عظة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في عيد القدّيس شربل - بقاعكفرا، لبنان

تجدون في التّالي عظة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، في عيد القدّيس شربل، يوم السبت 20 تمّوز/ يوليو 2024، في قرية القدّيس شربل، بقاعكفرا - لبنان.

"حينئذٍ، يتلألأ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" (متى 13: 43) .

1. هذه الكلمة الالهية، في انجيل اليوم، تنطبق تمامًا على القدّيس شربل، ابن بقاعكفرا العزيزة. فانه يتلألأ كالشمس في ملكوت الآب، بشكل منظور وعجيب في القارات الخمس، ما يجعلنا نتساءل: ماذا تراه فعل القدّيس شربل لله ومعه حتّى استحق هذا الحضور الفاعل في قلوب جميع الشعوب وضمائرهم؛ فلا نستطيع الاجابة إلاّ بكلمة واحدة:"عجيب الله في قديّسيه".

فيطيب لي أن أقدّم أطيب التهاني والتمنيات لكم يا أهالي بقاعكفرا الأعزّاء، ويا جميع الحاضرين من محبّي القدّيس شربل، المتمثّلين فضائله، والملتمسين شفاعته من أجل حماية لبنان أرضًا مقدّسة، وأرض القدّيسين.

2. إنّه "الزرع الجيّد" الذي زرعه ابن الانسان يسوع المسيح في ارض بقاعكفرا اولًا، ثم في حقل الرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة، واليوم في حقل العالم. اننا نلتمس الليلة شفاعته، راجين التمثّل في فضائله، والتماس تشفّعه من اجل لبنان وطنه في هذا الظرف الدقيق والخطير للغاية، وكلنا رجاء وثقة بانه لن يترك وطنه وشعبه، ولكن علينا نحن ان نعيش زمن صلاة وتوبة ومصالحة، لكي نستحق تدخّله.

3. أجل زرعه الله في ارض بقاعكفرا زرعًا جيدًا فنشأ صالحًا تقيًا في بيته وفي بيئته، محبًّا للإماتات والتقشّف. كان يرعى بقرته وينفرد للصلاة والتأمل في مغارة معروفة اليوم بمغارة القدّيس شربل حيث دير الراهبات اللبنانيات المارونيات. وكان ابناء بقاعكفرا يلقّبونه "بالقدّيس".

وزرعه الله زرعًا جيدًا في ارض الرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة، الغنية بتراث النسّاك، فدخلها سنة 1851 وهو في الثالثة والعشرين من عمره، سائرًا على خطى خاليه المتنسّكين في الوادي المقدس الابوين دانيال واغوسطين. دخلها اولاً في دير سيّدة ميفوق ثم انتقل الى دير مار مارون عنّايا، حيث دخل الابتداء مبدّلاً اسمه من يوسف الى شربل، وهو قديس شهيد من اجل ايمانه سنة 107، وقد اراد ان يتمثّل به شهيدًا من نوع آخر. فعندما ابرز نذوره الرهبانية، الطاعة والعفّة والفقر، قرر ان يكون هبة كاملة لله وللرهبانية والكنيسة.

4. وتهيّأ للكهنوت في دير القدّيسين مار قبريانوس ويوستينا في كفيفان، على يد قديس هو الأب نعمة الله الحرديني. فتعلم منه الفلسفة واللاهوت معاشين بمثل حياته، بحكمتين:"الشاطر هو يلي بخلّص نفسه" و"ان تكون كاهنًا مثل المسيح فامامك طريق واحد هو طريق الجلجلة".

سيم كاهنًا في 23 تموز 1859 في كنيسة الكرسي البطريركي بكركي، وعاد للتوّ الى دير مار مارون عنّايا، جاعلاً من قدّاسه اليومي محور كل نهاره، ناميًا في الفضائل الانجيلية: بطاعة اسطورية، وفقر كامل، وعفّة ملائكية، رجل صمت وصلاة وعمل.

ومن بعد ان اكمل تماهيه مع يسوع المسيح المخلص والفادي، ففيما كان يقيم قداسة الاخير، وبلغ الى مكان رفعة جسد الربّ ودمه، وتلا الصلاة:" يا ابا الحق، هوذا ابنك ذبيحة ترضيك"، سقط ارضًا مصابًا بفالج ادخله في غيبوبة دامت تساعية الميلاد، وفي ليلة ميلاد ربنا على ارضنا، كان ميلاد شربل في السماء في 24 كانون الاول 1898، فظلّ اهل المنطقة يشاهدون نورًا يلمع من قبره طيلة اسبوع.

5. ماذا يقول لنا القدّيس شربل اليوم؟…

إضغط هنا للإطّلاع على الصور.

هذه العظة نُشرت على صفحة البطريركيّة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا:  الأحد السادس عشر من الزمن العادي ب

Next
Next

غبطة البطريرك يوحنّا العاشر من دير مار الياس البطريركي - شويا، لبنان