شركاء يرافقون مجلس كنائس الشرق الأوسط في رحلته المسكونيّة
اليوم الأوّل من اجتماع المجلس السّنويّ مع شركائه في بيروت
الأمين العام د. ميشال عبس: إنّ مشاعركم التي تنضح من خلال تفاعلنا سوية لا تمرّ مرور الكرام
عقدت الأمانة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط إجتماعها السّنويّ مع شركاء المجلس من منظّمات ومؤسّسات دوليّة وإقليميّة، في يومه الأوّل الخميس 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، حيث يستمرّ ليوم الجمعة 4 تشرين الثاني/ نوفمبر، في بيروت، تحت عنوان "شركاء يرافقون مجلس كنائس الشرق الأوسط في رحلته المسكونيّة". وذلك بمشاركة 18 مسؤولًا وممثّلًا عن هذه المنظّمات والمؤسّسات الشّريكة من كلّ أنحاء العالم كالولايات المتّحدة الأميركيّة وكندا وأوروبا والشرق الأوسط...، إلى جانب الأمناء العامين المشاركين للمجلس، عدد من أعضاء اللّجنة التنفيذيّة، مدراء الدوائر وفريق العمل على رأسه الأمين العام د. ميشال عبس.
استُهلّت الجلسة الأولى بصلاة صباحيّة وتأمّل كتابيّ من قبل القسّيسة أل ماري باركر، من منظّمة PCUSA، حيث قدّم بعدها مدير الجلسة سيادة المطران جوزف معوّض، عضو اللّجنة التنفيذيّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط، ورئيس اللّجنة الأسقفيّة للعلاقات المسكونيّة في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، كلمة افتتاحيّة تلاها فقرة لترشيح مقرري الجلسات.
من ثمّ، ألقى الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس كلمة شدّد فيها على خطورة الأزمات الّتي تمرّ بها المنطقة متحدّثًا عن أبرز التحدّيات الّتي تواجهها المجتمعات الشّرقيّة. وقال "في مجلس كنائس الشرق الأوسط نعيش في الحقيقة ثلاث تجارب: التجربة الأولى هي تفاعل أبناء الكنائس مع بعضهم البعض في مسار تناضجي يمكننا أن نصفه بالفريد. التجربة الثانية هي تفاعل هذا المجموع الإنساني المنظّم المسمّى مجلس كنائس الشرق الأوسط مع محيطه المسكوني العالمي في مسار تناضجي من نوع آخر... أمّا التجربة الثالثة فتكمن في التفاعل بين مجلس كنائس الشرق الأوسط ومحيطه المجتمعي المباشر بما يحمل من تناقضات ومشاكل ترقى إلى مستوى الكوارث.
تابع "أمّا الأمر الأهم في هذه التجارب الثلاث فهي كيف تفاعلت الأسرة المسكونيّة الدوليّة مع مجتمعات بعيدة عنها وعن ثقافتها وأصبحت تحمل همومها وتعنى بتضميد جراحها وجعلتها جزءًا من حياتها... مجلس كنائس الشرق الأوسط، بما هو مكان معيّة مسيحيّة، يشكّل عبر دراية وكفاءة فرقه العاملة كما عبر تواصله مع المجتمع، مركز إنذار مبكر للظواهر الإجتماعيّة غير الصحيّة ومركز رد على هذه الظواهر بما أوتي من طاقة وإمكانات".
وتوجّه د. عبس إلى شركاء مجلس كنائس الشرق الأوسط قائلًا "كم نشعر بالرضى عندما نجد كم أنتم يا أخواتنا وإخوتنا المسكونيّون الدوليّون معنيّون بنا، بما نفعل وبما نصبو إليه. كم نشعر بالإطمئنان عندما نرى كما تشاركوننا همومنا وآلامنا وعندما تشاركوننا خبراتكم وتجاربكم في كيفيّة التعامل مع التحدّيات. إنّ جلسات النقاش التي نعقدها مع كلّ منكم على حدة أو مجتمعين تعبّر لنا بما فيه الكفاية كم أنتم معنيّون بنا وترينا لهفتكم تجاهنا. إنّ مشاعركم التي تنضح من خلال تفاعلنا سوية لا تمرّ مرور الكرام".
بعدها تمّ التعريف بالمشاركين والمنظّمات الّتي يمثّلونها، إضافة إلى عرض لمعلومات أساسيّة حول جدول الأعمال وبرنامج الإجتماع وأبرز الشّؤون اللّوجيستيّة الضروريّة.
بعد الصورة التذكارية واستراحة الغداء، بدأت الجلسة الثانية الّتي أدارها القسّ د. حبيب بدر، الرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، ورئيس الاتّحاد الإنجيلي الوطني في لبنان، حيث تمحورت حول التحدّيات الإقليميّة وسُبل الإستجابة لها. خلالها، قدّم د. فادي نيكولا نصار لمحة عن الظّروف الصّعبة الّتي يمرّ بها الشرق الأوسط في خضمّ الأزمات الإجتماعيّة والإقتصاديّة والصحيّة والأمنيّة... الّتي تثقل كاهله، إضافةً إلى تداعيات الأزمات والصّراعات العالميّة وآثارها على المنطقة، متطرّقًا إلى الحاجات الملحّة الّتي يتوق أبناء الشرق إلى تأمينها.
بعدها عرض الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس تقريره الّذي ضمّ كلّ الأنشطة والبرامج والمشاريع المنفذّة، تلاه جلسة نقاش في سبيل تحقيق الأهداف المسكونيّة والإنسانيّة المرجوّة.
أمّا الجلسة الثالثة الّتي كانت بإدارة د. بيتر مكاري، المدير التنفيذيّ للمنظّمتين الدوليّتين Global Ministries of the Christian Church وUnited Church of Christ في الشرق الأوسط وأوروبا، فخُصّصت للبحث في سُبل تطوير آليّات عمل مجلس كنائس الشرق الأوسط نحو مستقبل أكثر استدامة، حيث تمّ عرض تقريرين حول الشّؤون الماليّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط ومراجعة الحسابات الماليّة السّنويّة. إلى ذلك قدّم مدراء الدوائر تقاريرهم الّتي ضمّت الإنجازات الّتي تمّ تحقيقها والمشاريع المزمع تنفيذها في المستقبل لاهوتيًّا ومسكونيًّا وإنسانيًّا وإغاثيًّا وإعلاميًّا.
أيضًا تخلّل أعمال اليوم الأوّل عرض لفيديوهات حول الجمعيّة العامة الـ12 لمجلس كنائس الشرق الأوسط ودائرة الخدمة والإغاثة – دياكونيا في الشرق الأوسط، لينتهي بعشاء جمع المشاركين في جوّ مسكونيّ دوليّ وإقليميّ.