البسطاء يُذكروا دائمًا: عيد القدّيسة مريم ليسوع المصلوب
بقلم: Miral Atik, Nicolawos Hazboun (photos) / lpj.org
بيت لحم – إحتفل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، بالقدّاس الإحتفالي في دير الكرمل، وذلك يوم السبت 26 آب/ أغسطس 2023 احتفالًا بعيد القدّيسة مريم ليسوع المصلوب. وشارك في القدّاس سيادة المطران بولس ماركوتسو وسيادة المطران ايلاريو، رئيس أساقفة تونس، ولفيف من الكهنة.
في عظته، عبّر غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا عن أهميّة الجمع بين عيش الإيمان المسيحي وحياتنا العمليّة واليوميّة، كي نستطيع تخطّي الصعاب الّتي تواجهنا في عصرنا هذا كما أنّ القدّيسة مريم بواردي تخطّت الكثير من الصعاب من خلال وضع يسوع المصلوب كمحور ومركز حياتها، علاقتها مع يسوع المسيح وحبّها له رغم كلّ الآلام والإضطهاد الّتي واجهتهها القدّيسة مريم تعلّمنا أنّ الإنجيل هو نموذج حياة. وشدّد أن البسطاء هم الّذين ذكراهم تبقى خالدة في قلوبنا. وطلب شفاعتها لمؤمني الأرض المقدّسة لكي نضع يسوع في محور حياتنا.
"ساعدتني القديسة مريم بواردي على رؤية روعة ومعنى كلمة الكرمل، والّتي تعني حديقة اللّه" قالت أودري كويلار، البالغة من العمر أربعة وعشرين عامًا وهي في مرحلة تمييز دعوتها لعيش حياة كرمليّة.
كما وحضر الإحتفال بنات القدّيسة مريم ليسوع المصلوب. شكّلت هذه المجموعة بعد أن تمّ إعلانها قدّيسة، ويركّز أعضاؤها على عيش التعاليم الروحيّة للقدّيسة وخدمة راهبات الكرمل وعبّرت السيّدة أنجيلا أبو الزلوف، عضو في المجموعة: "اجتمع العديد من المؤمنين من طقوس مختلفة اليوم للإحتفال بهذه القدّيسة الصغيرة الّتي علّمتنا أن نعيش حياة متواضعة وفي شركة مع روح اللّه القدّوس".
لمحة عن حياة القدّيسة
ولدت القدّيسة الفلسطينيّة مريم بواردي في عيد الغطاس (الدنح)، وذلك في ٥ كانون الثاني/ يناير ١٨٤٦ في قرية إعبلين بالقرب من مدينة الناصرة بعد أن قاما والداها برحلة حجّ إلى بيت لحم، طالبيين من العذراء مريم أن تهبهم طفلة ونذروا أن يُكرّساها لها بعدما خسرت العائلة 11 صبيًا وهم بعد في المهد. وفي عمرها الثالث، توفّي والدها. تبّناها عمّها وعندما قيل لها أنّ العذراء هي أمّ اليتامى، راحت تصلّي لها، وتصوم من عمر الخامسة كلّ يوم سبت للعذراء حتّى الغيا وبدأت تحصل ظواهر فائقة الطبيعة منذ ذلك الحين، في الثالث عشر من العمر هاجرت إلى مصر مع عائلة عمّها، الّذي قرّر تزويجها وعندما أدركت أنّ ذلك يعني أن تُضحّي بطَهارتها الّتي نذرتها للّه منذ سنوات بإلهامٍ إلهيٍّ، رفضت. فغضِب عمّها وانهال عليها بالضرب وراح منذ ذلك الوقت يَفرُض عليها الأعمال الشاقة والقذِرة. وبعد ثلاثة أشهرٍ، قصدت بيت رجلٍ تركيٍّ مزمِعٌ أن يسافر إلى الناصرة، لتبعث معه برسالةٍ إلى أخيها بولس.
بعدما عرف ذاك الرّجل باضطهاد عمّها لها، راح يشجعّها ويرغبّها بترك الدّيانة المسيحيّة، فانتفضت مريم وقالت بكل جرّأةٍ: "أنا إبنة الكنيسة الواحدة الجامعة المقدّسة، وأرجو أن أظلّ وفيّةً لها، بفضل نعمة اللّه، حتّى مماتي."فجُنَّ الرجل، واستلّ خنجره وذَبحها، فوَقعت مَيتةً. فلفّ الجثّة بِغطاءٍ ورماها في حيٍّ مهجورٍ. ثمّ رأت نفسها فجأةً مُستلقيةً في مغارةٍ صغيرةٍ على فراشٍ، جاءت إليها راهبةٌ تلبس ثوبًا أزرقًا ووشاحًا أزرقًا خاطت عُنقها، (وهي العذراء مريم ولم تعرفها)، وترطّب شفتاها بواسطة إسنفجةٍ بيضاء. كانت الراهبة صامتة كلّ الوقت، وبعد شهرٍ أطعمتها حساءً لذيذًا ليس من الأرض، ووعدتها بجُرعةٍ عند وفاتها. وقالت لها: "لن ترى أُسرتكِ بعد الآن، وستذهبين إلى فرنسا، حيث ستُصبحين راهبة. ستكونين ابنةً للقديس يوسف، قبل أن تصيري ابنةً للقديسة تريزيا (الأفيليّة)، سترتدين ثوب الكرمل.. وستموتين في بيت لحم… ستتألمين كثيرًا وتكونين سبًبا للمُعارضة"…
هذا التقرير نُشر على موقع البطريركيّة اللّاتينيّة في القدس، لقراءة المزيد إضغط هنا.