غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يحتفل بالقدّاس الختامي لمؤتمر شبيبة أبرشيّة سيّدة النجاة في كاتدرائيّة مار توما في ديترويت – ميشيغان، الولايات المتّحدة الأميركيّة
في تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم الأحد 9 تمّوز/ يوليو 2023، احتفل غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقدّاس الإلهي لمناسبة اختتام مؤتمر شبيبة أبرشيّة سيّدة النجاة، وذلك على مذبح كاتدرائيّة مار توما في مدينة ديترويت – ميشيغان، الولايات المتّحدة الأميركيّة.
عاون غبطتَه سيادة مار برنابا يوسف حبش مطران أبرشيّة سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة الأميركيّة، وسيادة مار اسحق جول بطرس مدير إكليريكيّة سيّدة النجاة البطريركيّة في دير الشرفة ومنسّق رعويّة الشبيبة، والآباء الخوارنة والكهنة: الخوراسقف توما عزيزو، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب لوك أمين سرّ المطرانية في أبرشية سيّدة النجاة، والأب طلعت يازجي كاهن رعية قلب يسوع الأقدس في لوس أنجلوس، والأب أندراوس حبش كاهن رعية سيّدة النجاة في نيوجرسي، والأب أفرام موشي كاهن رعية مار بهنام وسارة في أريزونا، والأب منتصر حدّاد كاهن رعية مار توما في ديترويت، والأب نعمةالله عجم كاهن رعية سيّدة السلام في جاكسونفيل، والأب فادي مطلوب كاهن رعية مار أفرام في جاكسونفيل، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية. وقام بالخدمة الشمامسة من رعايا عدّة في الأبرشية، وجوق رعية مار توما، بمشاركة مجموعة فرسان كولومبوس في الرعية، ومجموعات الشبيبة المشاركة في المؤتمر، والتي تمثّل كلّ رعايا وإرساليات أبرشية سيّدة النجاة، وجموع غفيرة من المؤمنين.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدّس، أعرب غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان عن عميق فرحه وسروره بأن "نلتقي اليوم في هذه الكاتدرائيّة المباركة كي نحتفل بالذبيحة الإلهية الختامية لمؤتمر شبيبة أبرشية سيّدة النجاة، والذي تمّ ببركة الرب بنجاح في الأيّام الأخيرة. في هذا المؤتمر التقى الشبّان والشابّات قبل كلّ شيء كي يشكروا الرب على النِّعَم التي أعطاهم إيّاها، وكي يعرفوا أن يلتقوا معاً بالمحبّة والاحترام المتبادَل، وكي يتعهّدوا أن يرجعوا إلى رعاياهم هنا في الولايات المتّحدة، وإلى بيوتهم وأعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم، ويبقوا شهوداً حقيقيين للرب يسوع".
ولفت غبطته إلى أنّنا "سمعنا من القراءة الأولى من النبي إرميا الذي هو من القرن السادس قبل المسيح، إذ يذكّر شعب الله المختار أنّنا في أيّام الضيق نلتجئ إلى الله ونطلب منه المعونة. وسمعنا من القراءة الثانية من مار بولس في رسالته إلى كنيسة كورنثوس حيث يذكّرنا أنّنا نحن تلاميذ المسيح لا نهرب من العالم، بل نعيش في العالم، لكن يجب علينا أن نبقى أمناء للرب يسوع، ولا نشترك مع العالم الذي يبتعد عن الرب، فهو قال لتلاميذه: أُرسِلكم إلى العالم ولكنّكم لستم من العالم".
وأكّد غبطته على "أنّكم تعرفون جيّداً المواضيع التي تهدّد إيماننا المسيحي اليوم في هذا البلد وفي بلدان الغرب عامّةً، ولا سيّما في أوروبا، إذ يعتبرون أنّنا كلّنا مؤمنون بالله الواحد، إلى أيّ دينٍ انتمينا، وينسون أنّ إيماننا نابعٌ من الرب يسوع الذي علّمنا المحبّة لله والقريب، والأمانة لوصايا الله، وأنّ العائلة هي رجل وامرأة، أب وأمّ، يتركان أهلهما ويصبحان جسداً واحداً، ولهما مسؤولية أن يؤسّسا عائلة ويربّيا أولادهما كما تربّوا هم، وخاصّةً نحن في الشرق، إذ تربّينا كي نكون العائلة المصلّية التي تضرع إلى الله وتتّكل عليه، حتّى في أيّام الشدّة والضيق، وتعلّمنا أنّ الرجل والمرأة مدعوّان أن يكمّلا بعضهما البعض".
ونوّه غبطته إلى أنّنا "في المقطع الذي سمعناه منذ قليل من الإنجيل المقدس، يذكّر يسوع تلاميذه أنّ: أنا أتيتُ إلى العالم لا لأُخدَم بل لأخدُم. لذلك أذكّركم، أيّها الأحبّاء، أنّنا نحن المدعوين للرعاية الروحية في كنائسنا، علينا أن نَخدُم لا أن نُخدَم. وفي الإنجيل نجد أمّ يعقوب ويوحنّا تتقدّم إلى يسوع وتطلب منه أن يفكّر بولديها، يعقوب ويوحنّا، حين يأتي في ملكوته. وهنا نعرف جيّداً أنّ كلّ أمّ تحبّ أولادها، وتأتي لتطلب أن يترقّى أولادها في الدرجات الكنسية، وكأنّ الكهنوت وظيفة يستحقّ الموظَّف فيها أن يترقَّى في الدرجات بعد فترة معيّنة. ومن طبيعي أن تهتمّ الأمّ بأولادها، ولكنّنا نعرف أنّ يسوع قال جئتُ لأخدُم، بمعنى أنّ دعوة البطريرك والمطران والكاهن هي أن يخدم الكنيسة بروح المسيح".
وختم غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان موعظته متوجّهًا إلى الشبيبة بالقول: "أعزّائي وأصدقائي الشبّان والشابّات، حضَرْنا وشارَكْنا وتابَعْنا معكم هذا المؤتمر، واختبَرْنا معكم الفرح والرجاء الذي تشهدون له بين بعضكم البعض، وبالتأكيد لن يكون هذا المؤتمر الأخير للشبيبة. إن شاء الله سيُعقَد المؤتمر القادم في ولاية أميركية أخرى، وتُدعى إليه شبيبة الولايات المتّحدة الأميركية وكندا أيضًا، كي تتعرّفوا حقّاً على بعضكم أكثر وتتعاونوا وتتضامنوا أكثر، وتساندوا بعضكم البعض، حتّى تحبّوا الله وتحبّوا الكنيسة، وتكونوا فخورين برّبنا يسوع المسيح مخلّصكم".
وكان سيادة المطران مار برنابا يوسف حبش قد ألقى كلمة ترحيبية بغبطته "باسمي شخصيًّا وأنا غير مستحقّ كأسقف لأبرشية سيّدة النجاة المباركة التي تأسّست وترعرعت وكبرت على يدكم المباركة يا صاحب الغبطة، بمعاونة الكهنة الأعزّاء المبارَكين. وباسم إخوتي الكهنة وباسم الشعب المبارَك الحاضر، عائلة مار توما رسول المشرق، يشرّفني جداً يا سيدنا صاحب الغبطة، ويسعدني أن أعرب عن السعادة التي تغمرنا جميعًا، وبإمكانكم أن تعاينوا الفرح على وجوه هؤلاء المجتمعين اليوم حولكم والمنتظرين لقياكم. يسعدني كثيرًا، ليس فقط بموجب الترحيب أن أرحّب بكم، لكن بالحقيقة أنتم أبو البيت، أنتم أبونا، والأبناء لا يرحّبون بالأب، بل يتوّجون فرحتهم وسعادتهم عندما يكون الأب بين أولاده، نحن أولادكم سيدنا، ونحن فرحون جداً بكم اليوم".
وتابع سيادته: "بفرح كبير نختتم اليوم مؤتمر الشبيبة الرائع، وباسمكم جميعاً، أيّها الشبّان والشابّات، أعبّر عن الفرح والترحيب بغبطته، وعاينتُ مدى تأثُّركم بهذا المؤتمر، أنتم الكنيسة الشابّة، هذه الكنيسة التي ستبقى شابّة ولن تشيخ أبداً على مدى الأجيال حتّى المنتهى، لأنّ الكنيسة هي جسد الرب يسوع المسيح، وأنتم الجسد الرائع والجميل للرب يسوع، أنتم مع الرب يسوع وتحبّون الرب يسوع، فلن تشيخوا أبدًا…
هذا الخبر نُشر على صفحة بطريركيّة السريان الكاثوليك الأنطاكيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.