انفجار بيروت، بيان مشترك لمجلس كنائس الشرق الأوسط، مجلس الكنائس العالمي وآكت أليانس
يتقدّم كلّ من مجلس الكنائس العالمي ومنظّمة آكت أليانس ومجلس كنائس الشرق الأوسط بأحرّ التعازي لكلّ اللّبنانيين الذين فقدوا أحبّاءهم في الانفجار الكارثي الذي ضرب بيروت في الصّميم في 4 آب/أغسطس 2020. نحن نعلن تضامننا مع الثكلى والجرحى والمشرّدين والمعذّبين.
فنيابةً عن المجتمع المسكونيّ الدوليّ، تطلق منظّمة آكت أليانس نداءً كجزءٍ من الاستجابة الإنسانيّة الدوليّة لهذه الكارثة، ونضمّ صوتنا من أجل دعوة المجتمع الدوليّ لإنشاء آليّة إنسانيّة شاملة للتنسيق والتعاون مع المجتمع المدنيّ اللبنانيّ.
إنّنا نشيد بالإجراءات السريعة والفعّالة التي يتخّذها المجتمع المدنيّ اللبناني للاستجابة لهذه الكارثة ولتخفيف معاناة المتضرّرين. تُعدّ استجابة المجتمع المدنيّ لهذه الكارثة علامة أملٍ حقيقيّة، حيث تعزّز قدرة الناس على التغلّب على هذه الأزمة وتسمح باستعادة الأمل في المجتمع بمستقبل الأمّة.
تشدّد منظّمة آكت أليانس التي هي جزءٌ من مجلس الكنائس العالمي ومجلس كنائس الشرق الأوسط على أهميّة العناصر التاليّة باعتبارها ضروريّة لتحقيق التعافي المستدام:
1. يجب أن تكون هناك مساءلة حقيقيًة عن هذه الكارثة من خلال إجراء تحقيق مستقلّ. ندعو المجتمع الدوليّ، عبر الأمم المتحدة، إلى ضمان إجراء التحقيق في أسباب هذه الكارثة وإثباتها من خلال عمليّة مستقلّة ذات مصداقيّة، لمحاسبة المسؤولين ومنع الإفلات من العقاب.
2. على الرّغم من أنّ المساعدة الإنسانيّة الفوريّة ضروريّة وأساسيّة، إنّ تعزيز المرونة على المدى الطويل هو أمر حيويّ لضمان التعافي المستدام للبنان في وجه الصدمات المتعدّدة – فإنّ الجمع بين العناصر الإنسانيّة والإنمائية والسلام والأمن البشريّ يشكّل نهجًا منهجيًّا شاملًا. أدّى الانفجار ونتائجه إلى تفاقم الأزمة الاقتصاديّة والاجتماعيّة العميقة التي كان يرزح تحتها لبنان أصلًا، حيث يعيش 50٪ من اللبنانيين تحت خطّ الفقر ويعاني 400,000 شخصٍ من النزوح. من المطلوب تأمين التزام شامل ومفصّل ومستدام لضمان تأثيرٍ إيجابيٍّ دائم.
3. يدعو كلّ من مجلس الكنائس العالمي، ومنظّمة آكت أليانس ومجلس كنائس الشرق الأوسط أعضائهم وشركائهم كافّة إلى حشد مواردهم - البشرّية والماليّة والتواصليّة/الفنية والروحيّة - لدعم الشعب اللبناني في التّغلب على هذه الأزمة العميقة.
4. يدعم كلّ من مجلس الكنائس العالمي ومنظّمة آكت أليانس دور مجلس كنائس الشرق الأوسط واستجابته لهذه الكارثة، والنداء الذي أطلقته آكت أليانس من أجل لبنان، وجميع المبادرات التي تتّخذها المنظّمات الدينيّة والكنائس للاستجابة ليس فقط لاحتياجات الشعب اللبنانيّ الإنسانيّة بل لحاجاته الروحيّة أيضًا من خلال معالجة الصّدمات وتقديم المشورة.
يمرّ لبنان الذي لطالما كان ملاذًا للتنوّع الدينيّ والاجتماعيّ في الشرق الأوسط، بفترةٍ وجوديّةٍ حرجةٍ وتاريخية. لذا، نحن جميعنا معنيّون ومدعوّون إلى المساهمة بضمان بقائه. فعلى الرّغم من كلّ المآسي والتحديّات التي واجهها في الماضي وما زال يواجهها، يبقى لبنان علامةً ورمزًا للعيش معًا في إطارٍ من التّنوع الغنيّ ويستحقّ شعبه دعمنا ليصمد ويصبر ويستعيد أمله بالمستقبل.