تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا: الأحد السادس للزمن الفصحي

تجدون في التّالي تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، في الأحد السادس للزمن الفصحي ب، الأحد 5 أيّار/ مايو 2024.

يوحنّا 15: 9-17

في الفصل الخامس عشر من إنجيل يوحنّا الذي تأملنا فيه يوم الأحد الماضي، يتحدث يسوع عن العلاقة التي تربطه بتلاميذه واتحادهم معه كاتحاد الغصن بالكرمة. ولا تتمثل هذه العلاقة في حياتين منفصلتين بل في حياة موحدة ومثمرة (يوحنّا 15: 1-8).

يدعونا مقطع اليوم (يوحنّا 15: 9- 17) إلى طرح سؤال أساسي: ما هو هذا الثمر الذي يتحدث عنه يسوع. على الغصن أن ينتج ثمرًا ولكن ما هي تلك الثمار الصالحة التي سينتجها، خاصة وأن الكرّام ماهر، والكرمة جيدة وغصنها ثابت فيها.

ما هي هذه الثمرة التي يتحدث عنها مقطع اليوم الذي يتبع ما بدأناه يوم الأحد الماضي.

يؤكد يسوع في إنجيل يوحنّا أنه يعلم أن الآب يحبه. ويكرر ذلك في مقطع اليوم أيضا، لكنه يضيف شيئًا مهمًا، وهو أنه كما أحبه الآب، فكذلك أحب تلاميذه (يوحنّا 15: 9).

لا يقول يسوع أنه فقط يحب الآب كما هو أحبه، بل يضيف أنه يحب الاخرين كما أحبه الآب. 

يعلمنا يسوع أن الحب لا يكمن في تبادل مغلق ومحصور بين شخصين فقط. مثل هذا النطاق المحدود لا يجسد الحب الحقيقي.

إذا أحببت شخصا وبادلك الحب وانتهى الأمر كله عند هذا الحد، فمن المؤكد أنها تجربة جميلة ومرضية، ولكن العلاقة ستظل ضعيفة للغاية، وذلك لأنك لا تأخذ بقدر ما تعطي. 

الحب الحقيقي ينطوي على المخاطرة والتضحية والرغبة في تجاوز مجرد المعاملة بالمثل.

محبة يسوع ليست متبادلة بين شخصين فقط، بل هي نعمة في متناول كل من يسعى إليها.

هذا هو الحب الناضج الذي يكمن في بذل الذات والذي يفيض على الآخرين…

هذا التأمّل نُشر على موقع بطريركيّة القدس للّاتين، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

قداسة البابا تواضروس الثاني يرأس طقس إيداع الخميرة المقدّسة للميرون الجديد في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون

Next
Next

غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو في قداس الاحد: وحدة المسيحيين هي كمال حبّهم للمسيح وعربون وضعهم الاسكتولوجي