هل من آفاق مستقبليّة إيجابيّة أم مجرّد تمنّيات للأفضل؟
تقرير: من 16 إلى 31 كانون الثاني/ يناير
يرتبط مؤشّر كورونا بالوضع الاجتماعيّ والاقتصادي العام منذ كانون الثاني/يناير 2020 والذي شهد تدهورًا دراماتيكيًا وتحولات جذريّة، إلّا أنّ توزيع اللقاح في العالم يلقى الأصداء الإيجابية التي تنعكس تدريجًا على الاقتصاد، وخلال كانون الثاني/ يناير الفائت، بدأت التوّقعات الإيجابيّة تتحقّق حول العالم ومعظم دول الشرق الأوسط.
1- الوضع الاجتماعي والاقتصادي
مصر
على صعيد الاقتصاد الكليّ، تتوقع مصر ارتفاعًا بنسبة 5.4٪ للناتج المحلّي الإجمالي خلال سنة 2021. دَعمَ هذا التوقّع تقرير "الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه لسنة 2021" الصادر عن الأمم المتحّدة، أمّا صندوق النقد الدوليّ فقد توقّع نصف هذا المعدل. قد يكون سبب نجاح مصر في رفع نسبة الناتج المحلّي ارتفاع النفقات الماليّة المدعومة من التمويل بالعملة الأجنبيّة التي تؤمنها المؤسّسات متعدّدة الأطراف وتسهيل السياسة النقديّة خلال سنة 2020. إضافة إلى ذلك، إن سبب التوقّعات الإيجابيّة هو بروز مصر كمركز للقوى العالميّة التي تسعى إلى تصدير لقاح فيروس كورونا الى البلدان النامية، فمع اللقاحات التي ستستلمها وقدرات إنتاج الدولة، لا بدّ أن تكون لمصر آفاق إيجابية خلال هذه السنة.
الأردن
على مثال مصر، توقّعت المؤسّسات الدوليّة نموًا في الإقتصاد الأردني. ويتوقّع البنك الدوليّ أن ينمو الأردن بنسبة 1.8٪ سنة 2021 وأن يرتفع إلى 2.0٪ خلال سنة 2022. أمّا وزير الماليّة الأردني فتوقّع نموًّا بنسبة 2.5٪ خلال 2021، لكن ذلك يتوقّف على قدرة البلاد على مكافحة كورونا. ولا يزال الوباء يغزو المملكة ويشلّ الحياة اليوميّة، لكن البلاد بدأت حملة التطعيم وهي مصمّمة على تقليل آثار الوباء.
العراق
بعد المحاولات التي بذلت لتأمين الاستقرار الاقتصادي في البلاد كتخفيض قيمة الدينار، لا تزال التوقّعات الاقتصاديّة للعراق سلبيّة. فقد توقّع الاقتصاديّون انهيارًا اقتصاديًّا يضاف الى الفساد وتدهور الأوضاع الأمنيّة، فوجد العراقيون أنفسهم يحاربون الوباء أيضًا. هذا ما دفع العراق الى اقتراض 6 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي لدعم اقتصاده المريض. وعلى الرغم من أنّ الدولة لا تزال تعاني من تداعيات وباء كورونا، إلا أنّ مشكلتها الرئيسة هي جائحة الفساد المتفشّي في حكومتها. لذلك، أضافت الإدارة العراقيّة إصلاحات ماليّة رئيسة في ميزانيتها لسنة 2021 في محاولة للتخفيف من آثار الوباء وانخفاض أسعار النفط على السكان. على الرغم من إشادة صندوق النقد الدوليّ بهذه الخطوة، إلا أنّها لا تتناول إصلاحات العراق الرئيسة والملحّة.
لبنان
لا يخفى على أحد أنّ الإقتصاد اللبناني في حال يرثى لها، والدولة تتجّه إلى سيناريو "الدولة الفاشلة"، وأهمّ الأسباب التي أدّت الى هذه النتائج هي شحّ الدولار في الأسواق وسقوط الليرة اللبنانية أمامه بالإضافة إلى الجمود السياسي والفساد المستشرّي في كل القطاعات.
من ناحية أخرى لم تشكّل حكومة بعد والدولة تعاني من تفشّي كبير لوباء كورونا حيث سجّل لبنان أعلى الأرقام بين دول الشرق الأوسط. واليوم يتابع اللبنانيّون الأنباء المتعلقة بطلب السلطات القضائية السويسريّة من القضاء اللبناني التعاون معها في إطار التحقيق الذي بدأته حول غسيل الأموال في مصرف لبنان. ويتركّز التحقيق على 400 مليون دولار من التحويلات التي يُزعم أنّها مرتبطة بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي شغل منصبه لمدة 27 عامًا ويشمل التحقيق شقيقه رجاء ومستشارته ماريان الحويك. إنّ تدخّل الدول الأجنبيّة في الأزمة اللبنانيّة قد منح الأمل لملايين من اللبنانيّين الذين ما زالوا يأملون بتحقيق التغيير في البلاد.
وفي السياق، وقّع البنك الدوليّ أواخر الشهر الفائت اتفاقيّة مع لبنان تمنحه قرضًا بقيمة 246 مليون دولار أميركي كجزء من المشروع الطارئ لدعم شبكة الأمان الإجتماعيّ للاستجابة لجائحة كورونا والأزمة الاقتصاديّة. وبحسب البيان الصحفي، سيتلقى لبنان مساعدة نقديّة لمدة عام واحد من خلال المشروع لدعم 147,000 أسرة لبنانيّة تعاني من الفقر الشديد. ويفسّر هذا التطور بأن الإدارة الأميركية الجديدة تحرص على مساعدة لبنان إنّما بنهج جديد، وعلى ذلك يمكن القول إنّ الأمور قد تتغيّر في هذه الدولة الشرق أوسطية.
فلسطين
على الرغم من وعود السلطات الإسرائيليّة بإرسال اللقاحات للسلطات الفلسطينيّة، لم يصلّ شيء حتى الآن. حتى أنّ طلب منظمة الصحّة العالميّة بإعطاء لقاحات للطاقم الطبي الفلسطيني قد رُفض. وجاء ذلك مع تحذير مسؤولي الصحّة الفلسطينيّين من انتشار سلالة جديدة من الوباء في البلاد.
وأشارت وزيرة الصحة الفلسطينيّة مي الكيلة إلى أنّ "السلالة الجديدة من وباء كورونا تنتشر بشكل أسرع بين السكان، كما أنّها قد تصيب جميع الفئات العُمريّة."
مع الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيليّة والوباء المُعدي، أصبح الفلسطينيّون مرة أخرى يواجهون ظروفًا اجتماعيّة واقتصاديّة يرثى لها. نأمل مع التغيير الرئاسي في الولايات المتحدة أن توضع سياسات جديدة من شأنها أن تخدم الفلسطينيّين.
سوريا
لا تزال الدولة التي مزّقتها الحرب والتي فرضت عقوبات متعدّدة على اقتصادها تعاني، وهي تعاني حاليًّا من نقص الخبز والوقود، وهذه مشكلة كبيرة في فصل الشتاء. ولتخفيف هذه المشكلة، رفعت الحكومة السوريّة سعر البنزين للمرة الثانية في أقلّ من ستة أشهر. على الرغم من أن هذه المرّة لم ترتفع الأسعار كثيرًا كما في السابق، إلا أنّ تدهور الظروف المعيشيّة التي ساءت بسبب الارتفاع السريع للأسعار قد أدى إلى تأجيج التوترات في البلاد.
من جهّة ثانية، ما زال فيروس كورونا يفتك بشكل هائل في سوريا حيث خرج الوضع عن السيطرة، وذلك فيما البلاد تواجه نقصًا كبيرًا في أسرّة المستشفيات ومعدّات الإختبار والمياه والأوكسيجين. في هذا الإطار، ذكرت منظّمة "أنقذوا الأطفال" Save the Childrenأنّ عدد المصابين في شمال غرب سوريا قد ارتفع بـ4 أضعاف بين 1 تشرين الثاني/ نوفمبر و31 كانون الأوّل/ ديسمبر 2020. ومع ذلك لم يتمّ تأمين سوى 4 أجهزة للتنفّس الإصطناعي و64 سريرًا لقسم العناية المركّزة في المنطقة.
قبرص
على الرغم من أنّ الدولة تسجّل حالات كورونا أقلّ، إلا أنّها فرضت الإغلاق التام عندما انعكست تداعيات الجائحة على اقتصادها. فقبرص دولة تعتمد على قطاع السياحة وفصل الصيف، ولم تستطع أن تحقّق إيرادات تعادل ما جَنَته عام 2020. وبدأت الدولة تطعيم مواطنيها على أمل إعادة احياء إقتصادها. علمًا أنّ الحكومة القبرصيّة قد أعلنت عن خطط دعم إضافيّة للشركات وأصحاب الأعمال الحرّة المتأثّرة بإجراءات كورونا الأخيرة، بما في ذلك المساعدات والرواتب البديلة وتعليق سداد القروض وبدلات الإيجار والإعفاءات الضريبيّة.
2- حال اللاجئين
مصر
نشرت المفوضيّة السامية للأمم المتحدّة لشؤون اللاجئين بيانًا كشفت فيه أنّه قد تمّ تسجيل 130,187 لاجئ سوري في مصر من أصل 500,000.[1]
الأردن
صرّحت المفوضيّة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنّ اللاجئين المسجّلين في الأردن حتّى شهر كانون الثاني/ يناير يبلغ عددهم 662,790.
تتوزّع أعداد اللاجئين السوريين المسجّلين لدى المفوضيّة السامية للأمم المتحّدة لشؤون اللاجئين حتّى شهر كانون الثاني/ يناير كما يلي:
-195,107 في محافظة عمان (29.5%)
-164,531 في محافظة مفرق (24.9%)
-136,190 في محافظة إربد (20.6%)
-96,768 في محافظة الزرقاء (14.6%)
-18,303 في محافظة البلقاء (2.8%)
-13,026 في محافظة مأدبا (2%)
-9,365 في محافظة جرش (1.4%)
-8,489 في محافظة الكرك (1.3%)
-8,396 في محافظة معان (1.3%)
-6,530 في محافظة عجلون (1.0%)
-3,702 في محافظة العقبة (0.6%)
-1,682 في محافظة الطفيلة (0.3%)
*خلال شهر كانون الثاني/ يناير، بدأت الأردن بتلقيح اللاجئين، لتكون الدولة الأولى لاتخاذ هذه الخطوة.[2]
*بدأت الجمعيّة العلميّة الملكيّة وبرنامج الأمم المتحّدة للمستوطنات البشريّة بمشروع بحثي بعنوان: "دورة مياه الصرف الصحّي: البقاء والمخاطر والمراقبة في الأردن."[3]
العراق
صرّحت المفوضيّة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن 241,682 لاجئ سوري مسجّل في العراق.
تتوزّع أعداد اللاجئين السوريين المسجّلين لدى المفوضيّة السامية للأمم المتحّدة لشؤون اللاجئين حتّى شهر كانون الثاني/ يناير كما يلي:
-122,666 في أربيل (50.8%)
-84,188 في دهوك (34.8%)
-31,212 في السليمانية (13.0%)
-1,192 في الأنبار (0.5%)
-2,323 في مناطق أخرى (0.8%)[4]
*صرّحت الحكومة العراقيّة أنّ 100 من السكان الذين هربوا الى تركيا خوفًا من داعش عادوا الى مناطقهم بعد زوال خطر المنظمّة الإرهابيّة.[5]
*صدر عن المجتمع الكردي الذي يعيش في المنطقة الكرديّة المستقّلة في العراق أنّ عمليات الانتحار تتزايد لا سيما في المخيّمات التي يكثر فيها الأكراد اليزيدّيون.[6]
لبنان
مع بداية السنة، كان عدد اللاجئين المسجّلين في لبنان 865,531 لاجئًا.
يتوزّع عدد اللاجئين في لبنان كما يلي:
-336,266 في البقاع (38.9%)
-233,042 في شمال لبنان (26.9%)
-202,025 في بيروت (23.3%)
-94,198 في جنوب لبنان (10.9%)[7]
*خلال حملة لإغاثة عرسال والشمال للتخفيف عن اللاجئين السوريين في لبنان، أطلقت قطر الخيريّة مشروعًا لتهتمّ فيه بالعمليات الجراحيّة التي يحتاجها الأطفال السوريون في لبنان.[8]
*تكلمت منظّمة هيومن رايتس ووتش عن حال اللاجئين الحرجة في بلدة عرسال اللبنانيّة، بالقرب من الحدود السوريّة وقد تمّ تهديم بيوتهم.[9]
سوريا
وفقًا للمديرية العامة الأوروبيّة للحماية المدنيّة والمساعدات الإنسانيّة التابعة للمفوضيّة الأوروبيّة، فقد تضرّر أكثر من 24,354 نازحًا داخليًا في 99 موقعًا بسبب فيضانات 24 كانون الثاني/ يناير. أدى ذلك الى مقتل شخص واحد وإصابة ثلاثة أشخاص مع تدمير أو تلف حوالي 4,575 خيمة.[10]
أطلقت منظّمة الإغاثة الإسلاميّة والهلال الأحمر القطري حملة استجابة طارئة نتيجة الفيضانات الأخيرة في مخيّمات النازحين في شمال سوريا.[11]
نفّذ كل من صندوق قطر للتنميّة وقطر الخيريّة مبادرات صحيّة عدّة في شمال سوريا للتخفيف من معاناة النازحين من خلال توفير الرعاية الصحيّة اللازمة لهم.[12]
أعلن صندوق الإئتمان لإعادة إعمار سوريا عن تسليم شحنات جديدة لاثنين من مشاريعه الزراعيّة في شمال حلب في 24 كانون الثاني/ يناير.[13]
قبرص
دعت المفوضيّة السامية للأمم المتحّدة لشؤون اللاجئين إلى إزالة الإزدحام في مركز استقبال المهاجرين في بورنارا بعد شجار 600 شخص في المركز.[14]
أصدرت وزارة الداخلية سرًّا مرسومًا يمنع المزيد من اللاجئين السوريين من الاستقرار في قرية كلوراكاس الساحليّة في فابوس حيث تسبّبت الأعداد الكثيرة بتحوّل كبير في التركيبة الديموغرافيّة للمنطقة وإنشاء "غيتوات"، بحسب تعليق المسؤول المحلّي.[15]
دائرة التواصل والعلاقات العامة
[1] OCHA, January 16, 2021, https://reliefweb.int/sites/reliefweb.int/files/resources/nov_upload.pdf
[2] UNHCR, Jan 14, 2021, https://www.unhcr.org/news/press/2021/1/5ffffe614/refugees-receive-covid-19-vaccinations-jordan.html
[3] OCHA, Jan 22, 2021, https://reliefweb.int/report/jordan/un-habitat-and-royal-scientific-society-rss-implement-covid-19-response-project-jordan
[4] https://data2.unhcr.org/en/situations/syria/location/5
[5] Middle East Monitor, Jan. 4, 2021, https://www.middleeastmonitor.com/20210104-iraq-refugees-in-turkey-return-home-after-daesh-cleared-from-areas/
[6] Info Migrants, Jan. 9, 2021, https://www.infomigrants.net/en/post/29739/kurdish-community-in-iraq-says-suicides-on-the-rise
[7] https://data2.unhcr.org/en/situations/syria/location/71
[8] OCHA, Jan 14, 2021, https://reliefweb.int/report/lebanon/qatar-charity-provides-medical-surgeries-winter-aid-syrian-refugees-lebanon
[9] Human Rights Watch, Jan 19, 2021, https://www.hrw.org/news/2021/01/19/lebanon-dire-conditions-syrian-refugees-border-town#
[10] OCHA, Jan 26, 2021, https://reliefweb.int/report/syrian-arab-republic/syria-floods-update-care-islamic-relief-noaa-cpc-echo-daily-flash-26
[11] OCHA, Jan 26, 2021https://reliefweb.int/report/syrian-arab-republic/qrcs-launches-relief-campaign-flooding-victims-syria-enar
[12] OCHA, Jan 26, 2021, https://reliefweb.int/report/syrian-arab-republic/qffd-qatar-charity-launch-new-medical-projects-northern-syriaJ
[13] OCHA, Jan 26, 2021, https://reliefweb.int/report/syrian-arab-republic/srtf-delivers-irrigation-systems-two-its-agriculture-projects-aleppo
[14] Cyprus Mail, Jan 13, 2021, https://cyprus-mail.com/2021/01/13/eu-asylum-support-office-sending-more-personnel-to-cyprus/
[15] Cyprus Mail, January 15, 2021, https://cyprus-mail.com/2021/01/15/decree-bans-new-syrian-refugees-from-settling-in-chlorakas/