بعد 10 أشهر على إنفجار 4 آب
صوته حيّ فينا
إلياس الخوري، الشاب الذي يقف الى يسار الصورة، هو احد ضحايا إنفجار 4 آب/ أغسطس 2020. أبو شمط، صديقه في نفس الصورة، يقول إنهما أطلقا أغنيتين على تطبيق أنغامي قبل الإنفجار بوقت قصير. بعد 10 أشهر من نشر الأغنيتين، جعلت أنغامي من حساب الخوري حسابًا مثبّتًا خلال الشهر الجاري.
قال أبو شمط عندما سئل عن صديقه: "كان إلياس هادئًا ومحبًا وكان من يحرص على حفظ السلام في مجموعتنا. كان متفائلًا بالمستقبل." ثم تحدث عن إتصاله به بعد الساعة السادسة مساءً للحديث عن حريق في مرفأ بيروت، وكانت الصور التي شاركها إلياس مع أبو شمط هي آخر تواصل بينهما. وبعد ساعات، أكّد له والد الخوري أنه تمّ نقل إلياس ووالدته ميراي وشقيقته نور إلى المستشفى لإصابتهم بجروح خطِرة.
اليوم، يزور أبو شمط مرفأ بيروت من دون أن يطيل زيارته، حتّى أنّه لا يستطيع سماع الأغنيتين اللتين كتباها معًا.
يقول: "من الصعب بالنسبة لي سماع الأغنيتين في الوقت الحالي. لكنني سعيد لأنّ العالم يستمع إليها ويعلم مدى موهبة صديقي."
"أخبرني والديه الذين لم يعرفا بالأغنيتين إلا بعد وفاته مدى أهميتها لأنهما يستطيعان سماع صوته مجدّدًا."
احتفال بالموت؟
التحضير لإحتفال كان سيقام على أرض مرفأ بيروت أغضب أهالي ضحايا الإنفجار الذين ما زالوا يحتفلون بالصلاة على أرواح أحبائهم في الرابع من كل شهر في نفس المكان. كما وطالب الأهالي بإعتذار رسمي من المنظمين. أمّا نادي الليونز الذي كان هو المسؤول عن غضبهم ومنظّم الحفل فألغى كلّ التحضيرات والمشروع من أساسه.
في وقت لاحق أعلن المتحدث باسم لجنة ضحايا إنفجار مرفأ بيروت إبراهيم حطيط للعربي الجديد إنّه قد تمّ إبلاغهم بإلغاء الحفل، وقدمت الجهة المنظمة اعتذارًا للأهالي.
وأضاف "اضطررنا لنشر فيديو يظهر حقيقة الحفل والمشاهد الراقصة ونحن نرفض ذلك كلّ الرفض ولن نسمح بحدوثه سواء لهذه الحفلة أو غيرها. عليهم أن يعترفوا بما فعلوه، وبأنّه ممنوع أنّ يضرب مسمار واحد في مرفأ بيروت قبل الكشف عن الحقيقة وتحقيق العدالة."
مع أنّ هذا الحدث قد خطّط له نادي الليونز لجمع التبرّعات، إلّا أنّ هناك طرق أخرى للقيام بذلك من دون المسّ بالمحرّمات. نأمل أن يكون النادي والمشاركون وكلّ من فكر في تنظيم حفل مشابه قد تعلّم درسًا مهمًا في الأخلاق واللياقة.