قداسة البابا فرنسيس: لنسمح لحريّة يسوع أن تولِّد فينا شجاعة الحقيقة

قداسة البابا فرنسيس يحتفل بالقدّاس الإلهيّ لمناسبة عيد يسوع المسيح الملك واليوم العالميّ السّادس الثّلاثين للشّباب الّذي يُحتفل به على صعيد أبرشيّ

"تحلّوا بشغف الحقيقة لكي تتمكّنوا من أن تقولوا بأحلامكم: إنَّ حياتي ليست عَبْدَة لمنطق هذا العالم، لأنّني أَمْلِكُ مع يسوع من أجل العدالة، والمحبّة، والسّلام!" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًّا القدّاس الإلهيّ لمناسبة عيد يسوع المسيح الملك واليوم العالميّ السّادس الثّلاثين للشّباب الّذي يُحتفل به على صعيد أبرشيّ.

ترأّس قداسة البابا فرنسيس صباح يوم الأحد القدّاس الإلهيّ في بازيليك القديس بطرس لمناسبة عيد يسوع المسيح الملك واليوم العالمي السادس الثلاثين للشباب الذي يُحتفل به على صعيد أبرشي تحت عنوان "انهَضْ! سأَجعَل مِنكَ شاهِدًا لِهذهِ الرُّؤْيا" وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة قال فيها تساعدنا الصّورتان اللتان سمعناهما، والمأخوذتان من كلمة الله، لكي نقترب من يسوع ملك الكون. الصّورة الأولى، المأخوذة من سِفرِ رّؤيا القدّيس يوحنّا، والتي استبقها النبي دانيال في القراءة الأولى، تصفها الكلمات التّالية: "آتٍ في الغَمام". وتشير إلى مجيء يسوع المجيد ربًّا، وإلى نهاية التّاريخ. أما الصّورة الثّانية فهي الصورة التي يقدّمها الإنجيل: صورة المسيح الذي يقف أمام بيلاطس ويقول له: "إِنِّي مَلِك". سيساعدنا أيّها الشّباب الأعزّاء، أن نتوقّف ونتأمّل في صور يسوع هذه، فيما نبدأ مسيرتنا نحو اليوم العالمي للشباب لعام ٢٠٢٣ في لشبونة.

تابع البابا فرنسيس يقول لنتوقّف إذًا عند الصّورة الأولى: يسوع يأتي في الغَمام. إنّها صورة تتكلّم عن مجيء المسيح الثّاني في المجد، في نهاية الأزمنة، وهي تجعلنا نفهم أنّ الكلمة الأخيرة حول حياتنا ستكون ليسوع. ويقول الكتاب المقدّس أيضًا: إنّه هو "الرَّاكِبِ على الغَمام" الذي يظهر قدرته في السّماوات: أي أنّ الرّبّ يسوع الذي يأتي من العُلى ولا يغيب أبدًا، هو الذي يقاوم كلّ ما يزول، وهو ثقتنا الأبديّة التي لا تتزعزع. إنَّ نبوءة الرّجاء هذه تنير ليالينا. وتقول لنا إنّ الله آتٍ، وهو حاضر، ويعمل، ويوجّه التّاريخ نحوه، نحو الخير. هو يأتي "في الغّمام" ليطمئننا، وكأنّه يقول: "لن أترككم وحدكم عندما تغمر الغيوم الدّاكنة حياتكم. أنا معكم على الدوام. آتي لكي أُنيركم وأعيد إليكم ​الصّفاء". لكنَّ النبي دانيال قد حدّد في كلامه أنّه رأى الرّبّ آتيًا في الغَمام، فيما كان ينظُرُ في رُؤياه لَيلاً. في الرّؤى الليليّة: إنَّ الله يأتي في الليل، في الغمام المظلم غالبًا، والذي يدْلَهِمُّ ويشتدُّ ظلامه في حياتنا. نحن بحاجة لأن نتعرّف عليه، ولأن ننظر أبعد من الليل، ونرفع نظرنا لكي نرى الله وسط الظّلام.

أضاف الحبر الأعظم يقول أيّها الشّباب الأعزّاء، علينا أن ننظر في الرّؤى الليليّة! أي: أن نتحلّى بعيون منيرة حتّى وسط الظّلام، وألا نتوقّف عن البحث عن النّور في وسط الظّلمة التي نحملها في قلوبنا ونراها من حولنا. وأن نرفع نظرنا عن الأرض، نحو العُلى، لكي نتغلّب على تجربة أن نبقى مُضجعين على أرضيّات مخاوفنا، وننغلق في أفكارنا ونبكي على أنفسنا. ارفع نظرك، وانهض! إنّها الدّعوة التي يوجّهها الرّبّ يسوع إلينا، والتي أرَدْتُ أن أردّد صداها في الرّسالة المكرّسة إليكم، أيّها الشّباب، لكي ترافق مسيرة هذه السنة. إنّها المهمّة الأصعب والأروع التي أوكلت إليكم: أن تبقوا واقفين فيما يبدو أنّ كلّ شيء حولكم ينهار، وأن تكونوا رُقباء يعرفون كيف يرون النّور في الرّؤى الليليّة، وأن تكونوا بَنَّائين وسط الأنقاض، وأن تكونوا قادرين على أن تحلُموا. لأنّ هذا ما يفعله الشخص الذي يحلم: لا يسمح لليل بأن يمتصّه، بل يضيءُ شعلةً، نورَ رجاء يُبشر بالغَد.

تابع الأب الأقدس يقول أودّ أن أقول لكم هذا: نحن، جميعًا، شاكرون لكم عندما تحلمون: وعندما تجعلون يسوع حلم حياتكم وتعانقوه بفرح وحماسة مُعدية تفيدنا جميعًا! شكرًا لكم عندما تكونون قادرين على المُضيِّ قدمًا بالأحلام بشجاعة، وعندما لا تتوقّفون عن الإيمان بالنّور، حتّى في ليالي الحياة، وعندما تلتزمون بشغف لكي تجعلوا عالمنا أجمل وأكثر إنسانيّة. شكرًا لكم عندما تزرعون حلم الأخوّة، وعندما تهتمّون بجراح الخليقة، وتناضلون من أجل كرامة الأشدَّ ضعفًا، وتنشرون روح التّضامن والمشاركة. ولكن شكرًا لكم بشكل خاص، لأنّكم في عالم، يقوم على أرباح الحاضر ويتوق لخنق المثل العليا، لم تفقدوا القدرة على الحلم! هذا الأمر يساعدنا، نحن البالغين، ويساعد الكنيسة. نعم، نحن بحاجة أيضًا ككنيسة لأن نحلم، ونحن بحاجة لحماس الشّباب واندفاعهم، لكي نكون شهودًا لإله شاب على الدوام! وأودّ أن أقول لكم شيئًا آخر: تنسجم العديد من أحلامكم مع أحلام الإنجيل. الأخوّة، والتّضامن، والعدالة، والسّلام: إنّها أحلام يسوع عينها للبشريّة. لا تخافوا من أن تنفتحوا على اللقاء معه: هو يحبّ أحلامكم ويساعدكم على تحقيقها. لقد كان الكاردينال مارتيني يقول إنّ الكنيسة والمجتمع بحاجة إلى "حالمين يبقوننا منفتحين على مفاجآت الرّوح القدس". أتمنّى لكم أن تكونوا من بين هؤلاء الحالمين! …

هذا الخبر نُشر على موقع فاتيكان نيوز، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

معرضٌ للميلاد في بيت إبراهيم: حرفٌ يدويّة نسائيّة

Next
Next

بطريركيّة الرّوم الأرثوذكس الأورشليميّة تحتفل بعيد رؤساء الملائكة