رئيس المجلس والفريق العامل في حلقة نقاش وتفاعل

ألقيت هذه الكلمة في مستهلّ زيارة رئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الأرثوذكسيّة الشرقيّة ولقائه الفريق المركزي العامل والصلاة معًا وتبادل الأفكار حول الشؤون المسكونيّة.

إنّنا نسعى إلى مأسسة هذا الأمر، أن يلتقي الفريق مع قيادات المجلس وقيادات الكنائس في جلسات مفتوحة تطرح خلالها الأمور بصراحة ومحبة ممّا يساعد في تكوين لحمة مؤسساتيّة واجتماعيّة بين القيادات والفرق العاملة على الأرض.

حضر سيادة الأنبا أنطونيوس وكان لقاء وكانت صلاة، ثم كانت هذه الكلمة المقتضبة والتي تختصر وتبشّر بمسارٍ جديد في العمل المسكوني في الشرق الأوسط.

 

صاحب السيادة الأنبا أنطونيوس الجزيل الإحترام

مطران الكرسي الأورشليمي والأردن ولبنان وسورية والكويت والعراق

قدس الأباء الأجلّاء

أيّها الزملاء المحترمين

إنّه لمن دواعي سرورنا وإنّه لشرف لنا أن نستقبل في مكاتب مجلس كنائس الشرق الأوسط سيادة الأنبا أنطونيوس وقدس الأب أندراوس الأنطوني خلال الزيارة التي يقوم بها سيادته إلى لبنان.

لقد أردنا أن تكون هذه الزيارة رسميّة وموسّعة، تشمل زيارة مركز السيّدة الطبي الإجتماعي ومكتب الإدارة المركزيّة في بيروت ومن ضمنها اجتماع عام مع الفريق العامل في بيروت في سياق أن يتعرّف جميع المعنيين بالعمل المسكوني على بعضهم بعضًا وأن يتعرّفوا على قيادات الكنائس والمجلس.

زيارتك، صاحب السيادة، تأتي في بداية الحقبة الجديدة من عمل اللجنة التنفيذيّة، وحضرتك تترأسها كونك رئيس للمجلس مختارًا من كنيسة مباركة من عائلة كنسيّة مباركة.

لقد رافقت الإجتماع الأول الذي عقدته اللجنة التنفيذيّة عن بعد وترأست جلساته الثانية وتلوت علينا صلاة الختام، ولا بد أن حضرتك قد عاينت العمل الذي يقوم به المجلس عن كثب كما حجم التحدّيات الجِسام التي يتعامل معها والمسؤوليّات الجِسام التي يضطلع بها. إنّ العمل أمامنا كبير جدًا ونسأل الباري أن يساعدنا على تأدية واجبنا علم أتمّ وجه. في كلّ ذلك نعوِّل على الدعم الذي تزودنا به قيادات المجلس كما قيادات الكنائس.

هذه اللجنة التنفيذيّة انتخبت في كنف كرسي الكرازة المرقسيّة، خلال الجمعية العامة التاريخيّة التي عقدت في مركز لوغوس البابوي – دير الأنبا بيشوي في وادي النطرون، بدعوة كريمة من قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس، حيث اجتمع رؤساء الكنائس بعد طول فراق سببته الجائحة التي ما فتئت تفتك بالعالم.

امام هذه اللجنة التنفيذية أربع سنوات من العمل الدؤوب تحتضن الفريق العامل وتوجهه وتسهل له طريق الإبداع والإنجاز.

إنّنا نعوّل كثيرًا على هذا الامر وإذا كان المكتوب يقرأ من عنوانه، فإنّ القرارات التي اتخذت في الإجتماع الأوّل والتي من شأنها تسهيل عملنا تبشّر بخير كثير وبتناغم مثمر وبنّاء بين   هيئة اتخاذ القرار، أي اللجنة التنفيذيّة، وهيئة تجسيد القرار، أي الفريق العامل.

سوف تواكب هذه اللجنة السير بالمجلس نحو بنى تنظيميّة وطرائق عمل حديثة تتماشى والتطورات التي تجري في العالم في مجالات عمل المجلس. كما سوف تواكبه في الدخول في مجالات جديدة تعزّز ميزاته التفاضليّة في خدمة الكنيسة والإنسان والمجتمع.

إنّنا نعي جيدًا المسؤوليات الجسام الملقاة على عاتقكم في إدارة هذه الأبرشيّة المترامية الأطراف، ولكنّنا متأكدون أنّكم سوف تولون مجلسنا الإهتمام المطلوب نظرًا لما تُعرفون به من قدرات ونشاط وروحانيّة.

صاحب السيادة،

من هذا المقرّ الصغير بالنسبة إلى عمل المجلس ومشاريعه، وعبر هذا الفريق المتواضع بعديده، الكبير بإنجازاته، نتواصل مع كلّ كنائس المنطقة ومنها إلى كلّ كنائس العالم، حاملين آلام وآمال مسيحيي وأهل المنطقة في مقاربة مسيحيّة - إنسانيّة تعتبر الناس قد خلقهم الله متساوين ولا بد أن يكونوا متحابين، ونحن، عبر إيماننا المسيحي، نشكّل الضمانة لذلك.

في هذا المقرّ يتحلّق حولكم اليوم أعضاء الفريق العامل من أجل التعرّف إليكم وتبادل الأفكار معكم وطرح الأسئلة عليكم. إنّنا نعوّل على طول أناتكم ومعرفتكم في هذا الأمر.

في نهاية كلمتي، لا بدّ لي من التعبير أيضًا عن تقديري للأب أندراوس الأنطوني، كاهن رعيّة الأقباط الأرثوذكس في لبنان، للتعاون والجهود التي بذلها معنا خلال تحضيرات الجمعيّة العامة. لقد عمل بلا كلل ولا ملل وبمبادرة مشكورة منه على تسهيل أمور كان من الممكن أن تنعكس سلبًا على الجمعيّة العامة لولا مدّه يد المساعدة لنا. على كلّ ذلك، له جزيل الشكر منا.

صاحب السيادة، زيارتكم هذه ليست سوى بداية حقبة من التواصل والتفاعل والتعاون بينكم كرئيس للمجلس واللجنة التنفيذية وبين الفريق العامل.

وفقنا اللّه لما فيه خير الكنيسة والناس.

رأس بيروت – 04 تموز/يوليو 2022

Previous
Previous

معًا نتكاتف ونصلّي

Next
Next

الشرق الأوسط تحت الأضواء