سلسلة "صلوات قصيرة من القدّاس" (١٢).. "صلاحًا للأغنياء" في اجتماع الأربعاء لقداسة البابا تواضروس الثاني
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة، عظته الأسبوعيّة في اجتماع الأربعاء، مساء الأربعاء ٤ تشرين الأوّل/ أكتوبر ٢٠٢٣، من كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بمنطقة زهراء المعادي، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
وسلّم قداسة البابا تواضروس الثاني شهادات التخرج لدفعتين من خريجي مركز دراسة الكتاب المقدس بالمعادي، وقدم كورال الكنيسة مجموعة من الترانيم الكنسية، وأشاد بهم قداسة البابا مشجعًا إياهم.
كما أعرب قداسته عن سعادته بوجوده في كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بزهراء المعادي، وقدم التحية لنيافة الأنبا دانيال مطران المعادي وسكرتير المجمع المقدس، وللآباء الحاضرين والشمامسة والشعب.
واستكمل قداسة البابا سلسلة "صلوات قصيرة قوية من القداس"، وتناول جزءًا من الأصحاح الرابع عشر من إنجيل معلمنا متى والأعداد (١٤ – ٢١)، وأشار إلى طِلبة قصيرة من الطِلبات التي ترفعها الكنيسة في القداس الغريغوري، وهي : "صلاحًا للأغنياء"، وفي البدء أوضح أن المقصود بالغنى هو "البركة"، وأن أنواع الغنى متعددة، كمثال:
- الغنى بطاقة حب، "إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَقَدْ صِرْتُ نُحَاسًا يَطِنُّ أَوْ صَنْجًا يَرِنُّ." (١كو ١٣: ١).
- الغنى بالعطاء، "وَأَمَّا هذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا، كُلَّ مَعِيشَتِهَا" (مر ١٢: ٤٤).
- الغنى بالإيمان، "أَمَا اخْتَارَ اللهُ فُقَرَاءَ هذَا الْعَالَمِ أَغْنِيَاءَ فِي الإِيمَانِ، وَوَرَثَةَ الْمَلَكُوتِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟" (يع ٢: ٥).
- الغنى بالوصية وكلام الله.
- الغنى بالستر.
وأشار قداسة البابا إلى أنه يوجد في التاريخ المسيحي أغنياء بالمال قديسين كثيرين، مثال: سليمان الحكيم ويوسف الرامي والقديس الأنبا أنطونيوس والقديسة الملكة هيلانة والقديس المعلم إبراهيم الجوهري.
كما أوضح قداسته أن "الصلاح" صفة من صفات الله، والمقصود بكلمة "صلاحًا" هو "التدبير الحسن"، وتناول معنى "صلاحًا" من خلال حروفها، كالتالي:
ص: الصدق، أن يكون الإنسان صادقًا ولا يكسب ماله بطرق ملتوية لأنه يسلك باستقامة، "اَلسَّالِكُ بِالْكَمَالِ يَخْلُصُ، وَالْمُلْتَوِي فِي طَرِيقَيْنِ يَسْقُطُ فِي إِحْدَاهُمَا" (أم ٢٨: ١٨)
ل: اللين، أن يكون الإنسان رحيمًا وقلبه ممتلئ حنانًا، "لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ" (١تي ٦: ١٠).
أ: الاكتفاء، أن لا يكون الإنسان جشعًا أو أنانيًا، "فَفِي يَوْمٍ مُعَيَّنٍ لَبِسَ هِيرُودُسُ الْحُلَّةَ الْمُلُوكِيَّةَ، وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ الْمُلْكِ وَجَعَلَ يُخَاطِبُهُمْ. فَصَرَخَ الشَّعْبُ: «هذَا صَوْتُ إِلهٍ لاَ صَوْتُ إِنْسَانٍ!» فَفِي الْحَالِ ضَرَبَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ لأَنَّهُ لَمْ يُعْطِ الْمَجْدَ للهِ، فَصَارَ يَأْكُلُهُ الدُّودُ وَمَاتَ." (أع ١٢: ٢١ - ٢٣).
ح: الحكمة، أن يكون الإنسان لديه حكمة التصرف، كما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: "ليس هناك أي خطيئة أن تكون غنيًا لكن أن تكون غنيًا بدون عقلًا".
وقدّم قداسة البابا مقارنة بين "الغني الغبي" والطفل صاحب الخمس خبزات وسمكتين، من خلال:
١- الغني الغبي لديه أموالًا كثيرة، أما الطفل لديه طعامًا قليلًا.
٢- الغني فكّر في نفسه فقط، أما الطفل قدم ما لديه للآخرين.
٣- النتيجة أن الغني أخذ لعنة، أما الطفل أخذ بركة…
هذا الخبر نُشر على صفحة الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.