تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا:  الأحد الحادي والعشرون من الزمن العادي ب

تجدون في التّالي تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، في الأحد الحادي والعشرون من الزمن العادي ب، الأحد 25 آب/ أغسطس 2024.

يوحنا 6: 60-69

في ختام خطاب يسوع في انجيل يوحنا الفصل السادس، كما في حوارات ورموز أخرى مختلفة رواها يوحنا، يتشكل مجموعتين من الحاضرين: فهناك من يتقبلون الكلمة ويفهمون معنى الرمز، وهناك من يرفضونها ولا يؤمنون بها.

إن الرمز موجه للجميع. ولكن هناك من يسمحون لنعمة الله وعطيته التي تظهر من خلال أعمال يسوع أن تلمسهم فتتغير حياتهم. وهناك من يواجهون صعوبة أكبر في فتح قلوبهم، فلكل شخص توقيته وطريقته الخاصة. ولكن هناك شيء واحد مؤكد: الآب لا يتوقف أبدًا عن جذبنا إليه، كما ذكر يسوع مرات عديدة في هذا الخطاب. إنه يفعل ذلك واثقًا من أنه في نهاية المطاف، سوف تنفتح قلوب الجميع.

ما الذي يمكن أن يخترق قلب الإنسان القاسي؟

يتيح لنا مقطع اليوم فرصة للتأمل.

فقط كلمة عميقة وعسيرة مثل تلك الموصوفة في يوحنا 6: 60 يمكن أن تؤثر على قلب قاسٍ. لا يقدم يسوع رؤية سطحية أو مقيدة، ولا خطة ضعيفة ومخيبة للآمال. بل يقدّم لنا طريقًا جادًا وهادفًا، جديرًا بالخلاص الذي منحنا إياه، مما يمكّننا من أن نعتنق ملء عطية الله بالكامل.

يجب أن يكون الطريق إلى هذه العطايا جادًا وشاقًا، وأن ينخرط بعمق في مجمل التجربة الإنسانية. لا يتعلق الأمر بمجرد تغيير سطحي بل بمسيرة نحو الوحدة والأخوة والمشاركة الحقيقية. إن الكلمة العسيرة هي التي تنقلنا من "أنا" الفردية إلى "نحن" الجماعية.

وحدها الكلمة ”العسيرة“ يمكن أن تلمس قلب الإنسان حقًا وتلهم مسيرة نحو الحقيقة والحرية.

أمام هذه التحديات هناك ردتا فعل محتملتان: أولاً، هناك حيرة أولئك الذين يجدون أن هذه الكلمة صعبة ولا يمكن اتباعها (يوحنا 6: 60). وينبع رد فعل هؤلاء من انعدام إيمانهم وثقتهم، حيث يعتقدون أن مثل هذا التحول في القلب يعتمد فقط على الجهد الشخصي. ثم تتحول هذه الحيرة إلى تذمر (يوحنا 6: 61)، على غرار ما حدث أثناء الخروج ردًا على الوعد الكبير بالحرية والحياة.

أما ردة الفعل الثانية فتنعكس في كلمات بطرس.

عندما يدرك يسوع تذمر التلاميذ (يوحنا 6: 61)، لا يخفف من حدة رسالته بل بالأحرى يشدّدها ويجعل كلامه أكثر "عُسرًا" (يوحنا 6: 62) وذلك بالحديث عن عودته إلى الآب وقيامته.

عند هذه اللحظة، يطرح يسوع سؤالاً حاسمًا: "أَفلا تُريدونَ أَن تَذهبَوا أَنتُم أَيضاً؟" (يوحنا 6: 67)…

هذا التأمّل نُشر على موقع البطريركيّة اللّاتينيّة في القدس، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

عظة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في الأحد الخامس عشر من زمن العنصرة

Next
Next

فيديو – سيادة المونسنيور رافائيل طرابلسي يتحدّث عن اليوبيل الـ150 للكنيسة الكلدانيّة