هل نحن في مرحلة التعافي؟
تقرير: من 1 إلى 13 نيسان/ أبريل 2021
راجع صندوق النقد الدولي توّقعاته الأخيرة لنمو الناتج المحليّ الإجمالي الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا ورفعه إلى 4٪ لسنة 2021، ويعني ذلك زيادة 0.9٪ على توّقعات الصندوق لشهر تشرين الأول/ أكتوبر. ويرجع ذلك إلى نجاح بعض بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تقليص آثار الوباء على اقتصاداتها من خلال سياسات تُوازِن بين صحّة الناس وحماية الإقتصاد. لكن هذا المؤشر لا يشمل كل بلدان المنطقة، خصوصًا تلك التي لا تزال تواجه تحدّيات محليّة ودوليّة.
الوضع الاقتصادي والاجتماعيّ
مصر
تتوزّع حالات الإصابات بكورونا والوفاة والشفاء على النحو التالي:
-210,489 إصابة مؤكدة
-210,489 حالة شفاء
-12,445 حال وفاة
من بين جميع البلدان الواردة في هذا التقرير، لا تزال مصر في طليعة البلدان المتألقة في المنطقة. فقد تمكنت من مواجهة الأزمة باستخدام وسائل فاعلة من حيث التكلفة وحافظت على نموّها الإقتصادي الإيجابي عند 3.6% خلال السنة الماليّة 2019-2020. وقد ارتفعت احتياطيّات مصر من النقد الأجنبي للشهر التاسع على التوالي في آذار/ مارس بمقدار 136 مليون دولار، لتصل إلى 40.337 مليار دولار، ونجحت في تقليص عجزها التجاري من 3.85 مليار دولار إلى 3.15 مليار دولار خلال عام واحد.
وتطبيقًا لاستراتيجيّة مصر لتحقيق التنمية المستدامة وتصوير نفسها على أنّها وجهة جذّابة لأصحاب المصلحة للإستثمار فيها، تحّركت في اتجاه الإقتصاد الأخضر، وهي تجري حاليًا محادثات مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لتوسيع دعم المؤسّسة الماليّة للإقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة فيها.
الأردن
تتوزّع حالات الإصابات بكورونا والوفاة والشفاء على النحو التالي:
-665,735 إصابة مؤكدة
-596,293 حالة شفاء
-7,773 حال وفاة
كشف المجلس الإقتصادي والإجتماعي في الثالث من نيسان الجاري عن تفاصيل إضافيّة تتعلّق بخطة الإنعاش الإقتصادي المرفوعة إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع بشر الخصاونة الشهر الماضي. تبدو الخطّة الثلاثيّة المصمّمة لإنقاذ البلاد من الأزمة الاقتصاديّة التي تواجهها واعدة، فهي تُهدف إلى تحقيق التكامل بين جميع القطاعات ودعم القطاعات الأكثر تضررًا من الوباء. سيقدّم الدعم بدءًا من الدعم الفوري لقطاعات العمل والإقتصاد لتمكين التعافي السريع للإقتصاد كما سيتمّ تنفيذ دعم متكامل للقطاعات الحيويّة. بعد الاضطرابات التي حصلت في الأردن في بداية شهر نيسان/ أبريل، تعدّ هذه الخطوة مؤشرًا إيجابيًا على أن صانعي القرار على علم بالوضع الإجتماعي والإقتصادي وضرورة معالجته.
العراق
تتوزّع حالات الإصابات بكورونا والوفاة والشفاء على النحو التالي:
-924,946 إصابة مؤكدة
-814,853 حالة شفاء
-14,713 حال وفاة
على الرغم من التحدّيات الإجتماعيّة والإقتصاديّة التي يواجهها العراق، نجح هذا الأخير خلال هذا الشهر في تأمين بعض الصفقات المثيرة للإعجاب لتعزيز إقتصاده. وقّع وزير التعاون والعمل والرعاية الإجتماعيّة الإيراني محمد شريعتمداري خلال زيارة إلى بغداد إتفاقيّة تعاون إقتصادي مدّتها خمس سنوات مع العراق. من جهة أخرى، وقّع العراق أيضًا صفقة مع السعوديّة والإمارات لمشاريع إستثماريّة في العراق تزيد قيمتها على 6 مليارات دولار. كما إتفقت السعوديّة والعراق على إنشاء صندوق مشترك برأسمال يقدّر بثلاث مليارات دولار كمساهمة من المملكة لتشجيع الإستثمار في المجالات الإقتصاديّة العراقيّة. كل ذلك يشير إلى أنّ الحكومة العراقيّة لا تحقق مكاسب إقتصاديّة فحسب، بل إنّها أيضًا قادرة على إدارة علاقاتها مع اللاعبين الإقليميّين في المجالات السياسيّة المتعارضة.
لبنان
تتوزع حالات الإصابات بكورونا والوفاة والشفاء على النحو التالي:
-496,846 إصابة مؤكدة
-402,172 حالة شفاء
-6,661 حال وفاة
إذا تجوّلت في شوارع لبنان، يمكنك سماع الناس يتذكّرون الأيام الخوالي ويقولون: "كان الوضع أفضل في أيّام الحرب". ولا يدلّ ذلك على حبّ اللبنانيّين للدماء والعنف، هذا يعني أنّ أيّام الحرب كان اللبنانيون قادرين على تغطية نفقاتهم وتوفير الطعام على المائدة. أمّا في الوقت الحاضر، فليس في لبنان إلّا واقع الفقر والجوع والمرض. وليزيد بؤس اللبنانيّين، أعلن وزير الماليّة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني أخيرًا أنّ أموال البلاد ستنفد لتمويل الواردات الأساسيّة بحلول نهاية أيّار/ مايو. جاء إعلان وزني بعد موافقة البرلمان على قرض بقيمة 200 مليون دولار لشركة كهرباء لبنان. وجاء هذا التحرّك بعد تحذير من وزارة الطاقة من نفاد الأموال لتوليد الكهرباء بعد نهاية الشهر، وقد أغلقت واحدة من أصل أربع محطّات رئيسة لتوليد طاقة، مما دفع باللبنانيّين للإستعداد لانقطاع التيار الكهربائي المقبل.
فلسطين
تتوزّع حالات الإصابات بكورونا والوفاة والشفاء على النحو التالي:
-268,132 إصابة مؤكدة
-232,960 حالة شفاء
-2,860 حال وفاة
عندما كانت إدارة ترامب في السلطة، قطعت المساعدات الماليّة عن الأونروا والشعب الفلسطيني، لكنّ الأمور تغيّرت عندما أصبح بايدن رئيسًا فبدأ ظهور خطاب مختلف حول موقف البيت الأبيض تجاه فلسطين. وانكشفت هذه الخطة خلال هذا الشهر: ستقدم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن 235 مليون دولار من المساعدات للفلسطينيّين، كتعويض عن جزء من المساعدة التي قطعها دونالد ترامب عنهم. سيذهب ثلثا المساعدات إلى الأونروا التي عانت من أزمة ماليّة منذ أن خسرت 360 مليون دولار من التمويل الأميركي في عام 2018. ويأتي هذا التمويل إلى جانب 15 مليون دولار من المساعدات لمعالجة تأثير جائحة كورونا وانعدام الأمن الغذائي في الضفة الغربيّة وغزّة التي أعلنت عنها الولايات المتحدة الشهر الماضي.
سوريا
تتوزّع حالات الإصابات بكورونا والوفاة والشفاء على النحو التالي:
-20,226 إصابة مؤكدة
-14,012 حالة شفاء
-1,378 حال وفاة
ادّعت الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة خلال مؤتمر بروكسل الخامس أنّ الوضع الإقتصادي في سوريا في أسوأ حالاته منذ 10 سنوات أو منذ بدء الصراع. في غضون عام واحد فقط، ارتفعت أسعار المواد الغذائيّة بنسبة 230% ويوجد الآن 12.4 مليون شخص جائع في سوريا. وقد حذّرت منظمة أوكسفام الخيريّة في المملكة المتحدة خلال المؤتمر من زيادة عمالة الأطفال حيث تعمل الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 11 و 14 عامًا لمدة 12 ساعة مقابل 3 دولارات في اليوم. حتى أنّ بعض الآباء بدأ بتزويج بناته بعمر مبكر لتقليل نفقات الأسرة.
على الرغم من هذا الوضع الكئيب، إعترف الحاضرون في المؤتمر بضرورة حدوث تغيير. واتفقوا على الحاجة إلى تحوّل جذري من حالة الطوارئ إلى وضع يسمح للسوريين من الاعتماد على أنفسهم. الإستدامة الذاتيّة هي بالتأكيد فكرة شائعة تلجأ إليها منظمّات كثيرة، فمع مرور الوقت، تصبح استراتيجيات الطوارئ مكلفة وتمنع المنظمات من الوصول إلى أهدافها. ومن هنا نذكر مصطلح "إجهاد المتبرّعين".
وتجد المنظّمات غير الحكوميّة الدوليّة نفسها في وسط هذه المعمعة: فجزء كبير من مشاكل سوريا اليوم، بالإضافة إلى الفساد في البلاد، هو معالجة تداعيات العقوبات المفروضة عليها وعلى المؤسّسات أو رجال الأعمال الذين يملكون مفتاح الإقتصاد السوري، لا سيما الصعوبات التي تسبّب بها إنهيار الإقتصاد على الشعب السوري.
إضافةً إلى التحوّل نحو استراتيجيّة تدعم التنمية المُستدامة، على المنظّمات غير الحكوميّة الدوليّة أن تبحث في طرق لإجبار الحكومات الغربيّة على تغيير استراتيجيتها تجاه سوريا. فحتى الآن، أدّت استراتيجياتهم إلى إطالة المعاناة وجعل السّكان أكثر جوعًا ويأسًا.
قبرص
تتوزّع حالات الإصابات بكورونا والوفاة والشفاء على النحو التالي:
-51,505 إصابة مؤكدة
-39,061 حالة شفاء
-272 حال وفاة
اضطرت قبرص إلى إقتراض المال من المقرضين الدوليّين في محاولة لتنشيط إقتصادها، وقد أدّى ذلك إلى زيادة الدين العام القبرصي ليصبح 26 مليار يورو أو 124٪ من الناتج المحليّ الإجمالي. وعلى الرغم من سوء الوضع، أكّد وزير الماليّة كونستانتينوس بيتريدس أنّ هذه الخطوة ضروريّة لإعادة إنعاش قبرص، فقد أصبحت قبرص قادرة على دعم إقتصادها كلّما دعت الحاجة. هذه الخطوة ستسمح للبلاد بتفادي العوائق والمحافظة على الإستدامة الماليّة العامّة. تأتي زيادة الدين العام وسط ظروف اقتراض مناسبة بسبب السياسة النقديّة للبنوك المركزيّة واستمرار تصنيف درجة إستثمار قبرص.
دائرة التواصل والعلاقات العامة