كومبي ليفت: "ما وجدناه في المرفأ يعادل قنبلة ثانية في بيروت"، فهل نجت العاصمة من كارثة جديدة؟

لقمان سليم ضحيّة الفساد المستمرّ في لبنان

قنبلة جديدة كادت تهدّد العاصمة بيروت بكارثة أكبر من 4 آب . 4 شباط/ فبراير 2021. المصدر: رويترز

قنبلة جديدة كادت تهدّد العاصمة بيروت بكارثة أكبر من 4 آب . 4 شباط/ فبراير 2021. المصدر: رويترز

في سياق متّصل بمستجدّات انفجار مرفأ بيروت الكارثيّ، ظهرت في الآونة الأخيرة أخبارًا أمنيّة غير مطمئنة. إذْ، كشفت شركة "كومبي ليفت" الألمانيّة الّتي كُلّفت  بالتخلّص من الموادّ الكيميائيّة المتبقيّة في المرفأ عقب الإنفجار الّذي وقع في أحد معابره في 4 آب/ أغسطس 2020، عن وجود 52 حاوية من هذه الموادّ الكيميائيّة الشّديدة الخطورة وغير منفجرة. من هنا صرّح المدير الإداريّ للشّركة هيكو فيلدرهوف "ما وجدناه يعادل قنبلة ثانية في بيروت".

علمًا أنّ وسائل إعلام محليّة أفادت عن عثور ألف طنّ من الموادّ الكيميائيّة في هذه الحاويات، الّتي تعرّض بعضها للتعفّن بشكل كبير.

وأضاف فيلدرهوف في تصريحاته: "الخطر ما زال موجودًا، فهناك خمس سفن مدمّرة في المرفأ يجب التخلّص منها، وسوف نقوم بهذه المهمّة..."، "يجب قول الحقيقة كما هي: ما وجدناه أشبه بقنبلة ثانية في المرفأ... لم أر شيئًا مثل هذا من قبل".

غضب لبنانيّ عقب مقتل لقمان سليم. 7 شباط/ فبراير 2021. المصدر: https://www.lebanondebate.com/

غضب لبنانيّ عقب مقتل لقمان سليم. 7 شباط/ فبراير 2021. المصدر: https://www.lebanondebate.com/

تصريحات هيكو فيلدرهوف هذه تدفعنا إلى الإستنتاج بأنّ لبنان خلص من كارثة جسيمة ثانية قد تكون أسوأ من تداعيات انفجار الرّابع من آب/ أغسطس 2020. كم هي، إذًا، فداحة الدمار الّذي كان قد يلحق ببيروت وأهلها الّذين لم تندمل جراحهم بعد؟ ومن هو المسؤول عن كلّ هذا الخطرالّذي يحيط بالعاصمة الجريحة الّتي ما زالت تصرخ وجعًا؟

على صعيد آخر، أفاق اللّبنانيّون منذ أيّام على خبر اغتيال الباحث والنّاشط السياسيّ لقمان سليم جرّاء جريمة ما زالت أسبابها غير واضحة. وبذلك يضاف اسمه إلى قائمة الضحايا الّذين عاشوا في ظلّ نظام سياسيّ فاسد يحيط به الخلل واللّامسؤوليّة. تمامًا كما هي حال مئات اللّبنانيّين الّذين قُتلوا في انفجار 4 آب/ أغسطس 2020، والّذين لقوا حتفهم على مرّ الأعوام جرّاء ظروف غامضة لم تُعرف حقيقتها بعد.

لكن نأمل أن يكون الإصرار الأميركيّ والفرنسيّ المتجدّد حافزًا لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة وتشكيل حكومة جديدة تنقذ لبنان من أزماته اللّامتناهية وتنقله إلى مرحلة أكثر أمانًا واستقرارًا.

يوميًا تتعاظم الشكوك حول مسؤولية ما لهذه التركيبة الحاكمة البائسة عن الإغتيالات الأخيرة، وفبركة دوافعها على يد نظام حاكم قد اقترب من نهايته.

دائرة التواصل والعلاقات العامة

Previous
Previous

الإعلام دعوة في خضمّ عاصفة كورونا

Next
Next

مصر نموذج حيّ للأخوّة الإنسانيّة