإنتاج الخبز. لكن للأسف يعمد العديد من الفاسدين إلى ابتزاز المزارعين في أصعب ظروف يعيشونها خصوصًا مع تدهور الإنتاج الزراعيّ في البلاد. وذلك من خلال إنشاء نقاط تفتيش على الحدود وتشديد الإجراءات المسلّحة، حيث يُطلب منهم دفع بعض الرسوم أو الرشاوى للسماح لهم بالمرور.

إلى أزمة القمح في سوريا تأتي مشكلة التضخّم لتؤثّر سلبًا على أسعار المواد الغذائيّة وتوفير الوقود. وفي ظلّ ارتفاع في أسعار المواد الأساسيّة، رفعت الحكومة السّوريّة الدعم عن المنتجات الغذائيّة والوقود بشكل كبير خلال الأعوام الفائتة، وهذا ما يشكّل أكثر من نصف النفقات المدرجة في موازنة عامي 2021 و2022. عوامل أدّت إلى تدهور الظّروف المعيشيّة في البلاد لا سيّما وأنّ أكثر من نصف عدد العائلات (52%) أبلغت عن معاناتها جرّاء النقص في الغذاء، وذلك بحسب بيانات أصدرها برنامج الأغذية العالميّ. ومع انخفاض التمويل الإنسانيّ العالميّ، قد يتهدّد الأمن الغذائيّ بالإنعدام التام. 

 

قبرص

مطار لارنكا الدوليّ. مصدر الصورة: https://www.ekathimerini.com/.

تمّ الإبلاغ عن حالات الإصابة والوفيات بكورونا كالتّالي:

- تسجّل قبرص نحو 1037 إصابة جديدة يوميًّا، 21٪ من الذروة.

- تمّ تسجيل 504717 إصابة بكورونا و1036 حالة وفاة في البلاد منذ بدء تفشّي الجائحة.

تستعدّ قبرص لصيف مُفعم بالأمل مع توافد السيّاح إلى أراضيها حيث سجّلت في بداية السّنة أرقامًا كبيرة من الوافدين، لا سيّما وأنّها نجحت في استقطاب 80% من السيّاح في الأشهر الثلاثة الأولى، وذلك مقارنة بعام 2019 في فترة ما قبل تفشّي جائحة كورونا. بحسب وزير السياحة القبرصيّ سافاس بيرديوس تتوقّع البلاد استضافة أكثر من مليوني سائح هذه السّنة. ونظرًا لأهميّته، سيكون فصل الصّيف 2022 واعدًا ومربحًا خصوصًا مع المدخول الإضافيّ الّذي ستحصده قبرص من حركة السيّاح الأجانب.

وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنّ قبرص تسعى بشكل متواصل إلى تطوير اقتصادها الأخضر. لذا يعمل مجلس الإقتصاد والقدرة التنافسيّة القبرصيّ على تعيين وزير يتولّى مسؤوليّة وزارة المناخ والبيئة والإستدامة الخضراء الّتي تسهم في تنفيذ استراتيجيّة طويلة المدى للطاقة وتحقيق الحياد المناخيّ مع حلول سنة 2050. كما يأتي دور هذه الوزارة في تطوير البنى التحتيّة وشبكة الكهرباء من خلال زيادة استخدام مصادر الطاقة المتجدّدة.

 

2- حال اللّاجئين

 

مصر

• أصدر برنامج الأغذية العالميّ تقريرًا يفيد فيه بأنّ 270.000 شخص قد حصلوا على مساعدة نقديّة في أيّار/ مايو 2022.

• في إطار المبادرة الوطنيّة "حياة كريمة"، شاركت نحو 1700 سيّدة قرويّة في تدريب على إدارة المشاريع الصّغيرة في المحافظات، بتنظيم من وزارة التضامن الإجتماعيّ، مؤسّسة "تكافل" وبرنامج الأغذية العالميّ.[1]

• نظّمت المفوضيّة السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللّاجئين بالتعاون مع جمعيّة "السدو" برنامجًا تدريبيًّا لمدّة خمسة أيّام بين 12 و16 حزيران/ يونيو، شاركت فيه مجموعة من اللّاجئات من جنوب السودان والسودان وسوريا واليمن. يهدف البرنامج إلى دعم النساجين اللّاجئين في الإسكندريّة من خلال تطوير مهاراتهم في نسج السدو التقليديّة.[2]  

 

الأردن

صرّحت المفوضيّة السّامية للأمم المتّحدة لشؤون اللّاجئين عن وجود 674,458 لاجئ مسجّل في الأردن حتّى بداية شهر حزيران/ يونيو.

وتتوزّع نسبة النازحين السّوريّين المسجّلين في المفوضيّة لشهر حزيران/ يونيو على النحو التّالي:

200,419  في محافظة عمّان (29.7%)

169,786 في محافظة المفرق   (25.2%)

136,182  في محافظة اربد   (20.2%)

98,665 في محافظة الزرقاء   (14.6%)

18,141 في محافظة البلقاء   (2.7%)

13,319  في محافظة مادبا   (2%)

9,220  في محافظة جرش   (1.4%)

8,660  في محافظة الكرك   (1.3%)

8,288  في محافظة معان   (1.2%)

6,414  في محافظة عجلون   (1.0%)

3,832  في محافظة العقبة   (0.6%)

1,661 في محافظة الطفيلة   (0.2%)


أصدرت الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة تقريرًا مفصّلًا يوضح أنّ نحو 191 ألف لاجئ سوريّ ومن جنسيّات أخرى حصلوا على التعليم العام مجّانًا في إطار مشروع AAI 2.0.[3]

 

العراق

صرّحت المفوضيّة السّامية للأمم المتّحدة لشؤون اللّاجئين عن وجود 260,686 لاجئ سوريّ مسجلّ في العراق حاليًّا.

تتوزّع نسبة النازحين السّوريّين المسجّلين في المفوضيّة حتّى بداية شهر حزيران/ يونيو على النحو التّالي:

 131,898 في أربيل  (50.6%)

85,324 في دهوك  (32.7%)

33,864 في السليمانيّة   (13%)

1,572 في الأنبار   (0.6%)

8,028 في مناطق أخرى  [4](3.1%)

 

• قدّمت حكومة النرويج مساعدة جديدة بقيمة 70 مليون كرونة نرويجيّة (حوالي 7.5 مليون دولار أميركيّ) إلى مرفق تمويل تحقيق الإستقرار العراقيّ (FFS). ويسهم هذا المرفق في توفير الإستقرار، إيجاد حلول مستدامة، والعمل على العودة الآمنة للعراقيّين النازحين داخليًّا في المحافظات الخمس المحرّرة من تنظيم الدولة الإسلاميّة في العراق والشام (داعش).[5]

• قدّمت الحكومة الكوريّة عبر مكتب الوكالة الكوريّة للتعاون الدوليّ في العراق مساعدة بقيمة 6 ملايين دولار أميركيّ لبرنامج الأمم المتّحدة للمستوطنات البشريّة (موئل)، بهدف تسهيل العودة المستدامة للسكّان النازحين المعرّضين للخطر إلى سنجار من خلال الحفاظ على حقوقهم في السكن والأرض والممتلكات وتحسين ظروفهم المعيشيّة.[6]

 

لبنان

[لم يتمّ تحديث عدد اللّاجئين الموزّعين في لبنان]


بلغ عدد اللّاجئين السّوريّين المسجّلين في لبنان منذ بداية شهر نيسان/ أبريل 839,086 لاجئ.

يتوزّع اللّاجئون في لبنان على النحو التّالي:

328,354 في البقاع  (39.1%)

228,758 في شمال لبنان  (27.3%)

190,636 في بيروت  (23.1%)

91,338 في جنوب لبنان (10.9%)[7]

 

• أطلق رئيس الوزراء اللّبنانيّ المكلّف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي بالتعاون مع وزير الشّؤون الإجتماعيّة اللّبنانيّ في حكومة تصريف الأعمال هيكتور حجار ومنسّقة الأمم المتّحدة المقيمة ومنسّقة الشّؤون الإنسانيّة نجاة رشدي، وبشكل رسميّ، خطّة للإستجابة لأزمة لبنان 2022-2023 الّتي تهدف إلى حصد تمويل بقيمة 3.2 مليار دولار أميركيّ لمعالجة تداعيات الأزمة السّوريّة.[8]

• في شهر حزيران/ يونيو الفائت، قام برنامج الأغذية العالميّ بدعم 1.694.546 مستفيد من خلال مساعدات نقديّة بقيمة 28 مليون دولار أميركيّ إضافةً إلى توزيع حصص غذائيّة إلى العائلات الأكثر عوزًا. من هنا تمّت مساعدة 632.898 لبنانيّ من الفئات الأكثر ضعفًا، 1.055.761 لاجئ سوريّ، و5.887 لاجئ من جنسيّات أخرى.[9]

• خصّص صندوق لبنان الإنسانيّ (LHF) 16 مليون دولار لدعم الإستجابة الإنسانيّة في لبنان عبر تمويل 27 مشروعًا قطاعيًّا ومتعدّد القطاعات لـ25 منظّمة غير حكوميّة وطنيّة ودوليّة.[10]

 

سوريا

• في نيسان/ أبريل 2022، سجّل المجتمع الإنسانيّ في سوريا حوالي 13.200 حركة للنازحين داخليًّا في كلّ أنحاء البلاد، أي بنسبة 19% أقلّ من الأرقام الّتي سُجّلت في آذار/ مارس الفائت. وكما في الأشهر السّابقة، تمحورت معظم تحرّكات النازحين داخليًّا في شمال غرب سوريا، حيث سُجّل 85% منها داخليًّا وخارجيًّا بين محافظتي حلب وإدلب.

• في نيسان/ أبريل 2022 ، سجّل المجتمع الإنسانيّ في سوريا حوالي 8.300 حركة عودة تلقائيّة للنازحين داخليًّا في البلاد، وهو ما يقلّ بنسبة 17% عن حركات العودة الّتي تمّ تسجيلها في آذار/ مارس الفائت. علمًا أنّ أكثر من 2.557 حركة (31%) جرت داخل محافظة ريف دمشق.

• أعلن صندوق الائتمان لإعادة إعمار سوريا عن تسليم ستّ حصادات إلى جمعيّات المزارعين في محافظتي الرقّة ودير الزور، في إطار تدخّل "الدعم الزراعيّ للمزارعين في محافظة الرقّة - المرحلة الخامسة".[11]

• حصلت خمس عيادات للرعاية الصحّيّة الأوليّة ومركزان لغسيل الكلى في محافظتي دير الزور والرقّة على 128 نوعًا من الأدوية والموادّ الإستهلاكيّة.[12]

• في محاولة لرفع معدّلات التطعيم ضدّ جائحة كورونا، نفّذت سوريا حملة تطعيم وطنيّة مكثّفة لمدّة أسبوعين استهدفت أكثر من 2.5 مليون شخص من كلّ أنحاء البلاد. كما تمكّنت الحملة من الوصول إلى المناطق السوريّة النائية من أجل تأمين اللّقاحات للجميع، وذلك عبر أكثر من ألف مركز ثابت و400 فريق متنقّل.[13]

 

قبرص

• أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي القبرصيّة أنّها ستقدّم دورات تعليميّة يونانيّة مجّانيّة إلى اللّاجئين الأوكرانيّين.[14]

• تمّ العثور على قارب يحمل أكثر من 100 مهاجر غير شرعيّ في المنطقة البحريّة غرب ليماسول. علمًا أنّ السّفينة توقّفت مؤقّتًا قبالة ساحل أكروتيري حيث خرج منها شخصان لطلب المساعدة الطبيّة.[15]

 

دائرة التواصل والعلاقات العامة


[1] OCHA, June 22, 2022, https://reliefweb.int/report/egypt/wfp-egypt-country-brief-may-2022

[2] OCHA, June 21, 2022, https://reliefweb.int/report/egypt/unhcr-and-alsadu-society-organize-training-program-art-sadu-weaving-alexandria

[3] OCHA, June 16, 2022, https://reliefweb.int/report/jordan/accelerating-access-initiative-20

[4] https://data2.unhcr.org/en/situations/syria/location/5

[5] OCHA, June 24, 2022, https://reliefweb.int/report/iraq/norway-reaffirms-its-commitment-stabilization-iraq-us-75-million-contribution-enar

[6] OCHA, June 23 2022, https://reliefweb.int/report/iraq/un-habitat-iraq-receives-generous-support-korea-international-cooperation-agency-koica-promote-peace-and-stability-facilitating-sustainable-returns-enar

[7] https://data2.unhcr.org/en/situations/syria/location/71

[8] OCHA, June 20, 2022, https://reliefweb.int/report/lebanon/launch-2022-lebanon-crisis-response-plan-lcrp-government-un-and-partners-appeal-us-32-billion-enar

[9] OCHA, June 21, 2022, https://reliefweb.int/report/lebanon/wfp-lebanon-country-brief-may-2022

[10] OCHA, 15 Jun 2022, https://reliefweb.int/report/lebanon/lebanon-humanitarian-fund-lhf-allocates-16-million-support-people-need-lebanon-enar

[11] SRTF Fund,  https://www.srtfund.org/news/652_the-srtf-delivers-six-combine-harvesters-to-ar-raqqa-and-deir-ez-zor-governorates

[12] OCHA, June 20, 2022, https://reliefweb.int/report/syrian-arab-republic/srtf-supported-primary-health-care-centres-receive-medications-and-consumables-northeast-syria

[13] OCHA, June 17, 2022, https://reliefweb.int/report/syrian-arab-republic/coastal-areas-syria-take-covid-19-vaccination-campaign-new-level

[14] Greek City Times, June 9, 2022, https://greekcitytimes.com/2022/06/09/cyprus-offers-free-greek-lessons-to-ukrainian-refugees/

[15] Cyprus Mail, June 27, 2022, https://cyprus-mail.com/2022/06/27/boat-carrying-irregular-migrants-spotted-off-limassol/

Previous
Previous

رئيس المجلس والفريق العامل في حلقة نقاش وتفاعل

Next
Next

معًا نتكاتف ونصلّي