رسالة عيد الفصح المجيد 2023 من غبطة البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان

تجدون في التالي رسالة عيد الفصح المجيد 2023 من غبطة البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك، ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط.

إخوتي الأحبّاء، أينما كنتم فالمسيح قام حقًّا قام فليكن اسمه ممجّدًا أبدًا.

بالأمس كنّا نتذكّر الآم وصلب المسيح. كنّا نتذكّر كيف هجموا عليه في بستان الزيتون وأخذوه إلى رؤساء الكهنة الّذين بدورهم تبرّوا منه. ثمّ عذّبوه وصلبوه ولمّا تأكّدوا من موته عادوا إلى حياتهم العادية، راسخين في نكرانهم وأنانيّتهم، عادوا إلى حياتهم اليوميّة، لكن في الحقيقة بقي سؤال يتردّد في أذهانهم ونفسيّتهم المريضة سؤال عن من كان هذا الرجل الّذي بموته، انشقّ حجاب الهيكل إلى نصفين وفُتِحت القبور وقامت الأموات منها وعادت إلى ذويها؟

بقيت التساؤلات والخوف في نفوس مَن صلبوه من عجيبة قد تحصل على يد هذا الرجل غير الطبيعي هذا الرجل العجائبي، فيخذلهم جميعًا ويُثبت ما قاله لهم من حقائق بقوله اهدموا هذا الهيكل وأنا أقيمه في ثلاثة أيام.

بقيَ الخوف يساورهم ليلًا نهارًا لئلا يطرأ شيء غريب ينقلب عليهم، وليتَجَنّبوا أيَّ خطرٍ يهدّدُ مصالحَهم، أمروا الحرّاس أن يحرسوا القبر ليلًا نهارًا.

إلاّ أنّ لا شيء استطاع أن يوقف مخطط الله، فانتشر الخبر العظيم في أنحاء المنطقة، بأنّ المسيح قد قام من بين الأموات، وغلب الموتَ وأعطانا الحياة. قد قام، وها هو يسبقكم إلى الجليل، هناك ترونه (متى ٧،٢٨).

يا للفرح والابتهاج بهذا النصر العظيم، يسوع المسيح يقوم في اليوم الثالث كما وعد فعل.

هلموا إذًا أيّها الأحباء، لنتشارك هذه الفرحة بقيامة مخلصنا يسوع المسيح الذي وهبنا الحياة. هلموا سويةً معه نطعن شوكة الموت التي تعصف بنا في هذا الوطن الحبيب. هلموا نَتجدّد به، لأنّه معه فقط نستطيع أن نلقى معناً لحياتنا، ومعه نستطيع أن نتحمل أوجاعنا ونتخطاها، معه فقط نستطيع أن نُغّني روحَنا ونُوجِد سبلاً لتتبارك به عائلاتنا ومجتمعنا ووطننا لبنان. فكلهم متصلون بعضهم ببعض. فكلّ واحد منّا مدعو ليكون مسؤول عن ذاته وعن عائلته وعن وطنه وشعبه، فجميعهم هبة من الله المحب الكريم والفادي.

هلموا أيها الأخوة والأخوات، نَتّحِدَ مع يسوع المسيح ونتجدد به، لنرى به طريقاً جديداً للتعايش فيما بيننا أبناء وطن واحد ككل. طريقاً مبنياً على المحبة والإحترام المتبادل وطنٍ مبنيٍ على دستور التعايش وبرئيس يجمع الشملَ ودولة تضع القانون وتسير تحت أضوائه بضمير نقيّ يساعد الجميع على تخطّي المحن والصعوبات الجمة التي تعصف بنا.

مؤمنون بأن ّبعد كل جلجلة، هنالك قيامة.

وأخيراً أتقدّم منكم جميعًا، فردًا فردًا متمنّيًا لكم عيدَ فصحٍ مجيد، مليئاً بالآمال والبركات السماوية لنا ولأوطاننا، مؤمنين بقدرة ربّنا يسوع المسيح القائم من بين الأموات بأنّه لن يتركنا وحيدين بمواجهة صعوبات هذه الحياة بل يساندنا ويحمينا من كلّ شرٍّ وشرير.

وبما أن الأعياد السماوية تجمعنا في هذه الأيام المباركة مسيحيين ومسلمين، نطلب من ربنا بجاه هذه الصلوات أن يمنّ علينا السلام والوحدة للتعايش في وطن واحد وتحت سماء واحدة، مباركين اسمه إلى ابد الآبدين.

المسيح قام ... حقًّا قام

غبطة البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان

كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك

هذه الرسالة نُشرت على صفحة الكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة armeniancatholic.org على موقع فيسبوك.

Previous
Previous

الإحتفال بسبت اليعازر في بطريركيّة الرّوم الأرثوذكس الأورشليميّة

Next
Next

رسالة عيد القيامة 2023 لغبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان