بطريركيّة الرّوم الأرثوذكس الأورشليميّة تحتفل بعيد رؤساء الملائكة
هذا الخبر متوفّر أيضًا باللّغة الإنكليزيّة.
إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الأحد الموافق 21 تشرين الثّاني/ نوفمبر 2021 (يعادله 8 تشرين الثّاني/ نوفمبر حسب التقويم الشرقي) بعيد جامع لرؤساء الملائكة ميخائيل وجبرائيل وسائر القوّات السّماويّة العديم الأجساد.
نقصد بكلمة جامع "باليونانية سيناكسيس" أي بإجتماع المؤمنين بشكل عام لتكريم قديس معين أو الإحتفال بعيد ما، وفي هذا اليوم تجتمع الكنيسة بمؤمنيها لتكريم رؤساء الملائكة وجميع الطغمات الملائكية العديمة الأجساد، فإكرامًا لهؤلاء الخدام الالهيين حماتنا وحراسنا رأت الكنيسة الارثوذكسيه واجبًا ان تقيم تذكارًا إحتفاليًّا في هذا اليوم نجتمع فيه للاحتفال والترتيل لهم قاطبة. هذه الطغمات الملائكية صرخت بصوت واحد "لنقف حسناً لنقف بخوف" حيث ألقى رئيس الملائكة ميخائيل من السماء إبليس المتغطرس مع باقي الأرواح الساقطة الأخرى.
تم الإحتفال بهذا العيد في:
1. دير رئيس الملائكة ميخائيل في مدينة يافا, حيث ترأس صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة القداس الإلهي بمشاركة أصحاب السيادة المطارنة كيريوس كيرياكوس متروبوليت الناصرة, كيريوس دماسكينوس رئيس أساقفة يافا الوكيل البطريركي, كيريوس أريسترخوس السكرتير العام للبطريركية رئيس أساقفة قسطنطيني, كيريوس يواكيم متروبوليت إيلينوبوليس, آباء من أخوية القبر المقدس, كهنة الرعية الأورثوذكسية في يافا والمنطقة .وحضر الخدمة الإحتفالية سفير اليونان في تل أبيب السيد كيرياكوس لوكاكيس وعدد من الرهبان والراهبات والعديد أبناء الرعية في مدينة ياف وزوار من روسيا ورومانيا.
كلمة غبطة بطريرك المدينة المقدّسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث لمناسبة عيد رئيسيّ طغمات الملائكة العظيمين ميخائيل وجبرائيل وسائر القوات السّماويّة في مدينة يافا.
تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي
يقول صاحب المزمور: “الرَّبُّ فِي السَّمَاوَاتِ هَيأَ كُرْسِيَّهُ، وَمَمْلَكَتُهُ عَلَى الْكُلِّ تَسُودُ. بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جميعَ مَلاَئِكَتَهُ الْمُقْتَدِرِينَ بقُوَّةٍ، الْفَاعِلِينَ أَمْرَهُ عِنْدَ سَمَاعِ صَوْتِ كَلاَمِهِ. بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ قواتهِ، وخُدَّامَهِ الْعَامِلِينَ إرادَتُهُ. بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ أَعْمَالِهِ، فِي كُلِّ مَوَضع سيادتهِ. بَارِكِي يَا نَفْسِيَ الرَّبَّ. (مز 102 “19-21)
أيّها الإخوة المحبوبون في المسيح
أيّها المسيحيون الأتقياء
إن نعمة الروح القدس قد جمعتنا في هذه الكنيسة، كنيسة الدير المقدس لرؤساء الملائكة ميخائيل وجبرائيل لكي نُعَيّد بشكرٍ ونكرم تذكارهم المقدس في عيدهم الجامع.
إنّ الملائكة كما يقول الكتاب المقدس يشكلون القوات السماوية وهم خدام الله العاملين إرادته. لقد صنع الله في ملائكته ” الخفة، والسرعة مثل الرياح” والخدام الذين يخدمونه مشرقين ونشيطين مثل لهيب النار كما يعلم الرسول بولس وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: «الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ». (عب 1: 7) والملائكة بحسب قوتها وقدرتها هم أعظم من البشر الضعفاء حَيْثُ مَلاَئِكَةٌ وَهُمْ أَعْظَمُ قُوَّةً وَقُدْرَةً (من البشر). (2 بط 2: 11).
ويُعلِّمُ القديس يوحنا الدمشقي قائلاً” الله نفسه صانع الملائكة وبارئهم ومخرجهم من العدم إلى الوجود، وقد خلقهم على صورته الخاصة، طبيعة لا جسمية، على مثال ريح ما ونار لامادية، كما قال داود الإلهي.
إنّ الملاك جوهر عقلاني، دائم الحركة، مطلق الحرية، لا جسم له يخدم الله ويتمتع في طبيعته بنعمة الخلود وعدم الموت. أما نوع جوهره وتحديده فلا يعرفهما إلا الخالق وحده. ويقال فيه بأنه لا جسمي ولا مادي، ذلك بالنسبة إلينا، لأن كل شيء بالمقابلة مع الله (الذي هو وحده ليس من يضاهيه) يبدو كثيفاً ومادياً. وبالحقيقة إن اللاهوت وحده منزه عن المادة والجسم.
إنّ القوات السماوية أي الملائكة يتألفون من تسع طغمات وينقسمون إلى ثلاث ثلاثيات من الرتب كما جاء في أقوال القديس اللاهوتي ديونيسيوس الاريوباجي
والّذي يستشهد بأقوالهِ القديس يوحنا الدمشقي قائلاً:” إن علم اللاهوت أو بالأحرى الكتاب المقدس يذكر تسعة جواهر سماوية ويحصرها ديونيسيوس الإلهي هذا في ثلاث ثلاثيات من الرتب، ويقول:
إنّ الثّلاثيّ الأوّل: موجود دوماً حول الله مستسلماً للاتحاد به تعالى عن قرب وبدون وسيط وهم جماعة السيرافيم ذوات الستة الأجنحة والشيروبيم الكثيري الأعين والعروش الفائقي القداسة.
والثّلاثيّ الثّاني: هم جماعة الأرباب والقوات والسلطات، والثلاثي الثالث هم الرئاسات ورؤساء الملائكة والملائكة.
والثّلاثيّ الثّالث: هم الرئاسات ورؤساء الملائكة والملائكة.
ومن الجدير بالذكر ما ذكرهُ القديس يوحنا الدمشقي متأثّرًا بالقديس غريغوريوس اللاهوتي:” إن الملائكة وجدوا قبل الخليقة كلها، لقد فكر الله الخالق أولاً بالقوات الملائكية والسماوية وكان تفكيره عملاً.
واليوم في هذا العيد الجامع لسائر قوات العديمي الأجساد ولا سيّما رؤساء الملائكة وميخائيل رئيس الملائكة والذي له مكانة مميزة وبارزة وهذا لأنه رئيس الملائكة في العهد القديم كما وفي العهد الجديد أيضاً له إحساناته على وإنعاماته الكثيرة على جنس البشر وواقفاً بجانبهم كما يذكر هذا كاتب السنكسار.
إن رئيس الملائكة ميخائيل أيها الإخوة الأحبة هو ذلك الّذي عندما رأى ارتداد الملائكة الذين أصبحوا شياطين ساقطين، جمع جوق الملائكة قائلاً لهم فلنصغِ ولنسبح كلنا رب الجميع قائلين: فلنصغِ أي لننتبه نحن الملائكة لكوننا مخلوقات ولنتيقظ لما جرى مع الذين كانوا معنا قبلاً كائنات نورانية والآن أصبحوا ظلمةً …
هذا الخبر نُشر على الموقع الرسمي لبطريركيّة الرّوم الأرثوذكس الأورشليميّة، لقراءة المزيد إضغط هنا.