تأمّلات غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا للأحد الثالث والعشرون من الزمن العادي، السنة أ

تجدون في التالي عظة غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، للأحد الثالث والعشرون من الزمن العادي، السنة أ، يوم الأحد 10 أيلول/ سبتمبر ٢٠٢٣.

متّى ١٨: ١٥- ٢٠ 

حتّى في مقطع اليوم (متّى 18: 15-20) فإنّ خبرة الإصغاء هي خبرة مركزيّة.  

حتّى الآن، في القراءات المعروضة علينا في ليتورجيا الآحاد، كان الإصغاء لكلمة اللّه أمرًا أساسيًّا، وهي كلمة، كما رأينا، كلمة حياة، تعزّي وتشجّع، ولكنّها أيضًا تقوّم، وتظهر الحقيقة، وتعرف كيف تغيّر النظرة والقلب لذاك الّذي يصغي جيّدًا.   

إنّ مصطلح الإصغاء يتكرّر اليوم ثلاث مرّات (متّى 18، 16.15.17)، ولم يعد يشير إلى الإصغاء إلى كلمة اللّه، بل إلى كلمة الأخ ضمن جماعة تلاميذ يسوع.  

السياق العام هو سياق الهشاشة والخطيئة.  

يبدو للإنجيلي متّى أنّ الجماعة المسيحيّة، مثل أي مجتمع آخر، اختبرت تجربة الخطيئة، والعلاقات الهشّة والمجروحة، ومشاكل العلاقات، وصعوبة اللّقاء وفهم بعضنا البعض: وهذا جزء من التعايش الطبيعي بين الناس.  

فسفر أعمال الرسل، على سبيل المثال، يؤكّد أنّ الكنيسة الأولى عاشت في كثير من الأحيان لحظات من التوتّر لم تكن خالية من تجارب القلب البشري الّتي تقود إلى التعب في العلاقات: الغيرة، الظلم، اللّامبالاة، الغطرسة…  

فما هو الفرق إذًا في طريقة عيش هذا الواقع في الجماعة المسيحية؟ الفرق كله يكمن في الكلمة، أي في الشجاعة والحرية في التحدث مع بعضنا البعض.  

بين أعضاء الجماعة المسيحية، لا ينبغي للضعف أن يوتر العلاقات ويقطع دائرة الكلمة، بل يجب أن يصبح فرصة مميزة للتحدث مع بعضنا البعض. عندما يرتكب شخص ما جريمة، تصبح الكلمة، التحدث مع بعضنا البعض، ضرورية حتى لا يُترك أحد وحيداً في خطيئته: أولئك الذين أخطأوا لديهم "الحق" في سماع كلمة تساعدهم على تسليط الضوء والعودة الكاملة إلى قلب الجماعة.  

من يستمع، حتى لو ارتكب أي خطأ، لا يُستبعد من الجماعة، بل "يسترد" إلى الرب وإلى جسده أي الكنيسة "إذا خطئ أخوك، فاذهب إليه وانفرد به ووبخه. فإذا سمع لك، فقد ربحت أخاك" (مت 18: 15).  

إن جماعة التلاميذ ليست مثاليًا، ولكنها جماعة تستمع لبعضها البعض.  

هي مسؤولية وسلطة مشتركة بين جميع أعضاء الجماعة: يقول يسوع أنه عندما يخطئ شخص ما، فإن الخطوة الأولى ليست بتولي السلطة المسؤولية للتدخل والتصحيح، كما يحدث في أماكن أخرى. في الأخوّة المسيحية، كل واحد مسؤول عن أخيه (متى 18، 15)، ولا يمكن لأحد أن يشعر بعدم المسؤولية عن واجب البحث عن أخيه الضال: لأن هذا البحث هو وسيلة لمحبته.  

يدعونا يسوع تدريجياً إلى توسيع دائرة الأشخاص المدعوين للتدخل في التصحيح (متى 18، 16-17) إن هناك هدفًا واحدًا للتقويم الأخوي: ليس إذلال الأخ، ناهيك عن إرضائه بعدالة مزعومة، بل لشفاء الأخ وإنقاذ العلاقة. لأنه في الجماعة المسيحية، الآخر هو جزء مني، ونحن من نفس الجسد (الكنيسة).  

ألم الآخر ومرضه يؤثر بالجميع.  

تخبرنا الآيات الختامية شيئين أساسيين عن علاقتنا باللّه.  

الأولى: هو أنّ اللّه يستمع لصلاة التائبين (متّى 18: 19).  

ومن الواضح أنّ اللّه يسمع لكل صلواتنا. ولكن حيث يعيش الإخوة تجربة الغفران والمصالحة، فإن صلواتهم تُستجاب بطريقة أو بأخرى...

هذه التأمّلات نُشرت على موقع البطريركيّة اللّاتينيّة في القدس، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

قداسة البابا تواضروس الثاني يلقي عظته الأسبوعيّة في اجتماع الأربعاء الأسبوعي

Next
Next

رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفيّة الدكتور سامي فوزي يفتتح قسم اللغات بالمدرسة الأسقفية بمنوف، مصر