قداسة البابا تواضروس الثاني يلقي عظته الأسبوعيّة في اجتماع الأربعاء الأسبوعي
"طهارة للّذين في البتوليّة"
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة، عظته الأسبوعيّة في اجتماع الأربعاء مساء يوم الأربعاء 6 أيلول/ سبتمبر 2023، من كنيسة القدّيس الأنبا أبرآم بزين العابدين في الإسكندريّة، مصر، وبُثّت العظة عبر القنوات الفضائيّة المسيحيّة وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
واستكمل قداسته سلسلة "صلوات قصيرة قويّة من القدّاس"، وتناول جزءًا من الإصحاح الأوّل في الرسالة الأولى لمعلّمنا بطرس الرسول والأعداد (١٥ – ١٩)، وأشار إلى طِلبة قصيرة من الطِلبات الّتي ترفعها الكنيسة بعد صلوات التقديس في القدّاس الغريغوري، وهي: "طهارةً للّذين في البتوليّة"، وأوضح أنّها تختصّ بقطاع الشّباب والشّابات الّذي يستعدّ للزواج، وأنّ كلمة "الطهارة" تشمل الحياة كلّها، وفي فترة الشّباب يعطي اللّه الإنسان طاقة وعاطفة لينفتح على الجنس الآخر، وتكون طاقة العاطفة هي أغلى شيء يقدّمه الإنسان للطرف الآخر، لذلك الشّاب والشّابة الّذي يحتفظ بنعمة اللّه (العاطفة) في قلبه دون تبديد يكون زواجه صحيحًا ويستمرّ لسنوات طويلة، كما أوضح أنّ كلمة "بتوليّة" تشمل بالإضافة إلى الجسد: الفكر والنفس والضمير والقلب، وحثَّ الشّباب أن يعطي قوّته الّشبابيّة للّه لأنّ اللّه سيرُدّها له في الكِبر، فإذا ابتعد الشّباب عن اللّه سيشعر بالغربة واليأس وتؤول حياته للفشل، كما يجب أن ينتبه الشّباب ألا يسقط في الصّفات الرديئة السّائدة في العالم الآن، مثل: السّرعة والعنف والإباحيّة والقلق والفساد، لأنّها جميعها تهدف إلى "التعامي عن الموت"، وأن ينسى الإنسان أنّه في يوم ما سيغادر الحياة، وبالتالي يشعر بالندم.
ووضع قداسة البابا تواضروس الثاني أسباب صعوبة الطهارة وعلاجها، من خلال:
١- عدم رغبة الإنسان في الحياة النقية، ولكن الكتاب المقدس يقول "اِحْفَظْ نَفْسَكَ طَاهِرًا" (١ تي ٥: ٢٢).
٢- نظرة الإنسان إلى محدودية إمكانياته، ولكن الله قادر أن يعطيه نعمة الطهارة، لذلك على الإنسان أن يطلبها باستمرار في صلاته، “لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا” (يو ١٥: ٥).
٣- الحياة الفارغة التي يعيشها الإنسان، والخالية من رسالة أو مسؤولية، والتي بلا خدمة، “أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ للهِ؟” (يع ٤: ٤)، ولكن يجب أن يهتم الإنسان بالدراسة والمهنة والثقافة وبالخدمة بمختلف أشكالها.
٤- المجتمع المحيط المُعثِر، "«فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ»" (١ كو ١٥: ٣٣)، فالصديق الجيد يرفع الإنسان لأعلى، وكما قال القديس أثناسيوس الرسول “قد يقول أحدكم أين هو زمان الاضطهاد لكي أكون شهيدًا؟ الآن يمكنك أن تكون شهيدًا، إذا أردت: أمت الخطية واحفظ نفسك طاهرًا فتصير شهيدًا باختيارك”.
وأوصى قداسته الشباب والشابات بقراءة الأصحاح الثاني عشر (الأخير) في سفر الجامعة، لأنه يُمثل نداءً للشباب بأن يحفظ حياته طاهرًا في الفكر والقلب والعينين واليدين واللسان والضمير…
هذا الخبر نُشر على موقع الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، لقراءة المزيد إضغط هنا.