رسالة عيد القيامة 2024 من غبطة البابا ثيوذوروس الثاني

تجدون في التالي رسالة عيد القيامة 2024 من غبطة البابا ثيوذوروس الثاني، بابا بوطريرك الإسكندريّة وسائر أفريقيا للرّوم الأرثوذكس.


رقم القيد53 / 2024

غبطة البابا ثيوذوروس الثانـــــي

رحمة من الله بابا وبطريرك الاسكندرية وسائر افريقيا

الي رعايا العرش الرسولي البطريركي

برحمة من الله وسلام من ربنا

يسوع المسيح القائم من بين الأموات

أبنائي بالرب الأحباء والمباركين،

ان الآم ربنا ومخلصنا يسوع المسيح وقيامته المجيدة والتي تكرمها كنيستنا المقدسة ونحتفل بها مرة أخرى هذا العام هي السبيل الوحيد للفداء الحقيقي للإنسان وخلاصه. ان تضحية كلمة الرب الطوعية نأخذ معناها وعمقها بقيامته من بين الأموات، فالموت يُهزم والنفس البشرية تنتقل ولها الامكانية والقدرة على دخول ملكوت السماوات الذي يشكل هدف وجود الحياة البشرية على الأرض.

هذه الأيام المباركة والمقدسة من أسبوع الآلام تقودنا الى السمو والارتقاء العقلي والروحي والى ولادة داخلية جديدة، ان مسيرة الآلام لربنا يسوع المسيح تظهر لنا انه بالوداعة والتواضع والصبر والغفران والمحبة يصل الانسان الى مقربة من الله ومعرفته.

بعد هذه التضحية الطوعية تجسد الرب يسوع المسيح القائم من بين الأموات وظهر لتلاميذه الخائفين والمروعين ليدل بذلك على العطية العظيمة التي أعطاها الله للإنسان الا وهى نعمة السلام - عندما حياهم وقال لهم: "السلام لكم" .

نحن جميعنا نعلم فضل السلام على الأشخاص والاسرة والمجتمع والأمم والإنسانية بأجمعها ولسنا بحاجة ان يُشرح لنا من آخرين. فمن منا يريد نفس مرهقة ومضطربة له ولأسرته!! – ان هؤلاء الذين لا يشعرون بلذة سعادة السلام الداخلي في قلوبهم وفى اسرهم يدركون قيمة هذه العطية الكبرى.

البشر بمفردهم لا يستطيعون ان يمنحوا أنفسهم السلام، لذلك فان احدى أهداف وجود ربنا يسوع المسيح في العالم هو ان يحقق السلام في العالم مع الايمان والمحبة والأخلاق التي يعلمه المؤمنون يقيناً بانها هي نتيجة تضحيته من اجلنا.

ان من يسعى وراء السلام الدنيوي فهو سلام غير مستقر ومنافق ملئ بالتفاهات والمصالح العابرة والعديد من الشرور الأخرى، لذلك نرى العديد من الحروب والصراعات والنزاعات مع أعداء خارجيين ونرى كذلك في كل يوم جرائم قتل وسرقة وخيانة وتوترات واعمال شغب وجحود – اما السلام الداخلي الحقيقي فينعكس على الحياة اليومية للإنسان وفى الحياة الزوجية للبشر كذلك.

وهنا يطرح السؤال – ما هو سلام المسيح الذي يقدمه لنا بقيامته؟

انه مصالحة الانسان تجاه الرب ومصالحة الانسان تجاه اخوه الانسان من خلال وساطة الرب ونعمته، لأنه هو المسيح صانع السلام الحقيقي الذي منه وبه يقودنا الى حياة التوبة والمحبة والعدالة.

سلام يسوع المسيح يسكن في القلب والعقل ويكون مصحوب بالعدل والمحبة ويخلق بين المؤمنين التضامن والخدمة والمساعدة المتبادلة فيما بينهم جميعاً، وفى اهداف حياتهم ويتبعها طول الأنا والوداعة. ان سلام يسوع في نفوسنا هو أجمل رفيق لحياتنا ليلاً ونهاراً.

ان قيامة الرب تدعونا الى الكنيسة رافعين اعيننا مساء يوم الخميس العظيم الى صليب المسيح. فالنفس تشعر بسلام الرب المتألم والتي تبحث عن ميناء الخلاص. الرب القائم من بين الأموات يبين لنا الطريق اليه بتحية الفرحة (السلام لكم).

ابنائي الأحباء والمباركين اليونانيين والعرب والافارقة في جميع انحاء قارة افريقيا على حد سواء:

في هذه الأيام المقدسة حيث العالم يعانى بأوكرانيا وفلسطين والشرق الأوسط وفى افريقيا وغيرها ادعوكم بدعوة ابوية ان نوحد صلواتنا الحارة من اجل ان يعم السلام في العالم وان يسود على أساس المحبة التي لا تتزعزع والتي تعتمد وتستند على الايمان بقيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح من بين الأموات وليس على تهديد الأسلحة التي تقتل الانسان.

هذه هي عطية الرب للإنسان من اجل الحياة الأبدية – "سلامى الذى لي اعطيكم إياه" (يوحنا 14-27).

المسيح قــــــــــام ،،، حقاً قــــــــــام

كل عـــــام وانتم بخير

† ثيوذوروس الثانـــــى

بابا وبطريرك الاسكندرية وسائر بلاد افريقيا

فى مدينة الاسكندرية العظمى

عيد الفصح 2024

هذه الرسالة نُشرت على صفحة سيادة مطران طنطا (إرموبوليس) وتوابعها المتروبوليت نقولا أنطونيو على موقع فيسبوك.

Previous
Previous

رئيس الأساقفة الدكتور سامي فوزي يشارك في مؤتمر التطوّرات العلميّة الحديثة تحت عنوان العلم والإيمان

Next
Next

غبطة البطريرك يوحنّا العاشر في قدّاس اثنين الباعوث