غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يحتفل بقدّاس عيد التجلّي في كنيسة سيّدة السلام في جاكسونفيل - فلوريدا، الولايات المتّحدة الأميركيّة

في تمام الساعة الواحدة من ظهر يوم الأحد ٦ آب/ أغسطس ٢٠٢٣، إحتفل غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقدّاس الإلهي لمناسبة عيد تجلّي الربّ يسوع على جبل تابور، وذلك على مذبح كنيسة سيّدة السلام في جاكسونفيل - فلوريدا، الولايات المتّحدة الأميركيّة.

استُقبِل غبطتُه عند المدخل الخارجي بالترحيب البنوي الحارّ من بعض أعضاء مجلس الرعيّة واللّجان العاملة فيها. ثمّ احتفل غبطته بالقدّاس الإلهي، يعاونه المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركيّة، والأب نعمةاللّه عجم كاهن رعيّة سيّدة السلام في جاكسونفيل، والأب فادي مطلوب كاهن رعيّة مار أفرام السرياني في جاكسونفيل، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركيّة، بحضور ومشاركة الخوراسقف روسّو النائب العام لأبرشيّة سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة، والأب رامي معمّر كاهن رعيّة أمّ الزنّار للسريان الأرثوذكس في جاكسونفيل، والأب ريمون مخلوف كاهن الرعيّة المارونيّة في جاكسونفيل. وخدم القدّاس شمامسة رعيّتي مار أفرام وسيّدة السلام، وأعضاء جوق سيّدة السلام. وحضرت القدّاس جموع غفيرة من المؤمنين الّذين تقاطروا للمشاركة في قدّاس هذا العيد المبارك ونيل بركة غبطته مع ختام زيارته الأبويّة والرعويّة إلى أبرشيّة سيّدة النجاة.

وفي موعظته بعد الإنجيل المقدّس، أعرب غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان عن فرحه "بالإحتفال بهذا القدّاس في ختام زيارتنا إلى أبرشية سيّدة النجاة، وبالطبع نحيي هذا القداس بالحضور الروحي لسيادة أخينا الحبر الجليل المطران مار برنابا يوسف حبش راعي هذه الأبرشية المباركة، والذي رافقَنا في زياراتنا إلى عدّة مدن، وفي الاحتفالات في رعايانا المنتشرة في الولايات المتّحدة. ونحن نمتلئ بالفرح لأنّنا معكم ونعاين الوحدة، وحدة القلب ووحدة النفوس ما بين رعيتينا هنا، مار أفرام التي قدّسنا فيها الأحد الماضي، وسيّدة السلام، ولا تنسوا أنّنا نشهد للرب يسوع بمحبّتنا. جميعنا لدينا ظروفنا وصعوباتنا ونقائصنا، لكن لا يقدر أحد منّا أن يقول إنه لا يحبّ، فالمحبّة هي نعمة من الرب، والرب يعطيها ويوزّعها على الجميع".

وأكّد غبطته على أنّنا "فخورون لأنّنا في هذه المدينة جاكسونفيل، حيث كان حضورنا منذ عشرات السنين بدءًا بالمرحوم الخوراسقف أندراوس شاشي، ومَن تلاه مِن الكهنة، نفتخر بأنّ حضورنا هو حضور مسيحي حقيقي، ونشهد للرب في كلّ ظروف حياتنا، عالمين أنّ هذه الظروف ليست سهلة أبداً، بالأخصّ في هذه السنوات الأخيرة التي تمّ فيها تهجيرنا ونزوحنا، لا سيّما نزوح الشباب اليوم من بلادنا الشرقية".

واستذكر غبطته أنّه "قبل تسع سنوات، في هذا اليوم ذاته، مساء عيد التجلّي، في السادس من شهر آب عام ٢٠١٤، تمّ تهجير عشرات الآلاف من أولادنا من قرى وبلدات سهل نينوى، بعدما تمّ تهجير أولادنا من مدينة الموصل. ونعرف جيّداً أنّه قبل عشر سنوات في سوريا جرى التعدّي والغزو على صدد، وقدّمت هذه المدينة السريانية العريقة الشهداء. كما تمّ قبل عشر سنوات أيضاً غزو المتطرّفين الذين يدّعون إيمانهم بالله لقرى الخابور في الجزيرة السورية، واليوم فرغت أكثريتها من المسيحيين. لا نتذكّر هذه كلّها كي نندم ونتشكّى، ولكن كي نتيقّن أنّ الرب يسوع يريدنا أن نتبعه على طريق الآلام، كي نستطيع أن نتمجّد معه".

ونوّه غبطته إلى أنّنا "استمعنا من الإنجيل المقدس إلى حدث التجلّي الرائع، تجلّي الرب يسوع على جبل تابور، فقد أراد يسوع أن يتجلّى أمام البعض من تلاميذه، لأنّه كان متّجهاً نحو الآلام، كي يقوّي فيهم الإيمان بأنّه هو الله المتجسّد. صحيحٌ سيتألم الرب يسوع ويُصلَب، لكنّ هذه الآلام والصلب والموت هي لفدائنا، كي يعلّمنا أنّ علينا جميعاً أن نتطلّع نحو السماء حيث مسكننا الحقيقي".

ولفت غبطته إلى "أنّ الرسل الذين كانوا موجودين مع الرب يسوع في حدث التجلّي الرائع هذا، لم يدركوا ماذا يحصل بينهم أو معهم، وبطرس يسأل الرب يسوع قائلاً: يا ربّ جيّد أن نكون ههنا، فلنصنع ثلاث مظالّ، واحدة لكَ من يا يسوع معلّمنا، وواحدة لموسى، وواحدة لإيليّا. المظلّة أي الخيمة تشير إلى هيكل الله، والخيمة في الكتاب المقدس هي على الدوام دلالة على وجود الله، لأنّهم كانوا يحفظون تابوت العهد والوصايا العشر في الخيمة، وهي تدلّ أيضاً على أنّ بطرس، وبدون وعي، يجمع بين الأرض والسماء".

وأشار غبطته إلى أنّ "السماء، كما قلنا لكم، هي هدف مسيرتنا على الأرض، مهما كنّا ناجحين أو فرحين بشرياً على هذه الأرض، فلنتذكّر أنّ سعادتنا الحقيقية هي عندما نلتقي بالرب يسوع ووالدته الطوباوية مريم العذراء، وبالقديسين والشهداء، والآلاف من أهلنا وذوينا، من آبائنا وأجدادنا الأبرار الذين شهدوا للرب يسوع بإيمان حقيقي وقويم وثابت. وها هو مار بولس رسول الأمم يؤكّد على أنّ قوّتنا هي من الله، فمهما كنّا نظنّ أنّنا أقوياء، علينا أن نتذكّر دائماً أنّ ذلك ليس منّا، لأنّ الله هو الذي يعضدنا ويقوّينا".

وتضرّع غبطته "إلى الرب يسوع، بشفاعة والدته مريم العذراء، سيّدة السلام، أن يحلّ أمنه وسلامه الحقيقيين في بلادنا في الشرق، أكان في سوريا والعراق ولبنان والأراضي المقدسة ومصر والأردن وتركيا وسائر بلدان الشرق الأوسط، حيث لا يزال أهلنا يعانون الكثير. نبتهل إلى الرب يسوع أن يقوّيهم في هذه الفترة العسيرة والصعبة التي يجتازونها، وجميعكم عالمون بالأخبار التي تصلكم من هناك".

وختم غبطته موعظته سائلًا "الرب يسوع أن يجعلهم ويجعلنا جميعًا ثابتين بالإيمان والرجاء مثل آبائنا وأجدادنا الذين علّمونا أنّ سعادتنا الحقيقية هي الرب يسوع، وأنّنا كلّنا إخوة وأخوات متّجهون ومرافقون ليسوع والعذراء إلى السماء، مسكننا الحقيقي".

وكان الأب نعمةالله عجم قد ألقى كلمة بنوية ترحيبية بغبطته، فقال: "نجتمع اليوم لنحتفل مع غبطة أبينا البطريرك بعيد تجلّي الرب يسوع بفرح البنين الذين يستقبلون أباهم وراعيهم، كيف لا وأنتم يا صاحب الغبطة الأب والرأس والراعي لكنيستنا السريانية الأنطاكية الكاثوليكية. لذلك، باسم سيادة راعي أبرشيتنا مار برنابا يوسف حبش، وباسمي الشخصي، وباسم جميع أبناء وبنات كنيسة سيّدة السلام في جاكسونفيل - فلوريدا، نرحّب بكم يا صاحب الغبطة أحرّ الترحيب في هذه الكنيسة المباركة، التي تباركونها اليوم بزيارتكم لها، وكنتم قد كرّستموها ودشّنتموها عام ٢٠١٦، هذه الكنيسة التي نمت وترعرعت بهمّة أبنائها المؤمنين الغيارى".

وتابع: "نحن اليوم سعداء أن تأتي زيارة هذه الكنيسة في ختام زيارة غبطتكم إلى الولايات المتّحدة الأميركية وكندا. فكما رحّبنا بكم يوم استقبالكم الرسمي، يوم السبت الماضي في ٢٩ تمّوز، نرحّب بكم اليوم، وأنتم تختمون زيارتكم الرسمية لكلّ الرعايا والإرساليات، ونحن نعرف جيّداً مدى التعب والجهد الذي بذلتموه في هذه الزيارة التي تُعتبَر من الزيارات الطويلة في عهد بطريركيتكم. فما أكبر المثل الذي تعطونه لنا في الخدمة الكهنوتية التي تتطلّب منّا أن نعطي دون أن نطلب، وأن نخدم دون أن نفكّر بتعبنا الجسدي. فهنيئًا لكلّ الرعايا التي زرتموها، وهنيئاً لنا لأنّ كنيستنا هي محطّتكم الأخيرة في هذه الزيارة"…

هذا الخبر نُشر على صفحة بطريركيّة السريان الكاثوليك الأنطاكيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

قداسة البابا فرنسيس يختتم زيارته الرسوليّة إلى البرتغال بلقاء متطوّعي اليوم العالمي للشباب

Next
Next

قداسة البابا فرنسيس: في عام ٢٠٢٧ سيُقام اليوم العالمي للشباب في سيول