غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرَّاعي يترأّس قدّاس الفصح على نيّة فرنسا
ترأّس غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرَّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، قبل ظهر اليوم الإثنين 10 نيسان/ أبريل 2023، في الصرح البطريركيّ في بكركي، لبنان، القدّاس السنوي التقليدي الّذي يقام على نيّة فرنسا يوم اثنين الفصح، بحضور السفيرة الفرنسيّة في لبنان آن غريو والبعثة الدبلوماسيّة في السفارة الفرنسيّة.
وألقى غبطته بعد قراءة نصّ من الإنجيل عظة قال فيها:
سعادة السفيرة، أيّها الحضور الكريم
لقد دأب المسيحيّون المعمّدون باسم يسوع المسيح أن يعايدوا بعضهم البعض صبيحة عيد الفصح قائلين "المسيح قام حقًّا قام" وها نحن اليوم نتوجّه إليكم بالمعايدة ذاتها في اثنين الفصح حيث نحتفل في البطريركيّة المارونيّة بالقدّاس التقليدي على نيّة بلدكم العظيم فرنسا رئيسًا وحكومة وشعبًا.
وإذ تمسّك المسيحيّون بتحيّة الخلاص هذه، إنّما لأنّهم آمنوا بقيامة يسوع المسيح من بين الأموات وكان هذا صلب إيمانهم ورؤيتهم للعالم وللإنسانيّة في مسيرتها نحو الخلاص. في الواقع وبحسب الأناجيل وتعاليم مار بولس فإنّ حياة السيّد المسيح لم تنتزع منه بالقوّة وإنّما هو من وهبها من أجل خلاصنا ومن أجل تجدّد الخليقة الّتي لم تعد قادرة على التحرّر من الخطيئة والإنتصار على الشرّ لوحدها. ولقد ذهب بولس إلى حد القول أنّ المخلّص يسوع أصبح آدم الجديد الّذي من خلاله دعيت البشريّة المخلّصة إلى أن تتكوّن وتتحوّل.
وبفضل قيامة المخلص تحول الصليب الى جسر عبور يتيح المصالحة مع الله ومع البشر ليجدوا اخوتهم الضائعين ويستمتعوا في حياتهم بسلام حقيقي وعميق.
لقد غلب المخلص الشر آخذا على عاتقه تغيير الإنسان القديم داخلنا وارتداء حلة الإنسان الجديد. وهذا الإنتصار مدعو لأن يتعمم ليشمل الإنسانية فتبنى مملكة الله، وهو بحاجة الى كل واحد منا لكي نصبح صانعي سلام ونبذل جهودنا لنحول حياتنا الى رسالة لخدمة الأخوة والسلام. فلقد علمنا المسيح باعماله ان الأخوة هي اساس السلام.
الإنجيل يقدم لنا امثولة جميلة تتعلق بفكرة الأخوة العظيمة بالنسبة لكل البشرية وهي ايضا عزيزة بالنسبة لفرنسا التي تعتمدها مع الحرية والمساواة في شعارها الوطني. ولكن المؤسف انه ومن خلال واقعة ذكرت في الكتب فان اول الأخوة في التاريخ قد قتل اخاه. انه قايين الذي انهى حياة اخيه هابيل تحت ذريعة ان الله يقبل تضحية اخيه اكثر من تضحيته.
من هذا التعليم نستخلص ان الأخوة التي هي من اجمل افكار العالم عليها ان تتجسد في الواقع وفي الوقائع. قايين اجاب الله الذي سأله عن مكان اخيه بخفة قائلا:وهل انا حارس لأخي؟" والله يقول لنا في الواقع ان علينا جميعا ان نكون حراسا لإخوتنا واننا جميعنا مسؤول عن بعضنا البعض. والا وفي غياب التضامن ما من عالم يقوم ويصمد وما من حياة تجد السلام.
لقد قلب يسوع منطق قايين الذي قتل اخيه فمات هو على الصليب من اجل اخوته لإعطائهم الحياة وضحى بنفسه من اجل خلاصهم. لقد اتى لا ليحكم او ليستعبد الآخر وانما ليكون خادما لإخوته الى الممات. وهكذا اصبح مثالا علينا الإقتداء به اذا اردنا معه خلق عالم اخوي وسلمي…
هذه الخبر نُشر على صفحة البطريركيّة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.