هل من بادرة أمل في تحقيقات انفجار بيروت؟

صورة التُقطت في 5 آب/ أغسطس 2020، يظهر فيها دخان يتصاعد من مرفأ بيروت بعد أوّل شروق شمس عقب الإنفجار الّذي وقع في أرجائه. علمًا أنّ مسؤولين قضائيّين قد أعلنوا، يوم الإثنين 31 أيّار/ مايو 2021، عن تلقّي لبنان "تقريرًا أوّليًّا" من فرنسا يتعلّق بالإنفجار الضخم هذا الّذي أسفر عنه مقتل أكثر من 200 ضحيّة وإصابة الآلاف.

صورة التُقطت في 5 آب/ أغسطس 2020، يظهر فيها دخان يتصاعد من مرفأ بيروت بعد أوّل شروق شمس عقب الإنفجار الّذي وقع في أرجائه. علمًا أنّ مسؤولين قضائيّين قد أعلنوا، يوم الإثنين 31 أيّار/ مايو 2021، عن تلقّي لبنان "تقريرًا أوّليًّا" من فرنسا يتعلّق بالإنفجار الضخم هذا الّذي أسفر عنه مقتل أكثر من 200 ضحيّة وإصابة الآلاف.

10 أشهر مضت على زلزال الرّابع من آب/ أغسطس وكأنّ شيئًا لم يحدث، فالغموض ما زال سيّد الموقف على صعيد التحقيقات. روايات كثيرة وفرضيّات عدّة حول أسباب الإنفجار نُشرت في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، لكن من دون أي جدوى بل جاءت لتعمّق جرح اللّبنانيّين لا سيّما البيروتيّين منهم.

مشهد ضبابيّ ما زال يهيمن على مسار التحقيقات، فلا فرضيّات مؤكّدة ولا أدلّة ملموسة حتّى اللّحظة. علمًا أنّ التحقيقات هذه واجهت مطبّات عدّة لا سيّما توقيف مسارها لأسابيع وإحالة القضيّة إلى محقّق عدليّ آخر؛ وذلك نتيجة تدخّل سياسيّ زاد الطين بلّة، ما أدّى إلى رفع وتيرة الغضب لدى عائلات الضحايا، اللّبنانيين والمجتمع الدوليّ الّذي ينتظر أيضًا أي معلومة توضح الصّورة. إذًا، كارثة كإنفجار مرفأ بيروت تحتاج إلى تفسيرات وتحليلات ملموسة ودقيقة كي تسهم في الوصول إلى طريق العدالة.

مع مرور الأيّام، لم يعد الأمل يشفي غليل النّاس ويريحهم، فبات الوضع العام محكوم بدوّامة من التعقيدات تثقل كاهل الشرق الأوسط وتكبّله، لذا لم تعد الحقيقة أولويّة ومحاولات البحث عنها باءت بالفشل. مع ذلك، يسعى المجتمع الدوليّ والأصدقاء في دول العالم المتأثّرين أيضًا بالفاجعة إلى الوقوف جانب اللّبنانيّين ومساندتهم من خلال إصرارهم المستمرّ على كشف الحقيقة وتحقيق العدالة. على سبيل المثال، دعت مجموعة من المشرعين الأميركيّين، بتحفيز من منظّمة "هيومن رايتس ووتش"، إدارة بايدن إلى دعم تحقيق تقوده الأمم المتّحدة على الرغم من العوائق والتأخيرات الّتي قد تواجهها مع السّلطات اللّبنانيّة.

واستجابة لنداءات المجتمع الدوليّ، أفاد المحقّق العدليّ القاضي طارق البيطار أنّ التحقيقات تصل إلى مرحلتها الأخيرة، وبالتّالي كَشْف الحقيقة لم يعد بعيدًا، ففي غضون شهرين ستُعلن نتائج التحقيق "بشكل نهائيّ". كما أضاف أنّ مرحلة إستدعاء المتّهمين ستبدأ بعد أسابيع عدّة، معربًا عن ثقته في التوصّل إلى الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن الإنفجار. وأشار أنّ التحقيقات تستند إلى 3 فرضيّات:

• هجوم إرهابيّ

• ضربة صاروخيّة

• خطأ في عمليّة تلحيم في العنبر رقم 12 ممّا أدّى إلى اندلاع الحريق ومن ثمّ وقوع الإنفجار

وكشف البيطار أنّه تمّ استبعاد إحدى هذه الفرضيّات بنسبة 80٪ عقب تحقيقات وتحليلات عدّة.

 

 

إنفجار بيروت خطف فرحتهما

كتب جيلبير في حسابه على موقع فيسبوك: "كان يوم الحلم، كان يوم يلّي بدّي شوفك فيه بفستانك الأبيض". مصدر الصورة: النهار.

كتب جيلبير في حسابه على موقع فيسبوك: "كان يوم الحلم، كان يوم يلّي بدّي شوفك فيه بفستانك الأبيض". مصدر الصورة: النهار.

كُثر من الشّباب في لبنان يحلمون بإيجاد شريك حياتهم وبناء عائلة والعيش بإستقرار وطمأنينة. لكن لم يكن ذلك حال جيلبير قرعان، الشّاب اللّبنانيّ الّذي كان قد بدأ بالتخطيط لمستقبله وأحلامه في بلد يغرق بالأزمات والمعوقات.

قرعان خسر خطيبته الممرّضة في فوج الإطفاء سحر فارس ومعها كلّ تطلّعاته وآماله جرّاء كارثة لا بل فاجعة خطفت حياة وأحلام أكثر من 200 ضحيّة.

أمّا الأحد الفائت فكان التاريخ المقرّر والمفترض لحفل زفاف جيلبير وسحر، لكن بدل أن يكون أسعد يوم في حياتهما بات العريس المفجوع وحيدًا يسترجع الحزن والألم الكبير الذي يعتصر قلبه منذ 4 آب/ أغسطس المشؤوم.

وللمناسبة أعلن جيلبير عن مبادرة إنسانيّة عبر حسابه على موقع فيسبوك قائلًا: " كوكتيل عرسنا تقدّم للمحتاجين بي ١٠٠ حصّة غذائيّة للفقراء بأكتر ضيعتين كنتي تحبّيهن الجديدة والقاع، وبعض الفحوصات الطبيّة للمسنّين يلّي كانوا نقطة ضعفك".

للأسف، ليست قصّة جيلبير هذه سوى واحدة من آلاف القصص المؤلمة الّتي أسفرت عن إنفجار كارثيّ دمّر حياة اللّبنانيّين ماديًّا ومعنويًا.

دائرة التواصل والعلاقات العامة

Previous
Previous

مستجدّات فيروس كورونا كوفيد-19 في الشرق الأوسط

Next
Next

معًا نتكاتف ونصلّي