تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا: الأحد السادس للزمن العادي، السنة ب
تجدون في التالي تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، للأحد السادس للزمن العادي، السنة ب، الأحد 11 شباط/ فبراير 2024.
مرقس 1، 40 – 45
سمعنا الأحد الماضي، عن شفاء حماة سمعان والّتي بدأت مباشرة بخدمة ضيوفها، لتكمل عمل الشفاء والخلاص الّذي بدأه يسوع فيها (مرقس 1، 31): إنّ الثمرة ناضجة، فاللّقاء مع الربّ لا يعيدنا إلى الحياة السابقة، بل يقودنا إلى بداية جديدة، إلى التوبة (راجع مرقس 15)، لننال الحياة الجديدة والخلاص.
يمكننا المقارنة مع إنجيل اليوم (مرقس 1، 40 – 45): يشفي يسوع رجلًا مصابًا بالبرص، ثمّ يطلب منه بداية جديدة، مع ضرورة الإلتزام بما هو معروف سابقًا: اذهَبْ إِلى الكاهن فَأَرِهِ نَفسَك، ثُمَّ قَرِّبْ عن بُرئِكَ ما أَمَرَ بِه موسى، شَهادةً لَدَيهم.
قد يبدو وضعًا مختلفًا تمامًا عمّا حدث لحماة بطرس.
في الواقع، ليست هذه هي المعضلة. فالرجل المصاب بالبرص كان مستبعدًا من العبادة، ومن العلاقات، ومن حياة الشعب. وبحسب الشريعة كان عليه أن يلتزم فقط ببقوانين استبعاده عن الجماعة.
لذلك أرسله يسوع ليدخل من جديد إلى حياة الشعب التي تمر عبر الشريعة. لأن الإنسان الحر، الإنسان المخلّص، هو الإنسان الذي يحفظ الشريعة، وهو المسؤول مثل إخوته ومعهم عن خير الجميع. إن الشريعة بالنسبة للشعب هي طريق الحياة، وهي قبول العهد كأساس لوجودها.
والأبرص الذي شُفي مدعو لتحمل مسؤولية استجابته للعهد مع الله.
هدف الشفاء بالنسبة لهذا الرجل هو العودة إلى حياة ناضجة ومسؤولة.
لقد قلنا أن البرص استبعادهم وعزلهم بشكل أساسي: لذلك أرادوا أن يعيشوا ملء حياة الإيمان، لكنهم لم يستطيعوا ذلك.
في نهاية المطاف، هذا بالضبط ما قاله الأبرص ليسوع: "إِن شِئتَ فأَنتَ قادِرٌ على أَن تُبرِئَني" (مر 1، 40)، معترفًا بالحرية التي لا يملكها. إنه يرغب في ذلك، لكنه لا يستطيع.
ما يثير الدهشة أن شفاء يسوع له لم يتوقف عند هذا الحد، فهو لا يعيد له فقط الإمكانية التي حُرم منها، والحرية التي فقدها، بل بالعمل بحسب الشريعة، يعيده إلى قمة الحياة المُخلَّصة.
وهو عبور الواجب، والمسؤولية، والطاعة، باعتبارها أسمى أشكال الحب.
وليس ذلك فحسب، إذًا: "إِن شِئتَ فأَنتَ قادِرٌ على أَن تُبرِئَني". ولكن أيضًا: "إذا كنت تريد، إذا كنت تستطيع الآن، فيجب عليك".
إذا استطاعت حماة بطرس أن تخدم ضيوفها؛ بمجرد شفائها، فيجب عليها ذلك.
هذا أولاً وقبل كل شيء ليسوع، أول من أطاع مشيئة الآب، ويريد أن يخلص كل إنسان.
هذا هو الحال بالنسبة لكل شخص شُفي، لكل شخص مُخلَّص، لأن الخلاص أولاً وقبل كل شيء مسؤولية صعبة، تلزم حياتك بجعل كل احتمال واجبًا…
هذا التأمّل نُشر على موقع بطريركيّة القدس للّاتين، لقراءة المزيد إضغط هنا.