أمسية الصلاة لمناسبة اليوم العالمي للشبيبة
قداسة البابا يشجّع المشاركين على عدم الخوف من الفشل ويطلب منهم أن يحملوا الفرح للآخرين
مليون ونصف مليون، هو عدد الشبان الّذين شاركوا مساء يوم السبت 5 آب/ أغسطس 2023، في أمسية الصلاة لمناسبة اليوم العالمي للشبيبة 2023 في حديقة تيجو بليشبونة. وقد طلب منهم قداسة البابا فرنسيس أن يساعدوا من سقطوا على النهوض، وقال لهم: لا تخافوا، فالفشل يكون فشلًا عندما لا يجد الإنسان القوّة على النهوض.
"لا بد من السير قدمًا في الحياة وإذا سقط الإنسان فهو يحتاج إلى المساعدة كي ينهض، وهذا هو تمرين مستمرّ لأنه لا يوجد شيء مجّاني في العالم باستثناء محبّة يسوع". بهذه الكلمات توجّه قداسة البابا فرنسيس إلى حوالي مليون ونصف مليون شاب وشابة غصّت بهم حديقة تيجو في ليشبونة، والّتي باشروا بالتوافد إليها بدءًا من ساعات الصباح الأولى كي يشاركوا في أمسية الصلاة لمناسبة اليوم العالمي للشبيبة، والّتي كانت المحط ما قبل الأخير من أسبوع حافل بالنشاطات على التراب البرتغالي. ومن بينهم من وصلوا إلى الحديقة بعد مسيرة طويلة اجتازوا خلالها ثمانية أو عشرة كيلومترات سيرًا على الأقدام.
خطاب قداسة البابا فرنسيس إلى الشبان أخذ شكل حوار، فطرح فرنسيس على الحاضرين أسئلة اقتضت منهم الأجوبة. وقد شرح الحبر الأعظم المعنى العميق للعمل الذي قامت به مريم، التي نهضت وتوجهت مسرعة عند نسيبتها أليصابات، مع أنها كانت قد تلقت للتو بشارة الملاك. ولفت البابا إلى أن العذراء، وعوضا عن التفكير بنفسها، فكرت بالشخص الآخر، فكرت بنسيبتها لأن الفرح هو إرسالي، ليس خاصاً بنا بل يهدف إلى حمل شيء ما للآخرين.
شاء قداسة البابا فرنسيس أن يتوقف عند هذه الفكرة أكثر من مرة طالباً من الشبان أن يكرروا القول إنهم عازمون على حمل الفرح للآخرين، متذكرين أن الآخرين أيضا جهّزونا كي نناله. إنهم الأشخاص الذين حملوا النور إلى حياتنا: الوالدون، الأجداد، الأصدقاء، الكهنة، الرهبان، معلمو الدين، والمدرسون. وطلب البابا من الحاضرين أن يقفوا دقيقة صمت يتذكرون خلالها هؤلاء الأشخاص. وقال إن هؤلاء هم جذور الفرح، لأن الفرح الواجب نقله لا ينبغي أن يكون عابراً أو موقتاً، بل يجب أن يمد الجذور، وهذا الأمر لا يتحقق داخل جدران المكتبة إذ لا بد من السعي إليه واكتشافه في الحوار مع الآخرين.
بعدها سأل قداسة البابا فرنسيس الشبان والشابات المشاركين في أمسية الصلاة ما إذا كانوا قد شعروا بالتعب في بعض الأحيان، وقال إن الإنسان قد يشعر أحياناً بالرغبة في الاستسلام والتوقف عن السير قدماً، ويسقط أرضا. بيد أن الفشل في الحياة ليس النهاية. من المهم ألا يبقى الإنسان أرضاً، وألا يقفل الباب أمام الأمل في الحياة. وفي هذه الحالة ينبغي أن يُساعد الشخص الذي سقط كي يتمكن من النهوض. وهي جملة كررها البابا أكثر من مرة وطلب من الحاضرين أن يتأملوا فيها وسط التصفيق. وقال إن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن ننظر فيها إلى شخص ما من الأعلى إلى الأسفل، هي عندما نساعده على النهوض.
هذا ثم لفت الحبر الأعظم إلى أنّ هذا الأمر يحتاج إلى التمرين، تماما كلاعب الكرة الذي يتمرن على تسديد الأهداف. وقال إنه لا توجد دورات دراسية تعلمنا السير في الحياة. إننا نتعلم ذلك من والدينا، من أجدادنا وأصدقائنا الذين يمسكون بيدنا. من هنا دعا البابا الحاضرين إلى وضع هدف لمسيرتهم، وإلى التمرين كل يوم من أيام حياتهم، لأنه لا يوجد شيء مجاني، فلكل شيء ثمنه، باستثناء محبة يسوع، التي هي مجانية. من هذا المنطلق شجع البابا فرنسيس الشبان والشابات على السير قدماً والنظر إلى الجذور بلا خوف…
هذا التقرير نُشر على موقع فاتيكان نيوز، لقراءة المزيد إضغط هنا.